أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فرات محسن الفراتي - سخط الثقافة وأزمة المجتمع














المزيد.....

سخط الثقافة وأزمة المجتمع


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 13:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


www.alyasery.com
كانت الحرب العالمية الثانية مفتاحاً للازمات والمصائب على معظم دول العالم (عامة) وأوربا (خاصة) بل إن مصائبها لم تقتصر على الخاسرين بل صبت على الغالبين أيضاً.. خاصة مع تقديرات مخيفة بالخسائر البشرية والمادية، وبالتالي فتبعات الحرب اشد فتكاً من الحرب ذاتها.
فبريطانيا المنتصرة في الحرب، شهدت في العقد الخامس والسادس من القرن العشرين أي مرحلة ما بعد الحرب.. أخصب فترة، ظهر فيها كتاب وأدباء ساخطين، في تاريخ الأدب الانكليزي.. ولمعت أسماء أولائك الساخطين المنتقدين.. وأصبحوا لسان حال القارئ الانكليزي، لأنهم كانوا يعبرون عن ضيق الشارع بتوالي الأزمات التي خلفتها الحرب.. وعجز الحكومات عن إيقاف هذه الأزمات، وقبل هذا وذاك من اجل ماذا جرى كل ذلك؟.. وأصبح الساخطون من أمثال (جون اسبرون) و(كولن ويلسون).. وآخرون من الكتاب المشهورين.. منشغلين في محاولة لشرح أسباب الانهيار المجتمعي والحضاري الذي أوصل الإنسان المتحضر لهمجية الحرب.. كما الحال في كتاب (العقد الاجتماعي) قبل قرون عندما انصرفوا أو لنقول ابتعدوا عن الواقع في رغبة بكشف الآلية التي تمحور بها مجتمعهم بهذا البؤس متوصلين لنتائج تفترض ان المشاعية الأولى للبشر إما كانت وحشية روضتها القوة، ام سعادة مطلقة حطمتها القوة.. ولم يقتصر هذا على بريطانيا وحدها، فظهرت كتابات الروائي الكبير (فردريش دينمارات) في أكثر بقاع أوربا استقراراً (سويسرا) وكلها سخط ورفض وتمرد، واحتجاج عميق عما يجري للإنسانية من تحطيم.. بل صور في روايته المسرحية (زيارة السيد العجوز) كيف إن سيدة ثرية اشترت مدينه كاملة بسكانها، وعندما نشرت الرواية (في حينها) بدء النقاد يصورون هذه السيدة بأنها أمريكا او الاتحاد السوفيتي او... الخ.. من التصورات التي هدفت لربط فكرة الرواية بالواقع الدولي المعاش.
وحتى في الولايات المتحدة ظهرت كتابات ساخطة، رافضة، وقحة وناقمة.. كما في كتابات الكاتب الروائي المسرحي (تينسي وليامز) وغيره.. ولا شك إن أب الوجودية الكبير (سارتر) سخط على الواقع، وليس هنالك شك بأن الفلسفة الوجودية ذاتها.. والدعوة للغثيان بطريقة سارتر كانت خلفية وانعكاس المرحلة المعاشة آنذاك.. وهي الحرب وما بعدها.. فقد وصف سارتر همجية النازية بالحرب بلذاعة بروايته (الذباب).. ثم هجع يحكي ألام محزنة ومقدار ما وصل إلية العالم من مأساوية في روايته (الحائط) التي صور بها شعور رجل ينتظر الموت.
نعم فهكذا هي المجتمعات الخارجة من الحرب ممزقة او متهالكة.. غير قادرة على التحرك والنمو بصحة.. تشعرها تسير عرجاء، فالاقتصاد ضعيف والمجتمع مربك، والأخلاق في تضائل.. والأنانية السائدة تذكرك بمجتمع الغابة، والحاكمين بعد الحرب في تحدي كبير فأما ان يكونوا من عيار الوطنين الشوفينين ويسعون لإعادة الحياة لمؤسسات بلدهم ومجتمعه المحطم.. او يكونوا حفنة من الانتهازيين الذين يعتاشون على بقايا الدم عبر الوصف الكلاسيكي (تجار الحروب) وهم الأغلب في عالم اليوم.
عالم الغرب لم يقف متفرجاً على التمرد الفكري الذي قدمه كتابه الكبار، بل اندفعوا بحركات شعبية قادها المثقفون وخاصة الطلاب.. ولعل الثورة الطلابية بفرنسا أواخر الستينات.. ونمو الحركة الهيبية أيضاً ساهمت في عكس رغبة إنسانية في الابتعاد عن مظاهر الصناعات الحربية والتحديات النووية، واللجوء للطبيعة و المدنية.. تلك الحركات التي تطورت لاحقاً لتصبح تياراً عريضاً في أوربا يعرف بالتيار الأخضر.
إما في بلادنا على سبيل المثال.. فالأنظمة حطمت المجتمع من أسسه المحركة، فلا نرى في بلداننا حركات طلابية أو مجموعات ثقافية قادرة على التغيير.. أو السعي نحو فرض ثقافات أو رسالات للتغيير.. فالمؤسسات الحكومية والحزبية تهيمن على هكذا ملفات، بل تهيمن على كم كبير من منظمات المجتمع المدني وبواجهات وهمية.. فإذا كان نظام البعث السابق قمعياً تجاه الفكر والمعرفة.. فالنظام الحالي مراوغ ومتلون وينخر كل المؤسسات القادرة على التغيير ويتمدد وسطها عبر الآليات المالية.. فتراه يهيمن على الوسائل الثقافية والإعلامية والطلابية.
اعتقد إن النقد المجتمعي والإداري والسياسي، الواجب أن يحركه المثقف البناء لا المثقف السلبي هو أهم مطالب المرحلة.. وبالتالي البحث عن الحلول لأزمة مجتمع وأزمة دولة طالت جداً.. إنها أزمة العراق.



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات البذرة الديمقراطية العراقية
- كذبة الديمقراطية
- التعليقات في عالم الانترنيت
- الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الج ...
- دوافع الاختراقات الامنية المسكوت عنها
- في ذكراه الثانية و الاربعين .. بين جيفارا و ساسة العراق الجد ...
- دقائق لن انساها .. عندما وقفت امام (منظار غاليلو) الذي عرض ل ...
- من داخل متحف النوبل في استوكهولم .. و في ظل الاجواء الحالمة
- المعارضين الأجانب في العراق .. العراق و أزمة الحوثيين انموذج ...
- قضية لبنى الحسين .. تفتح ابواب الحريات و الحقوق في العالم ال ...
- العراقيون و مشاريع اوباما
- السجارة التي احرقت روما .. تحرق بغداد
- ذكرى 14 تموز .. و ثمار الحرية
- مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح
- كنت استاذاً و صديقاً .. فليرحمك الله يا سلام الحيدري
- بين رفع الحصانة و سحب الثقة .. لا محاكمة للوزراء و النواب
- الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فرات محسن الفراتي - سخط الثقافة وأزمة المجتمع