أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسمية محيبس - شاعر يشبه الجنوب














المزيد.....

شاعر يشبه الجنوب


رسمية محيبس

الحوار المتمدن-العدد: 4046 - 2013 / 3 / 29 - 10:37
المحور: الادب والفن
    


شاعر يشبه الجنوب
فولاذك أزرق
ورأسك متوج بالنجم
وحصونك من خبز ممزق
وقاتمة قاتمة تخومك
بابلو نيرودا
مهند عبد الجبار شاعر من الجنوب بسيط وحالم لم تسلط عليه الأضواء فالأضواء ليس لها شغل بالحالمين بل تصاحب المبهورين بها الذين ينتزعونها بقوة ومراس ولديهم حاسة عظيمة في أغوائها وجذبها نحوهم لكنهم غالبا يقعون أسرى تلك الأضواء التي بهرتهم وكشفتهم فصاروا واضحين حالمين بما هو أكثر محاولين العبور الى الضفة الأخرى وقد يقعون في مطب الحقيقة المؤلمة ,حين ينظرون الى صورهم في مرآة الحقيقة فلا يجدون سوى الوهم
مهند عبد الجبار ليس من هؤلاء فهو يكتب بصبر عجيب وإيمان مطلق بأن الأضواء لا تزيد في جسامة الصورة بل تعريها وتنحاز قصائده الى الجنوب الذي يقطنه كما تنحاز الوردة الى عطرها إنه يبني علاقات وثيقة مع الرمال رغم هشاشتها وفي هذا إعراض عن القسوة بوجوهها التنكرية وخيباتها وإنكساراتها
حدود هذا الشاعر مفتوحة على جميع الجهات كما جاء في قصيدته الأولى فهو متهم بقتل البحر الميت ويخاطب شاعر آخر فيقول :
في الذكرى الثانية للألم
لا يسعني الاّ أن أقول
كل قمر وأنت بألف بزوغ
كل لحظة وأنت بألف ظل
كل مدينة وأنت بألف بصرة
هكذا تلاحقه الظلال ويقاتلها بالكتابة والشعر وقلبه الذي لم يقلع عن الأمل وهكذا تتوالد المدن الجنوبية في ذات الشاعر المغروس في الجنوب مثل شجرة تترسخ جذورها بعيدا ولهذا فهو مشغول بهذه المفردة التي تتكرر في قصائده ويتخذ منها عنوانا له إنه يكتب عن الواقع بغموضه وخيباته
يقول جبران على لسان الفلكي (إذا لم تكن المجرة في أعماقي فكيف يمكن أن أراها أو أعرفها ( ومهند يعرف الجنوب ويبدو الليل في عينيه جنوبا آخر فهو يقول :
إن يديّ شجرتان في مهب
تلوحان بإستمرار
الى قمر مجني عليه
عوقب بالظلام المؤبد .
هكذا تتضح معالم الصورة ويكون الجنوب ظلاما مطلقا حكم عليه الآخرون ان يبقى بمنآى عن الضوء لينعموا هم بما فيه من كنوز ويبقى الشاعر معه مسكون بالأحلام والهواجس فهو على شاكلة الجنوب ليس لديه جواز سفر يحمله بعيدا عنه ويقارن نفسه بالجبال المسنة ويحسب عمره بعدد القصائد فيقول :
عمري سبعون قصيدة
في قصيدته المعنونة فصل الحسين يخاطب الشاعر كربلاء
أيتها الأم الخالدة
بترابك عفرنا الجباه
كم تغذيت من رحيق الأنبياء
فالدم في قاموس الشاعر رحيق للأرض التي تكبر به حتى يتحول تاريخ المدن الى كعبة يحج اليها القادمون من مسافات الحلم وتقديس المثل العليا التي ضحى من أجلها الأنبياء والحسين واحدا منهم
يقول
أما نحن فعشاق الحزن
طلقنا تلك الفصول
تيمنا بخامس إسمه الحسين
نحرص على جس نبض الدموع
فلا نجد وسيلة للتعبير الاّ في كربلاء
هكذا يكتب الشاعر قصائده مستلهما تاريخا يعبق بالدم والرؤوس المرفوعة على الرماح في حين يحاول غيره طمس هذا التاريخ والتعالي عليه فيلوذ بشعارات باهتة


ويبقى هذا التاريخ منهلا للشاعر الذي يخاطب بغداد الحبيبة المجروحة بالطغاة والغزاة على مر السنين
حبيبتي بغداد
إن ذراعيك أعظم نهرين
حتى لو بتروا الفرات
تأخذ دجلة الراية
هكذا يتعلق بكربلاء منشغلا عنها بآلاف المدن التي تتوالد في مخيلته لكن تلك الراية الحمراء تلوح له على امتداد تاريخه الذي هو تاريخ المدن التي استوطنته وأدمنت ممارسة طقوسها وسحرها على مساحة روحه المبهورة بالشعر والدم والمدن المقدسة والأنهار
الليل يشبه الجنوب مجموعة شعرية للشاعر مهند عبد الجبار صدرت عن اتحاد أدباء ميسان 2012



#رسمية_محيبس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت وأنا
- خوف
- أرميك كبذرة وأهطل عليك
- الأب ياناروس
- شاعرة
- أم نزار
- رسالة الى فاطمة العراقية
- آراؤكم في الشاعرات
- هنيئا لك الفوز يا سيدي
- شظايا
- هيفاء وهبي تشارك في المربد
- مهرجان كزار حنتوش بين التغييب والأهمال
- كريم
- وتأملت غبار الأعوام
- شاكر السماوي يغني عيده السبعين
- عين .....لام .....ياء
- الهواء
- المختال
- نجوم في سماء غائمة
- أغنية تشبه الدمعة


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رسمية محيبس - شاعر يشبه الجنوب