أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - أوراق من المعتقل .. رسائل من الغربة الحديدية














المزيد.....

أوراق من المعتقل .. رسائل من الغربة الحديدية


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 4041 - 2013 / 3 / 24 - 22:17
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    




الرسالة الأولى : إلى شعبي اليانع دوماً..

في البدء لم يكن سواكَ أنت في مطالع الكلام… فإذا كان لا بد من مآل لي فليكن من كلمات اكتبها منك و في سبيلك..
شعبي الصامد.. كيف أنت؟ و إلى أين وصلت حكايتك في البحث عن حياة هادئة في هذا العالم الصاخب؟ يا لسؤالي الآتي إليك بغتةً في أول الكلام .. فكيف تكون الإجابة و أنا جزء منها و جزءٌ منك.. شعبي الصامد.. لا يحزنك بُعدي عنك و انقطاعي القسري عن الكتابة إليك.. ففي غربة تسعى إلى اقتناص و التهام أسمى ما فيّ منك تُعَدُّ الكتابة فعلاً يتجلّى فيه الصمود و الارادة و الالتحام الدائم معك.. و ها أنا اكتب لأطمئن عليك و أطمئنك عليَّ.. فإذا تكرّمت بالسؤال عني فانا لم أزل على قيدك.. و يحزنني أحياناً أنني لستُ معك في ميادين الوطن.. و احترق أكثر من شدة فجع الغربة و جحيم الاغتراب.. حيث لا أخبار منك تصلني و لا اسمع عنك شيئاً و كأنني لست منك و لست مني.. فاعذرني .. و لكن على أية حال فإنني حين اكتب أتحوّل على حين كلمة إلى طائر يُحلّق في سمائك.. و أشدو بأغانيك .. قصائد لم اعد اعلم الآن أما زالت صالحة للتداول و الغناء أم انتهت مدة صلاحيتها بفعل الرقابة الواقعية لأمانيك و تطلعاتك؟! شعبي الصامد.. كيف أنت؟ أفلا تجيب؟! ما بال ميادينك يُسيطر عليها حفل الظلال الماجن .. حيث تتراقص عليك الظلال و ترميك في غيبوبة الضلال.. و تُقيّدك بأكثر من التزام و تعهد و مشاريع فارغة منك..
أهذا هو حالك؟ و كيف هي الأشجار حيث أنت ؟ أما زال الزيتون يُغني في مهرجانات صمودك و ثباتك؟ لن أسالك أكثر يا شعبي.. يكفيني أنني منك و أنت مني.. يكفينني ما يُبقيني حياً من أمهات يزغردون بتطلّعهن المشغوف بالأمل بعد أن تطيّب الأمل بدماء الشهداء و أريج الأسرى.. شعبي الصامد.. لن أطيل عليك كثيراً في هذا الزمان الذي لن و لم يُحبّكْ حتى الآن لأسباب لا يعلمها سوى الله و ربما أنت.. ففي ختام هذا الكلام لا أوصيك إلاّ بك.. ابقَ شعبي الصامد و الحالم و المتطلع دوماً إلى الوطن الخالي من المحتلين و الأفّاقين ..و إلى نلتقي لك مني البقاء على عهدك و لي منك و من الأغاني في زمن لا يتقن سوى الضوضاء و الصخب العبثي.

الرسالة الثانية: إلى العائدين من النكران..

رفيقي الشهيد عامر عبد الله .. رايتكْ لم تكن نجمة تضيء الدرب بل كنتَ السماء .. سماءٌ لازوردية أبدية.. بكامل زينتكَ كنتَ يا رفيقي العائد من غربة الأرقام الباردة إلى مقبرة المخيم و إن كان مخيماً.. إذ يكفي أن اللجوء هنا حيث إخوتك له عدة مزايا من أهمها مشاهدة القبر في أعلاها سورة الفاتحة و اسمكَ الذي يُعَمِّرُ فيَّ .. و له ميزة زيارة امك لك في العيد و ورد العيد و حلوى العيد رغم الأزقة و اللجوء.. عامر : كم كنتُ انتظرُكَ يا رفيقي .. منذ الفاتح من تشرين ثاني من عام 2004 .. كنتُ أترقب تلك اللحظة التي نزفّك في أجوائها مدة أخرى إلى الخلود فكم أنتَ سماء..
رفيقي العائد.. تعود أنتَ إلى تُربةٍ من مؤقتٍ و حنين.. نعم لم تعد إلى حيفا الآن و لكنك في افقها تعيش.. و تتلقّفكَ فيها أيادٍ ناعمة من بحرٍ و كرمل .. تعود أنت من غربة الأرقام و تمسح رقمك و تُزيل عنك رِجْسَ النكران و المجهول الذي ألقوه عليك.. تعود و تعود و تعود.. و أنا السعيد بعودتك أتوق الآن أكثر من أي وقت مضى إلى عودتي من هذه الغربة الحديدية .. أليست عودتك توطئة عودتي ..؟
آهٍ يا أيها الشهداء العائدين من أطراف الوطن المطموس.. العائدين من تربةٍ يسعى الاحتلال إلى جعلها نكرة .. كم انتم قدّيسيون.. بصمتٍ ذهبتم.. و بصخبٍ خجول تعودون تاركين وراءكم ما تبقى لنا من شهداء..
فيا سادة الفعل المقدس من نكون نحن في حضرتكم .. يا عامر .. يا رفيقي ابن المخيم.. يا ابن السبع عشرة وردة أقولها الآن لك.. أقولها للشهداء: انتم لستم الكواكب بل انتم السماء كل السماء..

