أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمسان دبوان سعيد - داء الكبر والمتكبرون















المزيد.....

داء الكبر والمتكبرون


شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 16:03
المحور: حقوق الانسان
    


يغمط الناس .... يحتقرهم ويزدريهم ... يترفع عن الثناء بفضائلهم .. لا يعترف بحقوقهم وصفاتهم الفاضلة . ... يزداد طغيانه فيهدم فضائلهم ويطمس كمالهم .... يحتقرهم ويستصغرهم بالكذب والبهتان .. بغية احتفاظه بالمكانة العالية لنفسه دون الاخرين . فلا يستطيع ان يعتلي مكانة المجد بجهوده لكنه يطمح اليه من خلال حطام جهود الاخرين والحط من مكانتهم .... فيشعر بالاستعلاء الذاتي على الاخرين ... وبالرغبة الجامحة بعدم الخضوع لاحد . الكبر اثر من اثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم ... ترحلت منه العبودية وكل قيم الانسانية ونزل عليه المقت ... فنظره الى الناس مقت و اشمئزاز ومشيه كبرا وتبختر .. ومعاملته لهم معاملة استهتار واحتقار .... لا يبدأ من لقى بالسلام وان رد عليه رأى انه قد بالغ في الانعام عليه ... لا يرى لاحد عليه حقا ... لكنه يرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه ... فلا يزداد من الله الا بعدا ومن الناس الا استصغارا وبغضا .

الكبر .. داء خطير يمثل انحرافا خلقيا للإنسان .. يجنح به عن سبيل الهدى والحق الى سبيل الردى والضلال . فما هو الكبر ؟ وما هي اسبابه ؟ وكيف يمكن التخلي عنه ؟

يطلق مصطلح الكبر على التعالي والعظمة والتكبر . وقد ورد تعريف الكبر في حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . قال رجل : ان الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال " ان الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس " . فعجبا لأمر الذكي المغرور! يرفعه الناس بأيديهم تشجيعاً له فيأبى إلا أن يئد نفسه بيده خرقاً منه! وعجبا لامرأة غزال يظن أن قرونه تغني عنه غناء أنياب الأسد. والمرأة المتكبرة المغرورة: مرض للزوج لا يشفى منه إلا بطلاقها أو الزواج عليها وكلا الأمرين مر بغيض . فالمغرور إنسان نفخ الشيطان في دماغه، وطمس على بصره، وأضعف من ذوقه، فهو مخلوق مشوَّه يتوهم لنفسه من الفضائل ما يذهب بفضائله الحقيقية. ولهذا كان التواضع هو المقياس الحقيقي للمتعلم والعالم. وما من عالم او متعلم يسلك سلوك المغرور فثق ان عنده من الجهل بقدر ما عنده من الكبر والغرور ... فانظر الى الشجرة وقد اثقل حملها بالثمر الناضج فاذا بها تزداد تواضعا للأخرين ليأكلوا من ثمارها وانظر الى النخلة ترميها فتعطيك اطيب الثمر . ولو عقل هذا المتكبر لعلم ان مكانته ومنزلته هي في اتباع الحق لا في التمادي والتالي والغرور . فلماذا الكبر ؟

