فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ

صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 15:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ (سورة الحج 5)

في منبته سورية الشام، في مثل هذه الأيام من آذار قبل نصف قرن من زمن تسلطه في دمشق الأموية عام 1963م، بعد شهر من حمل بضاعته النفايات السامة، كأسلحة دمار شامل إلى محطة بغداد في قطار أميركي، كأي مسخ ولد ليعذب ويتعذب، واجه الْبَعْث رفض الأرض اليباب منذ نيسان 1947 (مسقط رأسه مقهى الرشيد الصيفي) في دمشق، حتى سقوطه في عاصمة الرشيد بغداد قبل عقد من زمن خلفاء وحلفاء صدام القومي طالباني - بارزاني (في ذكرى مولده في نيسان 2003- 2013م)، لأن الْبَعْث في السماء! وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (سورة إبراهيم 26)، لولا فتوى مرجعية (محسن الحكيم) في العراق في مستهل مولد النظام الجمهوري باعتبار سماحته الشيوعية كفر وإلحاد، الفتوى في ذاك الزمن الأول، خدمت الْبَعْث إن لم يكن بالنوايا فبالنتيجة، وأطال بعمر المسخ الْبَعْث تقية باطنية لمرجعية سماحة علي السيستاني لدى مقابلته صدام لينظر إليه بوجه نضر:

http://www.youtube.com/watch?v=9UNRQYKiPYk

المرجعية بتوصيف الفتى مقتدى الصدر، هي (الحوزة العلمية) الصامتة وضحيتها والده محمد الصدر الحوزة العلمية (الناطقة)، اغتاله البعث
وتنصل من دمه، وحظر مجلس فاتحته نجل محسن الحكيم باقر في مدينة قم الإيرانية، لكن هوجم في حسينية العزاء النجفية وطرد شر طردة في واقعة تحدث الركبان عنها طويلا!. فتوى مماثلة للمرجع محسن الحكيم حرمت قتال كرد العراق، تزامنت مع جمهورية عبدالكريم قاسم لتغتالته ومعه شيعته وكرده الفيلية وفقراء العراق الغني الموزعين حتى اليوم في الشتات كأنهم يهود العصر!، لأن طريق جهنم مفروش بمثل نوايا السيستاني الحسنة، في سكوت لم يعد ممكنا على رأي الفيلسوف المسلم الراحل أخيرا (رجاء غارودي) بعد عمر طويل مخضرم في مستهله كان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفرنسي، لكنه لم يكن شيطانا أخرسا في العصر السوفيتي حيال الرفيق بغير رفق ستالين!. أغتيل شهيد المحراب رئيس (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) ليرث المجلس عزيز العراق ثم الفتى عمار الحكيم. تزامنا مع أخطر التفجيرات بمناسبة عيد الشجرة والربيع والأم ونوروز في العراق، ومثلما في ظل الْبَعْث أيضا يتنصل الْبَعْث في سورية من اغتيال عالم الدين الكردي السني المسن المعروف ضئيل هزيل القوام د. محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده، الذي هوجم ابتداء كما هوجم من قبل شهيد المحراب في الحسينية بمدينة قم، البوطي طرد من أحد مساجد دمشق في تموز 2011 بعد قوله أن غالبية الناس الذين يخرجون من صلاة الجمعة إلى التظاهر، لايعرفون شيئا عن الصلاة ، في إشارة إلى التظاهرات الأسبوعية المعارضة للنظام التي انطلقت منتصف آذار 2011م. البوطي متخصص في العلوم الإسلامية ويعد من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي ، القنوات الرسمية السورية كانت تبث خطبه خلال كل صلاة جمعة. مرجعية السيستاني نفت قبل عدة شهور حدوث هجوم بالقنابل والمتفجرات قرب بيت السيستاني استهدفته أيضا رغم عزلته ومقابلته الآخرين جميعا، بوجه هاش باش!.

*** *** ***
بث التلفزيون الرسمي السوري مساء الخميس عشية الجمعة شريط عاجل قتل 42 شخصا وإصابة 84 آخرون بجروح في التفجير الذي وقع في أحد مساجد حي المزرعة شمال دمشق أودى بالعلامة البوطي، حسب ما أفادت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد شهداء التفجير الارهابي الانتحاري في جامع الإيمان إلى 42 شهيدا و84 جريحا ، مشيرا الى ان من بين الشهداء . وقالت وكالة الأنباءالسورية الرسمية سانا ان البوطي استشهد خلال إعطائه درسا دينيا لطلاب العلم في المسجد. وعرضت قناة الاخبارية السورية لقطات من داخل المسجد، ظهر فيها العديد من الجثث على الأرض، في حين تولى مسعفون رفع عدد من الجثث الأخرى، بينما تولى آخرون رفع الأشلاء عن الأرض ووضعها داخل أكياس رمادية اللون. وأظهرت لقطات أخرى عددا من المسعفين وهم ينقلون الجثث إلى خارج المسجد الذي اصيبت قاعته الداخلية بأضرار كبيرة، في حين انتشرت بقع كبيرة من الدماء على الأرض المغطاة بالسجاد. ودان رئيس الائتلاف السوري المعارض (أحمد معاذ الخطيب) اغتيال العلامة البوطي، واصفا الاعتداء بانه جريمة بكل المقاييس . وقال الخطيب لوكالة فرانس برس : نحن ندين بشكل كامل قتل العلامة البوطي ونقول ان ديننا وأخلاقنا لا تسمح أبدا أن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل ، مؤكدا ان هذه جريمة بكل المقاييس وهي مرفوضة تماما ، مرجحا وقوف نظام الرئيس بشار الأسد وراءها. قبيلة الشيخ كردية ذات انتشار واسع في سورية وتركيا والعراق، ولد عام 1929م، نال شهادة دكتوراه أصول الشريعة من جامعة الأزهر عام 1965م. وتعرض البوطي لانتقادات واسعة في صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد.

#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات