أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الدليمي - حلبجة كذبة أم حقيقة














المزيد.....

حلبجة كذبة أم حقيقة


محمد الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الايام ذكرى مأساة حلبجة التي راح ضحيتها أبرياء لاذنب لهم إلا لأنهم كانوا يصدقون مايُقال لهم، ورغم أن الجميع يعرف ان القادة الكرد لهم من الذنب في تلك المذبحة أكثر بكثير من مما لصدام وأعوانه، فمازال الكثير من مشوهي الحقائق يحاولون إقناع الناس بأن الشمس تشرق من الغرب، فكلنا يعلم والأكراد وقادتهم أولاً من هم الذين فتحوا أبواب حلبجه امام الجيش الأيراني ومن هم الذين منعوا الناس من الخروج من المدينة عندما حذر الجيش العراقي اهالي المدينة من البقاء فيها...وكلنا نعرف من هم الذين وقفوا على مشارف المدينة ليقتلوا كل من يخرج منها.
هذا الطرح ليس دفاعاً عن صدام بقدر ماهو محاولة لقول حقيقة يحاول البعض بكل ماأوتي من قوة طمسها، حقيقة يقولها الأكراد في مجالسهم الخاصة والعامة .
أن السياسين الكرد يريدون جعل حلبجة مناسبة لهولوكست أو محرقة يهودية ثانية لكسب تعاطف العالم وكسب الأنجازات على الأرض محاولين تصوير العراقيين وكأنهم النازيون الجدد ومن ثم جعلهم يدفعون ثمن أخطاء كانت حصة القادة الكرد حصة الأسد.
في منتصف التسعينات كنت أعمل في مستشفى الخيال الكائن في شارع المغرب في بغداد...وفي يوم من الايام دخلت أمرأة كردية لأجراء عملية رفع المرارة ....كان الغنى والترف واضحٌ عليها وعلى عائلتها......أما الاهتمام بها فقد كان إهتمامٌ فوق العادة...وكان هناك في نفس الوقت أمرأة عراقية تهتم بشؤونهم ..في نفس المستشفى كان هناك زميل يعرف تلك المرأة المرافقة كونها كانت تراجعه في عيادته الخاصة, نصحني أن اكون حذراً في كلامي أمامها لانه يعرفها حيث انها كانت ضابطاً بالمخابرات العراقية ...سألها عن سر وجودها مع تلك الأسرة، وبعد محاولتها التملص من الأجابة أسرّتة بأنها مجرد مرافقة رسمية وعملها هو حماية تلك العائلة وتسهيل إمورهم لأنهم من أقارب البرزاني...صُدمنا في وقتها كوننا نعرف إن علاقة البرزاني والحكومة المركزية متأزمة وفي أسؤا حالاتها... سأل صاحبي المرافقة المذكورة عن السر...فأجابته أن الوفود لاتنقطع بين المركز وحكومة الشمال....
هل سألنا أنفسنا يوماً عن مدى مظلومية الاكراد مقارنة مثلاً بأهل البصرة التي لايوجد فيها ولحد الآن قطرة ماء عذب...أو أهل الفلوجة التي لايوجد فيها حتى مستشفى...
عندما بدأت الحرب الايرانية أصبح معضم الاكراد ضمن مايسمى بالفرسان وكان جلّهم يعمل بالتجارة والتهريب،..وعند أنتهاء الحرب لم يكن الأكراد قد خسروا في حرب أيران أكثر من 200 قتيل حرب وفي كل المحافظات الكردية...في عام 1991 انفصل الاكراد في إقليم مستقل كان كل إرتباطة بالمركز هو لفائدة الكرد فقط كما وتمتعوا بنفس الوقت بحماية دولية...كانت تأتيهم شهرياً حصتهم من نفط الجنوب وعن طريق الأمم المتحدة .
إذن وفي حسبة بسيطة نستطيع أن نقول إن الاكراد قد كانوا تحت حكم صدام أو تحت ظلمه الفعلي لمدة 3 سنوات فقط ،وهي الفترة التي تقع بين 1988 و 1990..فهم لم يعانوا من المشاكل التي كنا نعاني جرائها من صدام من الحروب المتعددة والحصار الاقتصادي الذي كان فقط على الجزء الجنوبي من العراق. أن المستويات المعيشية للمحافظات الكردية كانت ومازالت تتصدر المحافظات العراقية وحسب إحصائيات رسمية...
