أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمسان دبوان سعيد - الانسان التافه في الحياة














المزيد.....

الانسان التافه في الحياة


شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 16:29
المحور: كتابات ساخرة
    


قال تعالى " ولا تمش في الارض مرحا ، إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا . كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها " صدق الله العظيم . هناك مثل ايطالي المغرور ديك يعتقد أن الشمس تشرق كل صباح لكي تستمتع بمهارته في الصياح " ويقابله في العربية " مأ طار طير وارتفع الا كما طار وقع " . فما تكبر أحد الا لنقص وجده في نفسه ، ولا تطاول الا لوهن أحسه في نفسه " . فإعجاب الفرد بنفسه دليل على صغر عقله ، يتبع كبرياءه فيضل ، ويخضع لشهواته فيذل " . فالعجب عنوان الحماقة وحصة المغفلين . فكم من فرد ينادي الاخر بـ " يا تافه" دون أي وعي منه بمعنى ما يقول . ولنا ان نتساءل ماذا يقصد بقولنا لشخص ما أنه تافه . وهل هو حقا تافه ؟ .
يقال للرجل انت انسان اتفه من الذباب ، لكن لا يعلم ان الله تعالى قد تحدى البشر ان يأتوا بمثله . فهذا لا يدل على ان الذباب مخلوق تافه . اذا يمكن لهذه الحشرة ان تنقل بين دفتيها ملايين الجراثيم والاوبئة التي ربما تبيد امة بأكملها . وهذا لا يعتبر مخلوق تافه . كما أننا لو اردنا مثلا أن نزيل هذه الحشرة من الوجود لاختل التوازن البئي والذي بدوره سيؤثر على حياة الانسان . لان الله تعالى حلق هذا الكون بأمر محكم ودقيق فلا يوجد شيء تافه واخر مهم ولو كان تافه لما خلق بتاتا .
لو أخذنا المدرسة مثالا لنستكشف مثلا غباء الطفل كما وصفه المدرس . دخل المدرس الفصل وفجأة دق الباب طفلا تأخر لدقائق ، استأذن الطفل مدرسه في الدخول فلم يكن من المدرس الا وصفه بالغبي قائلا أين تأخرت يا غبي ؟ فأجابه الطفل بهدوء ، أنا لم أتأخر لكنك انت من دخلت الفصل قبلي !! لم يكتفي المدرس بهذه الاجابة لكن ردد بالقول ، قل لي اين ولماذا تأخرت ؟ فأجابه الطفل ، لأن ابي كان يضرب أخي !! سخر المدرس قائلا ، وما شأنك بالموضوع ؟ فرد عليه الطفل مبتسما ، كان يضربه بحذائي !!! ولنكتشف فيما بعد من هو الغبي ؟
نسمع كل يوم عن رجل يصف اخر بـ "حمار" " بغل " "كلب" أوصاف لا نأخذ لها وبالا لكن ما يعني حمار او بغل ؟ الحمار لا يستهان به في الجهود التي يقدمها للإنسان ، ولو كان المال يأتي بالشقاء والتعب لنام الحمار على فراش من ذهب . ولا تنسى ان الله وصفهم بالجمال جمال الفائدة التي يقدمونها للإنسان بالرغم اننا لا يمكن ان نلمس هذه الفائدة من بعض الاشخاص الذين ليس لديهم هدف في الحياة سوى الاستهزاء واستحقار الاشياء من حولهم . كذلك الكلب لا يستهان به عندما يعض بعض البشر ويصيبه بالداء الذي لا يعالج . ولا تنسى أنه يضرب به المثل في الوفاء والاخلاص .
الاغرب من ذلك ان يصف الرجل شخصا اخر بـ " المرأة " ليدل إما على حقارته ، او عدم شجاعته أو خوفه من التحدث او المصارحة وجها لوجه ، أو الحياء الزائد . فمن الرجال من تفوق حقارته ودناءته على النساء ، ومن النساء من لا تعرف للحياء أثر في الحياة ، ومنهم بشجاعتها من تقدم على عمل لا يقدم عليه الرجل برجولته ، ولا ننسى أن كيد النساء هو الشيء الوحيد الذي خلقه الله واستعظمه ، فاذا كان الشيطان بمقدوره مثلا ان يخدع خمسة رجال في الساعة فإن المرأة ربما تخدع مائة رجل في الدقيقة ، فلا تستحقر المرأة ؟!!
