أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - سبتتنك معالي الباشا...!!















المزيد.....

سبتتنك معالي الباشا...!!


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سبتتنك معالي الباشا ...!!
رحم الله نوري السعيد, على ما خزّنه في ذاكرة العراقيين, من مقولات يستذكرها ويرددها البعض , على ألسنتهم قياسا أو تندرا, على إحداثهم التي مروا بها من بعده , وكان من بينها تلك المقولة الشهيرة والطريفة, والتي نعوذ بالله من شرورها وفداحتها لا سامح الله ان ألمت بالعراقيين ,وتحرك أو تزحزح ذلك القبق أو الغطاء , الذي كان يضع كرسيه عليه ,حين خاطب العلامة المجاهد الشيخ محمد رضا الشبيبي في مجلس النواب بلسان غاضب ومتشنج ((ياشيخنا إنني جالس على سبتتنك وليس على كرسي رئاسة مجلس الوزراء)).
لم يكن الباشا في منآي عما كان يقصده من كل ما يحويه السبتتنك من عفونة ونتانة طائفيه مبرقعة ومقنعة, ومخبوءة تحت ثنايا ذلك السبتتنك, فان وجدت حيزا أو فوهة يسمح لها بالتسرب والنفاذ, لأحرقت الأخضر واليابس, ولأحالت العراق وشعبه إلى أتون حرب مدمرة ساحقة ماحقة لاتبقي ولا تذر, لكننا والحمد لله ,لم تصل بنا الحال إلى ذلك المصير الأسود الذي تنبئ لنا به.
لكون تاريخ عراقنا العتيد يشفع لنا الافتخار به, من بين الأقاليم العربية والاسلاميه المحيطة بنا, نظرا لتعدد مذاهبه وطبقاته وألوان طيفه المزركشة, مقارنة بالنسيج المذهبي والطائفي والعرقي المتجانس, الذي يشكل البوتقة المحورية والمجتمعية لهذه الأقطار , .
حيث تميز العراق طيلة عمره المديد, بانسجام مكوناته وتآلفها وتلاحمها المصيري والاجتماعي , على رقعته الجغرافية ,رغم التباين والاختلاف المذهبي والعقائدي والعرقي بين مختلف طوائفه وأقلياته وأعراقه .
,فلم ينفرط ذلك العقد المعنوي المترابط الذي يوشح علاقات نسيجه المتشابكة والمتداخلة يبعضها, ولم يخالجها التجاوب أو التأثر بمختلف المتغيرات أو الاهتزازات التي تعرض لها العراق عبر تأريخه الطويل والحافل بالصراعات والأزمات السلمية منها أو القتالية والحربية, التي كانت تنشب في كثير من الأحيان بين بعض من هذا المكون أو ذلك, وبين حكوماته المركزية المتعاقبة وفي مناطقه ومحافظاته المتعددة .
والتي كان جل أسبابها ومبرراتها موضوعية ومنطقية, تتركز على حيثيات من الإهمال والتهميش, أو الغبن أو الشعور بالاضطهاد والإقصاء,و الذي ينتاب هذه المكونات, بفعل التعامل السيئ والخاطئ الذي تنتهجه سياسة حكومات العراق وقياداته مع هذه الكيانات.
ولنا المثل الأقرب لتلك السياسات الحمقاء, التي أمعنت بانتهاجها حكومة النظام البائد, مع بعض شرائح هذا الشعب ومناطقه التي اختارتها لإذلالها وأهانتها طيلة سنين عمرها القيادي والسياسي, والتي كانت حصيلتها ألانتفاضه العارمة في آذار 91 والتي أقضت مضاجع وأركان السلطة وإدارتها ذاتيا لفترة محدودة من قبل الثارين .
حيث انقسم العراق في حينه مناطقيا, بين محافظات ثائرة هائجة رافضة للعنجهية والتسلط والجبروت, ومحافظات مسالمة وادعة مستقره مطيعة, اكتسبت عطف النظام ورضاه,وبعثت الطمأنينة في نفس رأس النظام ليطلق عليها لقب المحافظات البيضاء, تثمينا وتتويجا لسكوتها ,وعدم مجاراتها وتضامنها مع أبناء شعبها في المناطق المنتفضة.
, والانكى من كل ذلك ظلت هذه المحافظات البيضاء ,محتفظة بسكوتها وهدوئها, ولم تحرك ساكنا وهي على مرآي ومسمع من آلة القمع الهمجية والوحشية التي سخرها النظام في حصد الآلاف من رقاب أبناء جيرانها من المحافظات الجنوبية والشمالية, وما لحقهم من دمار وخراب لمدنهم وقراهم, ومن تشريد وتشتيت لشبابهم ونسائهم على أصقاع المعمورة.
وكل هذه التداعيات والضربات المهلكة والموجعة التي تعرض لها أبناء المناطق المنتفضة, لم تجد لها صدى أو شعورا بالأسى والألم عند قلوب إخوانهم في المحافظات البيضاء .
لكن مع هذه الخيبة والمرارة والحسرة ,التي اعتملت حرقتها في الصدور, نتيجة لتلك المواقف المخجلة والمؤسفة, التي لقيها أبناء الشعب المنتفض من شركائه في الوطن والدين ,إلا أنها لم ترقى إلى الشعور بالقطيعة والكراهية, أو حتى لم تصل إلى العتب والملامه ,حيث ضلت لحمة هذا الشعب وعراه, متلاصقة متحابة عصية على التفكك والانقسام.