يشعر المتكبر برغبة جامحة في عدم الخضوع لاحد فتتنامى هذه الرغبة حتى يصل به الحال الى التمادي على الاله مولدا الطغيان ، قال تعالى " كلا ان الانسان ليطغى ، ان راه استغنى " قال البغوي " تجاوز حده واستكبر على ربه لأنه رأى نفسه غنيا . ايضا هناك سببا رئيسيا للكبر يتمثل في الرغبة في تعويض ما يشعر به الفرد من نقص في ذاته او عمله . فهو حريص على ان يكون في اعين الناس كبيرا ورجلا مهما وقيمة موجودة يشعر بها المجتمع فيحاول لفت انظار الناس بالتكبر والغرور فلم يزده الا مقتا واحتقارا واستصغار . فكان الاولى ان يستر عيوبه ونقصه بالتواضع ولين الجانب والصمت عن الجهل والاعتذار عن الاخطاء . ايضا من اسباب الكبر اختلال القيم ومعايير التفاضل بين الناس فيقدمون الغني عن الفقير والقوي عن الضعيف فيقع في الكبر ولنا في رسول الله اسوة حسنة عندما مر رجل فقير عليه فسأل اصحابه " ما تقولون في هذا ؟ فقالو حري ان خطب ان لا ينكح ، وان شفع ان لا يشفع ، وان قال الا يستمع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا خير من ملئ الارض مثل هذا ".... الحديث . من ايضا من الوسائل التي تقود الانسان الى الكبر منها المال قال تعالى عن صاحب الجنتين " انا اكثر منك مالا واعز نفرا " وقال ايضا " وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين " . و من الممكن ان يحصل الكبر بتحصيل العلم فيستشعر الانسان في نفسه كمال العلم فيستعظم نفسه ويحتقر الاخرين . وهذا ليس بعالم ولا متعلم . كذلك يتظاهر بعض العلماء والمتعلمين على حد سواء بلباس الطبيب ليقوم بتشخيص الواقع بالقول بهلاك الناس لسبب ما يغرس في نفوسهم اليأس والقلق مدعيا بذلك العلم . ففي الحديث " اذا قال الرجل هلك الناس فهو اهلكهم " . كذلك يحصل الكبر في الانساب ولنا في قصة الاعرابي الذي شكا الى امير المؤمنين من ابنه عندما تطاول عليه بالقول " انا ابن الاكرمين " لكن الامير العادل العالم الزاهد انصفه بالقول " اضرب ابن الاكرمين كما ضربك " .

الحديث عن الكبر والمتكبرين طويل ومتشعب لكننا نختصر القول الى نتائج الكبر في اخذ العبرة والعظة ممن سبقونا من المتكبرين وما ال اليهم من الخزي والعذاب امثالهم امثال ابليس لعنه الله ، فرعون وجنوده ، ثمود قوم صالح ، قوم شعيب ، قوم نوح ومشركي الجاهلية .

نختتم الحديث عن الكبر في ذكر بعض الحكم والمواعظ في القران الكريم والحديث الشريف وبعض حكم الصالحين والعلماء . قال تعالى " ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، كذلك نجزي المجرمين " فآيات الله لم تحرض الناس ان يصعروا خدهم ويمشون كبرا ، فمن وصايا لقمان الحكيم لابنه " ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور " وقال تعالى في سياق اخر " ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا " وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " صدق الله العظيم . وفي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا ، وان ابغضكم الي وابعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون " . اضف الى مقت الناس واحتقارهم الى المتكبر فانه المتكبر يلقى ربه يوم القيامة وهو عليه غاضب . ولنا في حديث " يطلع عليكم رجل من اهل الجنة " اروع الدروس والعبر في التعامل بالقيم الانسانية . فالرجل لم يكن من كبار المتعبدين والمقيمين الصلاة آناء الليل واطراف النهار ، ولم يكن من الذين ينفقون اموالهم في السراء والضراء اكثر ، ولم يكن ممن يعتلون المنابر بالخواطر والعبر .... لكنه كان انسانا بسيطا يعمل حطّابا بجهوده وينام ولم يحمل في قلبه مثقال ذرة من كبر وحقد .................؟؟؟؟



#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للشباب فقط – الزواج والحرية
- الانسان التافه في الحياة
- الابتسامة والاستحواذ على قلوب الاخرين
- دروس تربوية من النحلة
- جمال المرأة مطلب اساسي في الزواج
- ارشادات هامة لاستخدام الفيس بوك كموقع للتواصل الاجتماعي
- الأم مدرسة الحياة
- - دعوة تفاؤل (1) -
- الوقوع في الحب . متى نقع في الحب ؟
- الفقر والفقراء ازمة في المفهوم والمعنى
- الإدارة والسلوك الإنساني
- من روائع الاعجاز النبوي - كسيات عاريات -
- - جنون العظمة المضطهدة البارانويا -
- فتاة الريف والجبل ....
- الصراع السلفي الحوثي ... تصحيح لمسار الثورة اليمنية
- -حقوق الانسان -
- في الحب والزواج .. والجنة والنار
- - جمعة الوفاء للشهيد المقدم إبراهيم الحمدي -
- بأي حال عدت يا عيد؟؟ - عيد الصحوة ضد الظلم والطغيان -
- أزمة اغتراب الذات


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمسان دبوان سعيد - داء الكبر والمتكبرون