تستطيع حشرة ما- مثل البعوض والذباب – ان تبيد امة بأكملها وتستطيع ان تنقل اوبئة ربما لم يتوصل الانسان بعد رغم ما توصل اليه من العلم على اكتشافه . ولا ننسى ان الاسكندر المقدوني – الرجل الذي خرج من مقدونيا فاتحا وهب على العالم القديم كالإعصار لكنه لم يعد الى بلاده وكانت وفاته بسبب بعوضة ؟!
من يجرؤا على القول ان اديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي وصف بالغبي داخل الفصل الدراسي ، وكان محط استحقار زملائه ومدرسيه . لكنه وبعد فشل اكثر من سبعه الف تجربة توصل الى اختراع المصباح الكهربائي . من يجرؤا بالقول ان نيوتن وصف بالجنون عندما تأمل وهو يرمي التفاحة ثم يتساءل ، لماذا لم تسقط التفاحة الى الاعلى ؟!! وخرج بقانون الجاذبية – أساس معظم الاختراعات الحديثة والخطيرة اليوم . من يستحقر معنى أو مفهوم الذرة التي دمرت شعوبا بأكملها واصبحت اساسا لمعظم الاسلحة الكيماوية والقنبلة الذرية . إذن لا يوجد في الدنيا شيئا تافها او حقيرا يستهان به . كل الاشياء صغيرة كانت ام كبيرة في غاية الخطورة لكننا لم نأبه لها . ساذج من يقول لك تافه ولا يوجد شيء في الدنيا تافها .
احترم كل شيء من حولك مهما صغر امره ... الطفل .. المرأة ....الحشرة .... الحيوان .. الزبالة .. الخ فقد تغير انت الدنيا وقد تفتح عينيك على اشياء عظيمة احتقرتها من قبل . الله وحده هو الذي يعلم ما سيكون غدا . والايام حبلى بالمفاجئات . من يقول لك انت تافه لأنك لم تفعل في نظره شيئا ذي بال ، إنما يدل بكلامه على جهله .. من يدري ماذا يترتب وقوفك بدون عمل او فعل ... ومن يدري ان وقوفك بدون فعل قد يكون ثغرة او استراحة الى عمل شيء ما وبداية لمشروع طويل .. والسكوت احيانا أخطر من الكلام . وهنا لا يوجد ادق ولا أفضل من حديث رسول الله (ص) " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت " . فالأواني الفارغة اكثر ضجيجا وصياحا من الاواني الممتلئة . كذلك عقول البشر الفارغة أكثر ضجيجا باستحقار الاخرين من العقول الممتلئة بالوقار والحكمة لا تتعرض لاحد ولا تستنقص من الاشياء حولها .



#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابتسامة والاستحواذ على قلوب الاخرين
- دروس تربوية من النحلة
- جمال المرأة مطلب اساسي في الزواج
- ارشادات هامة لاستخدام الفيس بوك كموقع للتواصل الاجتماعي
- الأم مدرسة الحياة
- - دعوة تفاؤل (1) -
- الوقوع في الحب . متى نقع في الحب ؟
- الفقر والفقراء ازمة في المفهوم والمعنى
- الإدارة والسلوك الإنساني
- من روائع الاعجاز النبوي - كسيات عاريات -
- - جنون العظمة المضطهدة البارانويا -
- فتاة الريف والجبل ....
- الصراع السلفي الحوثي ... تصحيح لمسار الثورة اليمنية
- -حقوق الانسان -
- في الحب والزواج .. والجنة والنار
- - جمعة الوفاء للشهيد المقدم إبراهيم الحمدي -
- بأي حال عدت يا عيد؟؟ - عيد الصحوة ضد الظلم والطغيان -
- أزمة اغتراب الذات
- غربة أم اغتراب ؟ المغترب اليمني في الخارج
- الطب مهنة إنسانية أم عائد اقتصادي ؟


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمسان دبوان سعيد - الانسان التافه في الحياة