من اجل حفنة من الفتاوي

عبد الجبار سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 20:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في احد الايام كنت اهم بقتل احدهم (ربما وهما )، وحين احضرت كل ما هو مطلوب للقيام بالعملية،تفاجأت بصدور فتوى من المرجعية بتحريم القتل ، يالله ،حينها استغفرت ربي واستتبته والغيت العملية ، رغم ذلك قامت بالمهمة فئة مؤمنة لم انس ان اطلعها على نص الفتوى ،حتى ابرئ ذمتي امام الله سبحانه وتعالى ،فشكرا للمرجعية ، وللحقيقة فانا احيانا وتحت ضغوط معينة اضطر لفعل بعض الاشياء التي تؤمن لي مصالحي وكما تعرفون فان ليس على المضطر من حرج ، الا الحرج الذي يوقعني بخلاف مع فتاوي المرجعية فهو خلاف لا اتحمل ان يقع او ان يصدر مني اتجاهها وانا الذي نذرت عمري لخدمتها وللصلاة خلفها ولتقبيل اياديها كلما سنحت لي فرصة التبرك باثرها ، اذكر يوما ان احد اقاربي قد ارسل لي مبلغا من مال الخمس لايصاله للفقراء فوهبته لاحد المعممين وكنت وقتها اعاني من شضف العيش ومن العوز ، لكن تبويب الاشياء كل حسب بابه وتحت عنوانه الاساس كان يجبرني على ان اسعى لكي ابلغ المكارم ، وفي فرصة اخرى اضطررت لان اخطط لكي اسرق بعضا من اموال المؤوسسة التي اعمل فيها وايضا اصطدمت بفتوى تحرم السرقة ، حينها شكرت المرجعية في بالي ، واضطررت ان ادفع نقودا من جيبي الخاص لمن يؤمن لي اخراج المواد المطلوبة وبيعها ، وبالنتيجة فان المبلغ الكلي كان قد نقص وقل ،لكن الاهم عندي كان هو الالتزام بفتاوي المرجع واحترام رجال الدين واقوالهم لانه يقربنا من الله .
المؤمن مبتلى ، قول اؤمن به حتما ، فكثرة الابتلاءات وشدتها علي توضح لي مدى ايماني وحبي لديني ومذهبي ، واخر هذه الابتلاءات جاء بفتوى جديدة من المرجعية التي اعتبرت اموال بيع اصوات الناخبين (سحت) وانا عندي اصلا حساسية كبيرة من هذه الكلمة ، وكنت قد جمعت ما يقارب ال ١٠٠٠ صوت كنت اهم بشراءها بمبلغ ١٠٠ دولار للصوت الواحد وبيعها بمبلغ اخر يؤمن لي رحلة الحج والعمرة لمدة ثلاث سنين، لذلك اضطررت لان ابيع المقاولة بالباطن واكتفي بمبلغ قليل قد لا يكفي ليؤمن لي ولو حج واحد وعمرة واحدة ، ، ورغم اني لم اعد افهم ما تريده المرجعية بفتاويها واحاديثها ، حيث تكون النتيجة واحدة ، ولا تؤثر الا على حساب جيبي الخاص ، الا اني ابارك لنفسي الالتزام دوما بخطها ومخطوطاتها ، فتاويها واجتهاداتها، رغم علمي بان لا اجتهاد مع النص .

#عبد_الجبار_سبتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل