أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - الشيطان يعظ














المزيد.....

الشيطان يعظ


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 23:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في عام 1979 أصدر «نجيب محفوظ» الطبعة الأولي من مجموعته القصصية البديعة «الشيطان يعظ» والتي أحتوت علي ثلاث عشرة قصة قصيرة، ومسرحية من فصل واحد بنفس العنوان، استلهمها من حكاية «مدينة النحاس» من كتاب «ألف ليلة وليلة» وهي تجمع بين وقائع تاريخية، وأخري أسطورية متخيلة، تنطوي علي رسالة سياسية وأخلاقية وفلسفية تروي حكاية سفر «طالب بن سهل» من حاشية الخليفة «عبد الملك بن مروان» في دمشق لتسليم شقيقه أمير مصر «عبد العزيز بن مروان» رسالة منه، تطلب إليه تشكيل مجموعة من خبراء اللغة والجغرافيا والأجناس والعساكر والدين، للبحث في عمق الأراضي والبلاد التي يسيطرون عليها، للبحث عما سمعه الخليفة في مجالسه من وجود قماقم نحاسية التي تم بها سجن الجن والعفاريت والمردة في عهد النبي «سليمان» لاتزال موجودة في عدد من الإمارات، فأستعان أمير مصر بنائبه في المغرب «موسي بن نصير» قائد الجيوش والفتوح، للقيام برحلة البحث التي استغرقت عامين، لتسفر عن حصيلة من الوقائع والحكايات المليئة بالدلالات الرمزية والايحاءات السياسية، والمواعظ والحكم الإنسانية، الخاصة بالموت والحياة، والتواضع والاغترار بالدنيا الذي يدفع إلي التجبر، والتملك الذي يكرس الأنانية والاستحواذ، ويدفع الإنسان كي يمشي في الأرض مرحا، وكأنه سوف يبلغ الجبال طولا.

لا أدري لماذا تذكرت هذه المسرحية، وأنا استمع إلي خطابات الرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي، في المنطقة المركزية العسكرية بالعباسية، وفي معسكر قطاع الأمن المركزي بالدراسة وفي مؤتمر «مبادرة دعم حقوق وحريات المرأة المصرية».

استخدم الرئيس مرسي أكثر من خمس مرات لكلمة الشيطان الذي يوسوس ويحرض علي العنف، ويخرب وهو يوجه التحية لرجال القوات المسلحة، ولضباط الشرطة، محذرا إياهم من الاستجابة لتلك الوسواس الشيطانية ومبرئا سياساته من أي خطأ مرجعا أزمة مصر الطاحنة واقتصادها الذي يتداعي إلي من يمنحون غطاء سياسيا للعنف». وهم بطبيعة الحال قادة جبهة الإنقاذ والأحزاب والقوي السياسية والإعلامية التي تعارض السياسات العشوائية التي تدار بها شئون البلاد، والتي تنطوي خطب قادة الجماعة وأنصارها علي تحريض علني بملاحقتهم والاعتداء عليهم، وحتي قتلهم دون أن تنتفض الرئاسة.

وكعادته في الاستمتاع بالحوار بين أتباعه وأنصاره ومؤيديه، تصاعدت لهجة الرئيس محمد مرسي التهديدية ضد معارضيه، متوعدا اياهم بالملاحقة أيا كان مستواهم أثناء افتتاحه لمؤتمر المرأة، وقاطعته معظم المنظمات النسائية المعنية بقضايا النساء، ولم تشارك فيه المجلس القومي للمرأةو الذي استبق أعمال المؤتمر بإصدار بيان يرفض فيه نية الحكومة إلحاق تبعية المجلس القومي للمرأة إلي مجلس الشوري بدلا من مؤسسة الرئاسة وعقد المجلس مؤتمرا صحفيا رد فيه علي ترهات المعارضين لوثيقة الأمم لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات من الإخوان وغيرهم من الإسلاميين، التي الصقوا بها كل المفاسد والرزايا واجمعوا علي أنها ضد الدين والشريعة الإسلامية، بعد أن نصبوا أنفسهم المتحدث الأوحد باسميهما، وأن وافق عليها الوفد الرسمي المصري المشارك في دورة الأمم المتحدة التي أقرت الوثيقة. الرئيس مرسي هدد بفتح السجون لهؤلاء المعارضين، وبالتضحية ببعض ما وصفهم بممارسة العنف، لإحداث الاستقرار في البلاد وسط تصفيق حاد من أعضاء المؤتمر!

ولا أدري من أين أتي الرئيس بهذه الثقة، بأن معه ما يكفي من التأييد والمساندة، لاتخاذ أي نوع من الإجراءات القمعية والمطالبة بتطبيق القانون علي الجميع، وهو يؤكد، أنه رئيس لكل المصريين، ويدعو في نفس الوقت للحفاظ علي الممتلكات العامة والخاصة، في نفس الوقت الذي كان أنصاره في «حازمون» يتحرشون بالإعلاميين في مدينة الإنتاج الإعلامي، ويسبونهم بألفاظ بذيئة قولا ورسما علي الحوائط والأرض، ويمنعون الدخول أو الخروج منها.

الحكمة تقول أنك تستطيع خداع الناس لبعض الوقت، لكنك لن تستطيع أن تخدعهم طوال الوقت أما الشاعر «أحمد شوقي» فيقول : برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا، مخطئ من ظن يوما، أن للثعلب دينا» .

حقا فالشيطان لا يعظ !



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الوعي للجماعة الصحفية
- ظاهرة نجيب ساويرس
- وحدة اليسار ضرورة وطنية
- تعظيم سلام للجيش المصري
- ليته يبگي علي حالنا
- دستور الشيخ برهامي
- مصر تقاوم
- أزمة سياسية لا قانونية
- الشرعية الانتخابية لا تحمي النظم
- انسحب يا فضيلة الإمام
- مليشيات الإخوان الفضائية
- خيمة علي النويجي
- فضيحة من القاهرة
- أخونة نصر أگتوبر!
- ليس بإسمي
- الخائفون من المنافسة
- الفاجومى
- أليس للشيعة حقوق يا مولانا؟
- السؤال المحوري الغائب
- ورثة الجماعة


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - الشيطان يعظ