عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 02:50
المحور:
الادب والفن
..................
لقلبي بابان
باب للاستقبال
و باب للعودة ..
...................
جسدها
من علمني أبجدية الصمت
و روحها
من سلمتني لوطن الأنين ..
كيف
لي أن أغازل وطنا
صار وثنا
بلا أفق
يؤرخ جراحاتي
بالسكين ؟ ..
.....................
كلما قامت ساعتها
قامت أعضائي
فأقامت لي خيمة
للصلاة ..
....................
ريقها
أرق دلو طفولتي
كيف
لي أرى دموع ضحكتها
على سرير الليل
و أنام ؟ ..
.........................
شبق عيني
تقطف
و حبق الوجد
توزع
على جسدي
فما أقول ؟
و هي طفلة
في الخمسين ظلت
بين يدي فاكهة
لكل الفصول ..
..................
رضيعا
أرشف
من محبرة أمس
حليب غدي
لأكتبني ..
.........................
كلما
رفرفت رموشها
فر خجلي
إليها ..
.....................
و لكأني طائر
يشتهي قفصا
فلا تبخلي
بالسجن علي ..
....................
عيناها
رمح و مرمى
و أنا قوس قزح
بلا ألوان
أمضي
إليها ..
..............
كلما
حلمت بك
أزف إليك الخبر
كيف تخفين أحلامك
عني
وأنا المبتدأ
و أنت الخبر ؟ ..
.......................
في جنتي
فاكهتان للرثاء :
تفاحة آدم
و موز حواء ..
......................
كيف
يجرؤ جسدها
على محو خطواتي
و هي موشومة
على إيقاع الأنين
بلا أفق
كما نشيد الوطن ؟ ..
.......................
كأنها
أخمدت ضجيج الرغبة
في فوضاي
لكن صمت جسدي
لم يدم
نوافذه مشرعة
على أريج العناد ..
......................
أتصفح كلامها الهارب
صورة صورة
أجدني طريدا
فيه
لم أدع شرفة
في طريق الذكرى
أعود منها
إليها ..
..................
فاقع لونه
هذا الصمت المفاجئ
في عينيها
لم تتوقع
أن أعاتب خلع نعليها ..
......................
ليس شعرا
بل وجعا
هذا السيل المنهار
على ضفاف انتظار ..
.........................
مارس 2013
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