إما أن يأتي الان البعض ليحاولوا أضفاء صورة المساكين على الاكراد الذين لاحول لديهم ولا قوة وليجعلوا منهم شعب الله المختار الذي شُرد وظُلم دون العراقيين، وليجعلوا من كركوك أورشليم الجديدة ومن البرزاني غاندي العصر، رغم أن الجميع يعرف تأريخ عائلة البرزاني.
يقول احد الأطباء الذين كانوا قد أشرفوا على علاج عدي صدام حسين إبان محاولة اغتياله ، إن أكثر الناس الذين كانوا يزوروا عدي هو نيجرفان برزاني حيث كان من أعز اصدقائة وأقرب المقربين إليه.
في كتابه أوراق سفير، لأحد أكبر موظفي الخارجية العراقية أيام النظام السابق ، لقد كنا نُخلي نادي الصيد العراقي حتى من المسؤولين العراقيين الكبارعندما كان يحل البرزاني أو مبعوثيه ضيوفاً في بغداد وحتى عام 2003 في إشارة واضحة على ان العلاقات الكردية كانت قائمة مع الحكومة المركزية إلى وقت سقوط بغداد.
لاتوجد مدينة عراقية حدودية إلا ودفعت ضحايا حروب صدام أضعاف مادفعته حلبجة ولاتوجد عائلة عراقية الا وعانت الأمرين جراء تلك المغامرات وحتى طيور الاهوار هُجّرت وفقد نخيل البصرة عذريته، فلمّ التركيز على الأكراد فقط.
أن المعيب في الامر هو هذا الموقف المهين من بعض الصحفيين العراقيين وتملقهم وتهليلهم وموالاتهم لقادة يكذبون على أنفسهم وعلى شعوبهم وتناسوا مواقف البرزاني السابقة واللاحقة ومواقفه المتقلبه له ولعائلته في مواقفهم وعلاقاتهم من دول الجوار دون أي أعتبار لمصالح البلد العليا.
كفوا عن دغدغة مشاعرالساسة الكرد الذين يحاولون اللعب على ألف حبل وكفاكم ألتفافاً على حقائق أصبحت الآن من البديهيات، وأعترفوا بدلاً من ذلك بأن العراق أصبح كله حلبجة وأن بغداد المغتصبة من قبل المتخلفين وليست كركوك، أكتبوا عن ضحايا الفاو الذي استشهد في معركتها حوالي 54000 جندي عراقي وعن الاف النساء العراقيات التي فقدت شرفها تحت الحصار أمريكي والذي لايمكن أن يوضع إلا تحت خانة جريمة العصر الكبرى...في وقت كان صدام ورجالاته وضيوفه من المعارضين السابقين والحكام الجدد لايأكلوا ألا لحم الغزال المعطر بالهيل، أبكوا على الأطفال اليتامى العراقيين المشردين في الشوارع، كفوا عن بكاء التماسيح وصراخ الذئاب عند التهام فرائسها...أنتبهوا لوطنكم الذي يُغتصب بدلاً من التغزل مع من كان وراء أغتصاب نسائكم وهتك أعراضكم...
كونوا شجعاناً وقولوا لشركائكم من الأكراد... إن الذين أجرموا بحق حلبجة مازالوا يحكموها ...
يقول الفيلسوف الالماني عمانوئيل كانط .....قد يتعذر عليّ قول أشياء أؤمن بصحتها، لكن يستحيل أن أكتب مالا أعتقد بصدقه.
والسلام



#محمد_الدليمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلام والحرية
- إلى عزة الدوري
- رسالة إلى أهلي
- رسالة الى أهلي
- المظاهرات العراقية
- ألأنتخابات المبكرة مالها وماعليها
- قصه معبره
- الستراتيجيه السياسية
- القط والفار
- الحلول المناسبه لحل ازمة العراق


المزيد.....




- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...
- إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد د ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين مركب بحي الشجاعية
- وباء الحمى الشوكية يضرب أطفال مخيمات غزة الشمالية
- تحقيق لأسوشيتدبرس: المتعاقدون الأميركيون بغزة يستخدمون الذخي ...
- منظمة أممية: طفل يقتل أو يشوّه بالشرق الأوسط كل 15 دقيقة
- وصول سفينة إماراتية جديدة تحمل 2500 طن من المساعدات إلى غزة ...
- قد تهلك الجسم.. 5 خرافات عن الماء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الدليمي - حلبجة كذبة أم حقيقة