أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرج العراقي ماجد جابر: الحيادية والتلقائية هما من مقومات نجاح الفيلم الوثائقي















المزيد.....

المخرج العراقي ماجد جابر: الحيادية والتلقائية هما من مقومات نجاح الفيلم الوثائقي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


ينتمي المخرج ماجد جابر إلى تيار السينما الواقعية التي تصوّر الحياة على حقيقتها من دون رتوش. فقد درس ماجد الإخراج السينمائي في معهد الفنون الجميلة في بغداد بين الأعوام 1982-1987. وقبل أن يبدأ مشروعه الفني انهمك في الوضع السياسي للبلد، وأشترك في الانتفاضة الشعبانية المباركة، ثم حزم حقائبه ورحل إلى النرويج عام 1993. وفي عام 1995 عمل مساعد مصور في الفيلم الروائي " كات بيس " للمخرج أدواردو لامورا. ثم أخرج فيلمه الوثائقي الأول عن المخرج المسرحي المعروف عوني كرومي عام 1997. وعمل إكسسوار الفيلم القصير " هواء الحديقة " للمخرج سمير زيدان عام 1998. ثم مثّل في الفيلم القصير " الباب " للمخرج السوري هشام الزعوقي عام 1999. ثم أنجز صوت وإنارة مسرحية " خمريات الليل " للمخرج العراقي سمير زيدان عام 2002. كما عمل مساعد منتج في الفيلم القصير " الجسر " للمخرج العراقي هشام زمان. وفي عام 2004 أنجز فيلمه التسجيلي القصير " ماذا أحكي بعد؟ " Mini DV والذي يتحدث عن المقابر الجماعية في قرية أبو سديرة في قضاء المحاويل التابع لمحافظة بابل، وكان هذا الفيلم من تصويرة، ومونتاجه، وإخراجه، وقد عُرض مؤخراً في الدورة الثانية لمهرجان الأفلام الوثائقية العراقية في لاهاي ونال إعجاب النقاد والمشاهدين على حد سواء. وستخص " الصباح الجديد " هذا الفيلم التسجيلي بدراسة نقدية في أعدادها القادمة. ولتسليط الضوء على تجربته الفنية التقيناه في لاهاي، وكان لنا معه هذا الحوار:
* لنبدأ حوارنا من فيلم " ماذا أحكي بعد؟ " كيف نشأت هذه الفكرة في ذهنك، وما هي المحفزات التي دفعتك لتناول هذا الموضوع الحساس؟ وكيف جمعت هذه المعلومات القيّمة عن الفيلم، ولماذا لم تشر إلى مكان المقبرة الجماعية؟
- نشأت فكرة الفيلم من خلال المتابعة اليومية لأخبار العراق وخصوصاً بعد سقوط النظام الدموي البائد، وانتهاء الفترة المظلمة من تاريخ العراق الحديث. كان في أجندتي الكثير من الأفكار حول العراق، وكنت أتمنى أن أسافر إلى العراق بعد السقوط مباشرة، لكن وضعي الصحي لم يسمح لي فقد كنت تحت العلاج لمدة سنة كاملة. سافرت إلى العراق في بداية آذار 2004. المعلومات التي جمعتها حول موضوع المقابر الجماعية كانت كثيرة جداً ولكن الوقوف على أرض مقبرة واحدة يختلف جداً. لم يكن أبداً في ذهني أن أعيش هكذا كابوس حقيقي في وضح النهار فقد ساهمت هده المقبرة بجلي الغبار عن ذاكرتي لأني كنت قد شاركت في انتفاضة 1991 وعايشت اللحظات الرهيبة مرة ثانية فبكاء الأرامل والثكلى والأيتام في المقبرة أطرت تلك الصور التي كنت قد طويتها بأكفان من الألم وظلت مدفونة طويلا في صدري فهذا العمل هو محاولة للنظر في أعماق الألم، ألم الناس وألمي، فأردت وضعها أمام الآخرين ليعرفوا بشاعة الجريمة التي حصلت. كنت على موعد مع السيد جابر الحسيني الفلاح المقيم بجانب أرض المقبرة في قرية أبو سديرة/ قضاء المحاويل / محافظة بابل وهو نفس الرجل الذي أخبر عن المقبرة. كان يوم التصوير هو الذكرى السنوية الأولى على فتح هذه المقبرة. عندما شاهدت المكان لم تصدق عيني ما رأيته، كنت أحمل كاميرتي، وأنا أبكي مثل باقي الأمهات. كنت أصوّر في وطني بعد كل سنين الغربة هذه، ولم أشعر بدمار بلادي مثلما شعرت ساعة وقوفي هناك. المحفزات التي جعلتني أتناول هذا الموضوع الحساس كثيرة، أهمها هو توثيق هذه الجريمة البشعة بحق شعبنا وعراقنا، كجزء من آلاف الأدلة التي تدين الطاغية وحاشيته المجرمة والصمت العالمي المقيت لهذه الجريمة