أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - قسم البشير بين التنفيذ و إعادة التأويل














المزيد.....

قسم البشير بين التنفيذ و إعادة التأويل


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


صعب هو الموقف الذي وضع السيد عمر حسن البشير نفسه في إطاره من قرار مجلس الامن الدولي الخاص بمحاکمة من أجرموا بحق المدنيين العزل في دارفور. إلا أنه مع ذلک کان متوقعا منه، إذ أن المواقف الرسمية العربية عندما تصل الامور لمرحلة الحسم فيها، قد باتت دوما تتخذ مسارين هما:
1 ـ مسار الرفض على طريقة ديکتاتور العراق السابق لقرارات الشرعية الدولية و مايعني من مجابهة خاسرة من کل الجوانب.
2 ـ مسار الاذعان الليبي الذي يسميه العرب المتشددون بالمسار" الانبطاحي"، وهو مسار قد يکون من دون أدنى شک أکثر عقلانية من المسار الاول"بالرغم من کل القصور الذي يکتنفه".
وإذا کان العقيد القذافي قد دخل اللعبة مع الاطراف ذات الشأن في المجتمع الدولي و إستطاع "الى حد ما" أن يقي نفسه أولا و شعبه ثانيا من حرب ضروس قد تأتي على الاخضر و اليابس في بلاد الکتاب الاخضر، فإنه قد إستن في نفس الوقت مايشبه العرف لغيره من القادة"في حالة التصادم مع المجتمع الدولي"، وهذا الحالة إصطدم بها الرئيس السوري بشار الاسد و تصرف معها بالطريقة" القذافية" حين قبل بسحب قواته من لبنان وحدد سقفا زمنيا لذلک للسيد لارسن. لکن الرئيس السوداني الذي کان يظن أنه بمجرد الدخول تحت خيمة السلام مع الجنوب " وتحجيم الترابي" سوف يکون ذلک کافيا لنيله البطاقة الخضراء و المرور الى الضفة الاخرى بسلام، إلا أنه فوجئ بالموقف الدولي المتشدد من الوضع في دارفور و الذي لم تشفع مع بشاعة الجرائم التي إرتکبتها ميليشيا الجنجويد"المدعومة من الحکومة السودانية" کل الخطوات السابقة التي خطاها البشير بإتجاه الغرب على وجه التحديد. والواقع أن فظاعة ماأرتکب في دارفور قد وصل حدا کان التلافي عنه سيضع الغرب يوما أمام المسائلة سيما ولو تطوع أحدهم لإثارة الموضوع على طريقة مشابهة لما حدث في فضيحتي (وتر کيت) و (مونيکا لونسکي)، حينئذ کان الامر سيکون في غاية الصعوبة و الحرج، ولذا فقد رأت الدول المعنية "لاسيما أمريکا و فرنسا تحديدا" أنه من المستحسن حسم الامر بالتزامن مع الملف السوري ـ اللبناني. ورغم أن الرئيس السوداني قد حاول "لفترة من الزمن" أن يظهر نفسه بحلة الرجل المحاور و الحضاري و التقبل لمبدأ الديمقراطية و التعددية، بيد أن مطالبته بحفنة من الذين أجرموا في دارفور کان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وبنظر المراقبين و المحللين السياسيين، فأن قسم الرئيس السوداني" الغليظ " بعدم تسليم مجرمي دارفور لأية محکمة دولية خارج السودان، هو قسم قابل للحنث به أو إعادة تأويله على محامل إخرى غير التي يريدها البشير. مع أن هذا القسم قد أعاد السيد البشير الى وضعه الاعتيادي (الحقيقي)، وأجبره على الخروج من القوقع الذي أحاط نفسه به. غير أن الامور في عصر محاکمة " ميلوسوفيج" و " صدام" و البحث عن قتلة السيد عمر الحريري، لايصلح أبدا لمثل هذا الموقف المتشدد من الرئيس البشير، وأن قسمه في کل الاحوال سوف لن يکون إلا بداية طريق أوله هذا القسم و آخره إما إنقلاب سوداني مضاد أو إجتياح مجاز دوليا!




#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشبعناه سبا و فاز بالابل
- کرکوک.. لاتتعطل فيها لغة الکلام
- النظام العربي الرسمي و سراب الاصلاح الذاتي
- المرأة و التکنلوجيا..صراع الحديد و الاحاسيس
- أوقفوا العنف النفسي ضد المرأة
- إشکالية الحرية والانظمة الفکرية ـ الاجتماعية في المنطقة
- الانثى و الحضارة
- الکورد..إنفصاليون أم يطلبون حقوق مشروعة؟
- الحکم السوري : تعددت الاسباب والموت واحد
- الکورد بين التأريخ و العرق و الدين
- ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها
- سمير عطا الله مترنيخا للشيعة والکورد
- إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة
- الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام
- الحيوان في الشرق هل له حقوق أم إنه لاشئ؟
- قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار جاف - قسم البشير بين التنفيذ و إعادة التأويل