على العكس ما نشاهده ونسمعه من إخوتنا المنتفضين أليوم في المناطق الغربية, والتي رغم وقوفنا وتعاضدنا مع تلبية مطالبهم وحقوقهم المشروعة والمهضومة, ورفع الحيف والظلم الذي لحقهم من جراء الأساليب الخاطئة أو الغافلة التي تسلكها حكومتنا المركزية معهم ,إلا إن الذي يحز في النفس ,وتعتصر له العقول والافئده ,تلك النبرات والهتافات والشعارات التي ظهرت تجلياتها على السطح بوتيرة متصاعدة بعيدة كل البعد عن سقف المطالب والحقوق المشروعة , والتي يستشف من دعوة مطلقيها ذلك الإصرار المبّيت التمحور حول إسقاط النظام وإلغاء العملية السياسية وتعطيل الدستور.
وهذا يعني الرجوع بعجلة العراق إلى الوراء, و إلى أحضان الحكم الاستبدادي الفئوي الذي احتكر السلطة طيلة العهود المنصرمة التي توالت على حكم العراق قديمه وحديثه, حيث هٌمشتْ عن قصد وإمعان , الاغلبيه الساحقه من سكان هذا الوطن, تماشيا وتلبية مع المحيط الطائفي الإقليمي, الذي يرى إن أي إخلال بهذا التوازن خروج ومروق عن الواقع المذهبي , الذي تعتقد به وتقتفيه شعوب المنطقة وأقطارها وسياساتها الحاكمة.
فإلغاء النظام الديمقراطي الذي ارتضاه عموم الشعب وصوت عليه بمحض إرادته, وبتوافق مكوناته وقبل بكل مبادئه وشروطه وأركانه جميع الإطراف بما فيهم إخوتنا في المحافظات الغربية,وإزاء هذا القبول والوثوق بنظامنا الجديد عليهم الرضا والانصياع لكل ما يسفر عنه من تداعيات ونتائج وإفرازات ,لا ان يجتزئ ما يتناسب مع أهوائهم ورغباتهم ويركنوا ما لا يتلاءم مع تطلعاتهم وأهدافهم.
فصندوق الاقتراع هو الحكم والفصل, و هو الآلية المعتمدة في تحديد الاغلبيه العددية بمقاعد مجلس النواب, وبالتالي يرجع إلى الدستور والى قبة البرلمان في تثبيت هيكلية الحكومة ورئاستها وبقية الرئاسات, وهذا إجراء سليم و متبع في مختلف النظم الديمقراطية في العالم ولا ينفرد به العراق لوحده.
وحتى لا نجانب الحقيقة ولكي نكون صرحاء مع بعضنا ,هو مانتلمسه ونستشعر به من تلك الصيحات والشعارات التي تتبلور حول مطلب مفصلي يراد منه تغيب وإقصاء الاغلبيه الساحقة من مكونات الشعب العراقي وإبعادها عن مركز القرار والحكم والمتمثل برئاسة الحكومة المنحدرة من صلب هذا المكون .
رغم علمهم ان هذا التمثيل صوري وهو ليس بالضرورة تمثيلا فعليا يتماشى مع نبضات وتطلعات واحتياجات هذا الكيان الواسع , وما يلحق مناطقهم من ظلم وحيف وسوء في الخدمات , يتقاسمه معهم إخوتهم من مناطق ومحافظات الجنوب والوسط .
أملي إن لايفهم من طرحي هذا انحيازا ومحاباة لطائفتي, بقدر انحيازي لوطني وخوفي على مستقبل شعبي وما يهدد تعايشه السلمي المتآخي بين جميع أطيافه طيلة هذه القرون .
, فالوضع الراهن بقسماته الكالحة والمشوبة بالضبابية والخشية من توغل بعض الأيادي الملوثة بالغل والحقد والمتربصة على تقويض الاستقرار والأمان لهذا البلد, والتي تمعن بتغذية النار حطبا ,ليحترق البيت على من فيه, أو ليعود العراق إلى حصيرتها وتبعيتها.
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامام المايشور...ما يخوف
- رساله وجدانيه الى شهيد الوطن في ذكراه
- اصوات ...لازالت اسيرة لماضيها
- قراءه لصفحة سوداء من مسلسل اغتيالات الوطن
- النصيحة التتي لن تظلو ان تمسكتم بها...!!!
- النصيحة التي لن تظلو ان تمسكتم بها...!!!
- طركاعه...والف طركاعه
- نعم لتصحيح المسار...وليس لاسقاط النظام
- كلشي أكو ...وكلشي ماكو
- تذكير وليس تحذير
- مبروك علينا...ديمقراطية الحرمنه والفرهود !!!
- خبر لا يخلو من الطرافه
- اخزاكم الله...اما تشبعون ؟؟؟
- خوش لعبه...!!!
- الوساخة من الايمان
- رسالة اعتذار الى حزب البعث وازلامه الامنيين
- درجة الامتياز ...في زمن التزوير
- التخبط السياسي واستبعاد الكفاءات...سنان الشبيبي مثلا
- مسعود البرزاني ...من وجهة نظر خاصه
- اعيانا القرف من اصطوانتكم المشروخه


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - سبتتنك معالي الباشا...!!