البشعة. الكثير ممن تناولوا قضية المقابر الجماعية، تناولوها بشكل عابر فقط حال اكتشاف هذه المقابر كأي خبر في نشرة الأخبار، من دون دراسة عميقة للتأثيرات الجانبية الكثيرة لهذه المأساة. كيف كانت الحياة اليومية لذوي شهداء الانتفاضة كل هذه السنين وهم في حالة من الانتظار الثقيل حتى ساعة اكتشاف الحقيقة المرّة لمصير أحبتهم. التأثيرات النفسية، الاجتماعية و الاقتصادية، وطبعا المتضرر الأكبر هم النساء والأطفال بشكل خاص. هذا الجانب مهم جدا فالمرأة العراقية " الأم، الزوجة، الأخت...... الخ" عانت الكثير الكثير من انتظار الغائب، تحمل أعباء تربية الأطفال، البيت، الضغوط والابتزاز المقيت لأزلام السلطة المجرمة. كل هذا جعل من المرأة العراقية أسطورة خالدة للتضحية. لا اعتقد إن هناك امرأة في العالم تحملت وصبرت على هذه المعاناة الطويلة مثل المرأة العراقية. ولهذا أود أن احيي بكل إجلال واحترام المرأة العراقية العظيمة. أردت من فلمي أن يتضمن ليس الألم وحده، بل أن يوصل مطاليب ضحايا النظام الدكتاتوري إلى الحكومة العراقية كما أردته أن يكون شاهدا للأجيال العراقية المقبلة كي لا يسمح لأية حكومة مستقبلية في بلدنا باقتراف هكذا جريمة بحق الإنسانية.
* كيف أقنعت هذا العدد الكبير من النسوة وصورتهن؟ وهل ثمة صعوبات محددة واجهتها في أثناء التصوير؟
- أما بالنسبة إلى كيف أقنعت هذا العدد الكبير من النسوة؟ الكثير يعرف بأني أبن مدينتهم الحلة، وأحد المشاركين في الانتفاضة، وأني أعرف معاناتهم وأحس بها وعندي أقارب وأصدقاء كثيرون من بين الضحايا. فبدأت التحاور معهم كواحد من هذه العائلة الكبيرة التي نسميها العراق. الحديث معهم كان بتلقائية عفوية وبلغة سلسة وببساطة بعيدة كل البعد عن الأسئلة الكلاسيكية التي يعتمدها الصحفيون لكسب واقع مفبرك غرضه السبق الصحفي بعيدا عن الإحساس بمعاناتهم وأحزانهم. والصعوبات التي واجهتها هي أن أكون صحفياً ومصوراً ومخرجاً في آن واحد وهذه الحالة لم أعشها سابقا بالإضافة إلى أن هذا هو فيلمي الأول بالفيديو، لكن في نفس الوقت هذه الحالة هي التي أنستني كل آلامي الجسدية التي كنت أعانيها وأنا وسطهم، محيط لا ينتهي من المأساة والآلام. ربما تكون هذه الصعوبات بسيطة في أثناء التصوير قياساً بمرحلة ما بعد التصوير، فالتقطيع هو أصعب فترة مرت عليَّ لأني أردت طرح هذا الموضوع بشكل يختلف عن ما قدم، لأن موضوع المقابر الجماعية موضوع حساس جدا ومثقل بحزن ليس له حدود. الحدث كان موجوداً ويجب أن انقله للمشاهد بشكل يجعله يتابع هكذا موضوع من دون أن أطيل أو ادخل المشاهد بمتاهات ليس لها حد وبعيدة عن الحدث، فأردت أن يعيش المشاهد هذه المأساة ويحس بها من دون أن يمل من متابعة هكذا موضوع. ولهذا استغرق التقطيع أكثر من أربعة شهور، أسمع وأرى كل هذا الألم يوميا. هذا الفيلم صور بكاميرا رقمية صغيرة لا تلفت النظر، فلم يكن هناك دعم من أي جهة رسمية، وأنجزت الفيلم بمساعدة المشاركين به، ولهذا أود أن اشكرهم كلما سنحت لي الفرصة
* مثلت في فيلم " الباب " لهشام الزعوقي، هل ترى صعوبة في المزج بين التمثيل والإخراج؟ ما الذي دفعك لقبول هذا الدور علماً بأن رؤية الزعوقي السينمائية ما تزال تدور في فلك التجريب أكثر من دورانها في فلك السينما الواقعية؟
- أنا لا أعتقد بأن هناك صعوبة في المزج بين التمثيل والإخراج، بالعكس لأني عندما أمثل فأنى لست مخرجاً، أي أني أفصل ما بين كوني مخرجاً وممثلاً، مخرج الفيلم له رؤيته الخاصة ويجب عليّ كممثل أن أعيش الحالة التي يطلبها مني الدور والمخرج وأعكسها حسب رؤية المخرج وليست رؤيتي أنا. بالنسبة لي كان الدور ملائما وأعجبتني فكرة الفيلم. بالإضافة إلى انه اعتمد على الصورة، ولم يستخدم المخرج أي حوار، لغة سينمائية عالية. ولهذا نجح الفيلم بالوصول إلى المشاهدين في بلدان مختلفة من العالم بلغة السينما.
