أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاصي على عفارة - الشيطان الومضة














المزيد.....

الشيطان الومضة


عاصي على عفارة

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


((الشيطان الومضة))
يوم الخميس الواقع في 28/03/2013 م - 17/05/1434 هـ
في الرابعة صباحاً, استيقظت كعادتي, على المنبه البيولوجي, الذي لا يخطئ, لا يقدم ولا يؤخر ثانية واحدة, أسكته وهرعت سريعاً, أعمل على كأس متة يمجد الخالق, أهلت الماء على وجهي حتى صرخت عيناي ((«توقف» هذا يكفي... شكراً)) وعدتُ من غزوة المطبخ إلى سرير النوم غانماً بصينية المتة, وحوائجها استلقيت وأخذت مصة من أول كأس, وأمسكت كتاباً كالعادة وما إن قرأت أول سطر من كتاب لزوميات رفيقي أبي العلاء المعري, حتى سمعت حركة أقدام قادمة باتجاهي, فتحت عيني مندهشاً, وقلتُ بفرح. أهلاً بصديقي, لماذا لم تطرق الباب, لقد أخفتني (يا كر) ابتسم شيطان الشعر الفصيح وقال: المهم أنني أتيت.. صحت فرحاً أهلاً بقدومك تفضل واجلس بقربي كملاك على سرير مريض, جلس الشيطان وبدأت أسئلته التي استهلها بالسؤال التقليدي السائد حالياً بين السوريين, بـ : أبو علي عاصي هل أنت مؤيد أم معارض.. قلت في ذكاء المتحمس, أنا معارض للفساد وخاصة الإداري منه, قال (كول هوى) أجب معارض أم موالي, فقلت محدثاً نفسي أخشى أن يكون هذا الشيطان مخبراً, ودعمت حجتي تلك بأن أغلب المخبرين شياطين, وبعضهم مرتزقة.
أجبته: مؤيد حتى نقي العظم وكل خلية في جسدي تصرخ بالروح وبالدم أفتدي وطني, عندها افتر ثغره, وتابع علاكه قائلاً: أعرف بأنك مشتاق لي, وبأن غيبتي طالت ولكني متعب, وأريد أن أنام أفسح لي مكاناً بجانبك. قلت حاضر ونفحته وسادة طرية, أستخدمها في الضم والتقبيل ليلاً في تعويض عن جسد أنتظره فلا يأتي, وقبل أن يغفو قلت له: سيادة الشيطان ما الذي أتعبك يا أخي الذي كنت كريماً, أراك للمرة الأولى بهذا التعب, كأن أحدهم قد استبدلك بثوره وفلح بك براري الكون, قال بعد أن مال إلى أذني, كنت عند أحد شعراء (القصيدة الومضة) لقد هد حيلي لم يتركني حتى وهبته منها ألفاً..
سألته باستغراب ما هي القصيدة الومضة, أجاب القصيدة الومضة يا فهمان هي قصيدة قصيرة جداً هي كالبرق ، جامعة , مانعة , مقطرة, حاسمة , ساحقة , ماحقة , تختصر شقاء الشاعر وعشقه وفرحه , وأوجاعه , ببضع كلمات , .... ليست كالكلمات , وتجاري العولمة في حركة استباقية, تجعل المعولمين الأصليين يندهشون من سرعتها , ليجاروهم في ما هو أسرع , قلت لم أفهم من كلامك سوى, الطغيان والدكتاتورية, من ساحقة وماحقة وحاسمة, وعولمة, على رسلك أفهمني , وضح لي أكثر, حاول التوضيح قائلاً : القصيدة الومضة يا صاحبي هي الشرارة التي تؤدي إلى الحريق, هي النار في ذاتها ولذاتها, قلت له أعطني مثالاً أيها الومضة العزيز,
خذ قال :
أحبك
حتى
آخر
قبلة
قلت: وبعدين. قال: انتهى الحب بانتهاء القبل وانتهت الومضة النارية العاشقة. عقبت على كلامه قائلاً
أنت ظالم يا صديقي هناك ومضات قرأتها ، جميلة ومعبرة وتختصر قصيدة من خمسين صفحة .
قال: معك حق إذا كان كاتب القصيدة ليس بشاعر، وكاتب الومضة, شاعراً حقاً.
خذ هذه قلت, قال هات
في طريقي شجرة ياسمين
في الياسمينة الشجرة
بيت لعصفور دوري
والنسر لا يهمه من الياسمين
سوى فريسة تسمى
عصفوراً دورياً
قال الشيطان : تلحس ما تيسر لك من اللحس, دعني أنام الآن وانقلع إلى أعمالك... ارحل..
لن أذهب قلت له , قبل أن تعدني بأن تمنحني أجمل القصائد . يا حيف عليك وعلى الخبز والملح الذي بيننا, تمنحني أسوأ القصائد وتمنح غيري أجمل ما في اللغة , هل إن محمود درويش أفضل مني أم أن وراء الأكمة ما ورائها .
قال دعني الآن وأذهب (أعدك وعداً وامضاً), وذهبت من ساعتها بعد أن دثرته جيداً, خوفاً عليه من البرد, لأتابع الحلقة.... من المسلسل التركي (جيران ماريا وأنا)






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ماريا 4
- يا ماريا 3
- يا ماريا 2
- القبعة
- الثائر الأممي ارنستو تشي غيفارا
- يا ماريا
- يا سوريا
- صديقي الذي مات
- حوار في الثورات


المزيد.....




- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاصي على عفارة - الشيطان الومضة