أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات محسن الفراتي - امرأة بين تجاذبات الماضي وخوف الحاضر














المزيد.....

امرأة بين تجاذبات الماضي وخوف الحاضر


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


قراءة في رواية اقاليم الخوف
في وسط بيروت وعند مدينتها السياحية القديمة على مشارف البحر وبين مجموعة مزدحمة من المقاهي والمطاعم والمحال.. حيث السياح من مختلف الجنسيات.. جلسنا نتبادل الاحاديث حول جملة من المواضيع.. كانت الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق تتحدث بحماسة عن عالم الرواية العربية المعاصرة.. متناقلة بين كتاب الرواية حيناً وقرائها حين اخر.. وقد جرنا الحوار الى الحديث عن روايتها الاخيرة اقاليم الخوف.. فضيلة اخبرتني بأن روايتها تتمحور في جانب ما ..عن حدث عراقي فبطلتها اللبنانية تفقد حبيبها الصحفي في غياهب العراق الرازخ تحت عنف الجماعات الارهابية المسلحة في اواسط العقد الاول من الالفية الجديدة.. الحديث عن رواية اقاليم الخوف لفضيلة لم يكن طويلاً.. ربما لآنني لم اشىء ان افسد متعة الاكتشاف عبر قرأتها.
ماهي الا يومين حتى وجدت الرواية في احدى مكتبات الحمرا وسط بيروت.. لم تعد الحمرا تغص بالمكتبات لا اعلم هل انخفض القراء في لبنان ايضا بعد ان خسرناهم في دول عربية عديدة ام ان ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر في لبنان اثر على القوة الشرائية للقراء.. اخذت نسخة الرواية واتجهت سيراً على الاقدام نحو احد المقاهي (الكافيهات) القريبة من الفندق الذي اقطنه بشارع المقدسي اللصيق بشارع الحمرا.. وبين غرفتي الصغيرة في الفندق والكافيه المواجه للفندق انطلقت بقرأءة اقاليم الخوف التي تشعر بنكهة الحياة اللبنانية الخالصة في محيطها.. فضيلة التي قضت ما يزيد عن العقد في لبنان طبعت تجربتها اللبنانية بروايتها بدقة جزيئية دقيقة مقدمة صورة دقيقة عن حياة عائلة لبنانية مسيحية تعيش ضمن متغيرات المرحلة وتبعات الماضي الذي يتحكم بواقع لبنان.
فضيلة وبشغفها الدائم بل بتحيزها بالحديث عن المرأة كقضية او كحدث تناولت بروايتها (سيدة) كبطلة تعيش متغيرات بين نشوء وماضي، حياة حالية ومستقبل، بين حب وخيانة، زواج وطلاق، عشيق وعاطفة.. متغيرات بين ملاحقة صديق يعمل صحفياً يعشق الازمات وينتهي به المطاف مختفيا بالعراق.. في غمرة العنف المسلح.
الرواية لم تأخذني بأحداثها بل بتلك المصادفات التي تجمعني مع ما يجري بهذه الرواية.. فالبطلة تعيش حياة صديقها الصحفي الذي كنت اتعاطف معه وانا اعيش صعوبة حياة الصحفي في بلد صنف حينها (زمان الرواية) كأحد اخطر بلدان العالم على حياة الصحفيين.. وها انا افاجىء بأن البطلة اقامت بشارع مقدسي الذي تشاء المصادفة ان اقرأ الرواية الان وانا اقطنه.. ترى هل سكنت في نفس هذه الغرفة ام بمبنى قريب.. هل جلست بهذا الكافيه الهادىء بطابعه الايطالي وبقاطنيه الذين جلهم طلبة انتشروا على مقاعده الجلدية الوفيرة لا يجمعهم الا شغفهم بما يلتهمونه من قرأت امامهم.
اقاليم الخرف كانت عراقية.. هالني يوم اكتشفت ان جزء منها كان في منطقة سكناي ذاتها ببغداد.. اي مصادفة هذه!.. بالتأكيد فأن الكتابة عن العراق لم ولن تكن دقيقة لدى العديد من الروائيين فالمبالغة حاضرة بوصف قتامة وسوداوية المشهد.. بغداد المطبقة بالعنف.. لم تخلوا يوما.. انها تغص بسبعة ملاين انسان.. ولكن الرعب يلفها وخاصة بالمرحلة التي تحدثت عنها فضيلة بروايتها.
حدثت الكاتبة فضيلة هاتفيا بأستغراب عن المصادفات التي اجدها بقرأتي لهذه الرواية.. فتبسم صوتها وردت ولكن بطلتي كان امام غرفتها بشارع المقدسي فرن وفران يسارق النظرات لها.. اما انت فأمام غرفتك كافيه وليس فرن فضحكت واخبرتها عن اعتراضي عن قتامة الصورة حول العراق بالرواية.. فطالبتني ان اكمل قرائتها ربما تتغير فكرتي.
اتممت القراءة حول اقاليم الخوف بمدينتي بغداد.. لن يكذب من يصف بغداد بالمخيفة اواسط العقد الاول من القرن الجديد.. ولكن قتامة الصورة لازلت اراها مبالغة رغم الدقة التي حاولت فضيلة ان تصل لها في رسمها للصورة البغدادية المشوشة.
شغف المرأة بحبيبها الذي جرها بعده لبغداد انتهى بمأساوية فقده ربما مقتولاً او مختطفاً من قبل الجماعات الارهابية العاملة على الارض انذاك.
وربما لعزلة الواقع العراقي مسوغ لصياغة العديد من السيناريوهات التي ربما تقترب للخيال وربما تكون قد حدثت من يدري فما جرى بالعراق عصي عن الفهم بسهولة.. ان تداخلات المشهد العراقي انذاك عميقة وغريبة ومليئة بالتناقضات والحلقات المفقودة.
وما ان انهيت الرواية حتى فتحت شرفة غرفتي مستنشقاً هواء المساء البيروتي بعذابة البحر لآستشعر الامان مغادراً اقاليم الخوف.



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة الثقافة العربية
- الصابئة المندائيين الاقلية المهاجرة جبراً من العراق
- تجذر الخرافة بالعقل المسلم.. تنبؤات نهاية العالم انموذجاً
- ان كنتم تستخدمون الدين لمصادرة الحريات وقتل الاخريين.. فأنا ...
- روح الاوان السبعة
- وهم الانفتاح الثقافي وازمة الترجمة
- على مشارف السبات
- ملل المعاناة
- قراءة في الدور التركي في ازمة المختطفين اللبنانيين بسوريا
- مشكلة الاقليات الدينية في مصر
- الاحباط الشعبي واللا حلول.. قصة ليست بجديدة
- اعادة الرؤية العربية.. جدلية الداخل والخارج في ضوء صفقة الاس ...
- مشاهدات من داخل كنيسة سيدة النجاة
- تراجع الذائقة الفنية بين جمعية الثقافة وعولمتها
- اخر حوار صحفي مع النحات محمد غني حكمت قبل رحيله
- ازمة من التعليقات على اوراق كتاب قديم
- سخط الثقافة وأزمة المجتمع
- تحديات البذرة الديمقراطية العراقية
- كذبة الديمقراطية
- التعليقات في عالم الانترنيت


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات محسن الفراتي - امرأة بين تجاذبات الماضي وخوف الحاضر