* عملت مساعداً للمصور في فيلم " كات بيس " للمخرج أدواردو لامورا، هل أضافت لك هذه التجربة خبرة ما ناجمة عن العمل مع مخرج أجنبي، وما الفرق بين العمل مع مخرج وأجنبي مثل لامورا ومخرج عراقي مثل سمير زيدان؟
- بالتأكيد هناك دائما اكتساب للخبرة من خلال العمل إذا كانت مع مخرج أجنبي أم عربي, ولكن الخبرة التي أضافت لي الكثير هي من خلال عملي مع المخرج العراقي الرائع سمير زيدان، لأنه يمتك الخبرة العالمية، فقد عملت معه كل هذه السنين منذ عام 1994 ولغاية هذه اللحظة، آخرها كمساعد مخرج في فيلمه القصير" اللغة " قبل يومين، أي بعد عودتي من المهرجان. سمير زيدان يمتلك حساً سينمائياً راقياً، وخبرة عملية شمولية، ونحتاج أمثاله لبناء سينما عراقية روائية بمستوى عالمي.
* شاهدت أغلب أعمال مهرجان لاهاي، ما هي الأفلام التي لفتت انتباهك، وهل ترى ملامح لسينما عراقية جديدة، وما هو الفيلم الذي أثار إعجابك من بين أفلام المهرجان الـ 28؟
- " العراق وطني" لهادي ماهود، و " نساء فقط " لفرات سلام ، " 438 " لتوم فان در فيلبِن. هذه بعض الأفلام التي لفتت انتباهي. الفيلم الذي أثار إعجابي مع مراعاة الإمكانيات المادية والتقنية المتوفرة. أعجبني فيلم " العراق موطني" لهادي ما هود، أنا اعتقد أن الحيادية والتلقائية هما من مقومات نجاح الفيلم الوثائقي. ولا ننسى الظروف الأمنية من مدينة إلى أخرى والمعرفة الشخصية والاجتماعية زيادة على ذلك إبداع المخرج. وهناك أفلام أُخَر تنفرد بخصوصية معينة من حيث تقنية الصورة السينمائية. أما فيما يتعلق بسؤالك عن ملامح لسينما عراقية، فالجواب هو نعم أرى ملامح سينما عراقية جديدة، ربما تكون هذه الخطوات الأولى لسينما عراقية وسيساهم هذا المزيج الكبير من المخرجين العراقيين في داخل وخارج العراق على إكمال هذه الملامح وضرورة إيجاد صندوق دعم للعمل السينمائي من وزارة الثقافة وأن لا يقتصر الإنتاج على القطاع الخاص.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج هادي ماهود: علينا أن نستثمر هذه الحقبة لصناعة أفلام و ...
- المخرج هادي ماهود: الإنسان البسيط يتحدث على سجيته، ولا يتصنّ ...
- المخرج هادي ماهود: لم أكن سعيداً بفيلم - جنون - الذي فاز بجا ...
- الفنان ستار كاووش لـ - الحوار المتمدن -: أحب الموضوعات التي ...
- الشاعرة التونسية زهرة العبيدي لـ - الحوار المتمدن -: القصيدة ...
- موفَّق السواد في (أسرَّة الفتنة): مُخيّلة مشتعلة تستقطر عسل ...
- هادي ماهود في فيلمه التسجيلي الجديد - العراق وطني -: كوميديا ...
- مدخل إلى نصب الحرية - لعدي رشيد: تفتيت الحبكة، وتشتيت الأحدا ...
- الفنان الهولندي خيرت يان يانسن: أكبر مزوِّر في القرن العشرين ...
- فيلم - فيزا - لإبراهيم اللطيف الحاصل على التانيت الذهبي لعام ...
- المخرج عدي رشيد في فيلمه الجديد - غير صالح للعرض -: بنية الت ...
- - الرحلة الكبرى - للمخرج المغربي إسماعيل فروخي: عدسة مُحايدة ...
- فيلم - الأمير - لمحمد الزرن: يجمع بين النَفَس الكوميدي والوا ...
- - بغداد بلوجر - لسلام باكس:الفيلم الذي وُلِد مكتملاً، والمخر ...
- القصّاص الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسون: في سيرة ذاتي ...
- السلاحف يمكن أن تطير لبهمن قباذي: مرثية موجعة للضحايا الصامت ...
- البرلمان الهولندي يعلن - الحرب - على التطرّف الإسلامي، ووزير ...
- في الدورة الـ - 55 - لمهرجان برلين السينمائي الدولي: جنوب إف ...
- الرئيس الأمريكي في خطابه الإذاعي الأسبوعي يؤكد على دحر الإره ...
- العميان سيشاهدون مباريات كرة القدم في ألمانيا


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - المخرج العراقي ماجد جابر: الحيادية والتلقائية هما من مقومات نجاح الفيلم الوثائقي