الرسالة الثالثة : إلى الطفلة الشامية:

اسمكِ الذي لا اعرفه.. بل اعلم و اشعر به يخنقني و يُدميني و يُحيل صدري إلى بركان مرارة و أحزان..
اسمكِ يا اسمَ الله عليك براءة و نور فأنتِ شام كل الشام.. غاليتي.. كم كانت قاسية قُبْلَةُ إخوتك عليك حين أرْدوا جبينك الطاهر بشظية يا ليتها كانت عبثية.. أفيُحزنكِ تَشوّه وجهك؟ بل يحزنك تشوّه إخوتك و ضياعهم في غياهب المصالح الفئوية و الشعارات الكاذبة و عمليات الإصلاح و التجميل.. فهل ستكبرين لتعرفي على من سيكون الحق و من سيدفع الثمن ؟ و ماذا يعني النظام و المعارضة..؟ هل ستكبرين لتتدركي معنى الثورة و مناهجها و هل ستجيبين عن السؤال: هل ما يحدث في الشام ثورة؟
غاليتي شام.. لا تنادي فكل من حولك موتى .. و لا ترسلي الصور فكيف يُبصر العميان في عالم أَنارَ كل ما حوله سوى قلبه المتأبد في الظلام..
و عليه فلا احد معك يا غاليتي سواكِ في لعبة يا ليتها كانت أرجوحة أو عروسك الصغيرة ليكون نصيبك منها خدوش طفولة بريئة .. فمن زَجَّكِ فيها.. في لعبة الدم الحرام و من منح جبينك الشظية..
غاليتي.. كم أنا قاسٍ لأرسل لكِ هذه الرسالة المزدحمة بالأسئلة الكبيرة يا صغيرتي.. و لكن سامحيني.. فانا مثلك مُحاصر و لا أملك من أمري شيئاً سوى الكتابة.. إذ اكتب لكِ الآن و أزفّك بأكثر من مقطوعة و قصيدة لأنني احبكِ و إن ازداد وزنك شظية..



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريد ازرق جداً
- أوراق من المعتقل . عندما أكون وحيداً
- اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة عشر . انحصار اليسار
- ثلاث رقصات في الخريف
- طقوس المرة الأولى .. الكاتب: ساري جرادات
- أوراق من المعتقل . الورقة الرابعة عشر .صناعة الدور التاريخي ...
- اوراق من المعتقل .الورقة الثالثة عشر. الفجوة ما بين النظري و ...
- اوراق من المعتقل . أعدُكِ بالأمل
- أوراق من المعتقل . لنا كَنْزَةُ موسى . -الزيارة-
- بَرَدَى يهجرُ مجراه
- خطا في العنوان
- أوراق من المعتقل . الورقة الثانية عشر . المناقشة و الانتقاد
- أوراق من المعتقل . الورقة الحادية عشر . مركزية ديمقراطية أم ...
- أوراق من المعتقل . الورقة العاشرة . الصحوة الإسلامية
- الفلسطيني السلبي
- أوراق من المعتقل . الورقة التاسعة . كيفية التفاهم مع الظروف ...
- أوراق من المعتقل . الورقة الثامنة . إعادة إنتاج النظرية .
- أوراق من المعتقل . الورقة السابعة . عن أية اشترا كية نتحدث ؟ ...
- أوراق من المعتقل . الورقة السادسة . الاشتراكية المنسجمة مع خ ...
- اوراق من المعتقل . الورقة الخامسة : يسارنا .. اليسار الجديد ...


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - أوراق من المعتقل .. رسائل من الغربة الحديدية