أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم كطافة - أليس عندكم أفعل من مشعان















المزيد.....

أليس عندكم أفعل من مشعان


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1156 - 2005 / 4 / 3 - 12:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من حسنات الغربة والنفي، وهي كثيرة على أية حال؛ أن المنفي أو الغريب يبتلي بحب غريب عجيب لبلده. غرابته تكمن في لا منطقية المقارنات التي يجريها. ما أن تطأ قدماه أرض الغربة، حتى يجد نفسه متلبساً بسجية المقارنات بين ما هو هنا وما هو هناك.. مقارنات لحمتها وسداها ليس العقل أو المنطق بل الإحساس والعاطفة. مرة قالت المبدعة العراقية (لميعة عباس عمارة): .. غريب أمر العراقي.. تجده على ضفة أجمل وأنظف أنهار العالم، لكن حين تسأله عن انطباعه.. سيرد عليك.. تظل دجلة هي أجمل الأنهار والفرات سيدها..!! كغيري من الملايين العراقية المنفية، كنت متورطاً بهذه المقارنات غير المنطقية. رأيت وعشت ردحاً من الزمن في أجمل مدن العالم، عشت في فينيسيا أو البندقية.. مدينة لا تملك غير أن تقر أنها خلقت من قطعة جمال غير أرضي.. هي عروس المدن الأوروبية ومقياس الجمال لأي مدينة بمدى قربها أو بعدها عنها. لكن انظروا مع ماذا قارنتها.. قارنتها بمدينتي التي هناك.. مدينة الثورة..!! نعم (الثورة) لا غير.. المدينة الملحاء التي حولها عباقرة قرية العوجة إلى مزبلة.. ربما هي المدينة الوحيدة في العالم التي لا تجف فيها أمطار الشتاء القصير إلا في تموز القادم.. المدينة الترابية.. إذ تنظر عن بعد إلى السائرين والراكضين في شوارعها ودروبها تجد لكل واحد هالة ترابية تتبعه كظله.. أقول رغم كل هذه الحقائق التي تفقأ العين والعقل والمنطق.. الحقائق التي لا تسمح بأي شكل من أشكال المقارنة بين المدينتين.. وجدتني داخلاً في المقارنة لأخرج منها أن الثورة هي أجمل المدن.. هي أجمل من فينيسيا وأجمل من أجمل مدينة.. بالطبع لا تستطيع تفسير اللامنطق بالمنطق، الأمر كله يخص شعور معوق، ينتجه نوع خاص من الحنين يدعى الحنين للوطن. لذلك ظل العراق بالنسبة للعراقي هو أجمل الأوطان وشعبه أجمل وأشجع وأشهم وأشرف وأذكى الشعوب.. والقائمة تطول وكلها على وزن (أفعل).. ولا تسأل عن المنطق والدليل والعقل في هذا العشق.. التفسير الوحيد أن الداعي عراقي.
لكني، ورغم كل هذا الحنين، مررت بحين من الزمن تبرأت فيه من العراق وشعب العراق.. تبرأت من أهلي وأصدقائي.. تبرأت من كورنيش الأعظمية ومن شارع أبي نؤاس.. من شارع الرشيد وشارع المتنبي.. من مقهى البرلمان و حسن عجمي و الشابندر.. من بارات شريف وحداد وسلسلة المقاهي المسترخية بدلال وغنج على ضفة دجلة النؤاسية في تلك الأميال الكائنة بين الجسرين.. تبرأت من كل مدن العراق من البصرة إلى زاخو.. تبرأت من فلافل أبو سمير ومن همبركر أبو يونان.. تبرأت من نفسي.. لماذا..؟ إليكم السبب:
ـ الأخ عربي..؟
ـ نعم.
ـ من أي بلد..؟
ـ أنا عراقي.
ـ مرحبا بالعراق.. مرحبا بصدام.. يا أخي صدام هذا رفع رؤوسنا.. يا أخي صدام.. رجل حقيقي.. يا أخي.. الرجل الذي جعل الإسرائيليين يرتجفون خوفاً ورعباً من صواريخه.. يا أخي.. صدام هذا دواء العرب وإسرائيل.. يا أخي قل من الأول أنك عراقي.. إليك عنواني.. أي مساعدة.. أي حاجة.. أي.. فقط قل لي..
في البدء كنت أداري وأحاول تصحيح بعض المسارات في هذه السلسلة اللامعقولة.. أحاول توضيح بعض الإلتباسات التي أجد أخي العربي متورطاً بها.. بعض الحقائق عن استلاب وقتل ودمار وسلسلة حروب لا تريد أن تنتهي.. بعض معاناة ملايين العراقيين.. بعض معاناتي.. لكنني كنت في كل مرة إذ ألقي كلماتي أجدها تتساقط أما على الأرض أو على الطاولة أو على أية مكان نكون فيه باستثناء المكان الوحيد المتوجهة إليه كلماتي وهو آذان السامع.. ومع استمرار الحال على هذا الحال، وصل بي الأمر إلى:
ـ الأخ عربي؟
ـ لا. أنا هندي..!!
ـ عفواً.. لا تؤاخذني
منهم من يداريني كمجنون انتابته نوبة الجنون ومنهم من يضحك ويعيد علي السؤال بصيغة أخرى. لكني في كل الأحوال كنت ألعن اليوم الذي كنت فيه عراقي أمام هؤلاء البشر. كما ترون.. لقد جعلني أبناء العوجة ومعهم العرب أتبرأ من بلدي.
والآن..!!؟ وبعد أن استعدت بلدي.. واستعدت فخري به.. واستعدت تلك المشاعر إياها.. التي جعلت من (الثورة) أجمل المدن ومن دجلة والفرات أجمل وسادة الأنهار.. ومن ومن.. بعد كل هذا.. أجد في حلقي غصة من الخبر الذي تتداوله وسائل الإعلام هذه الأيام.. الخبر الذي قد يعيدني إلى ذات الدوامة أو أخطر منها.. من يدري.. الخبر الذي يقول أن السيد (مشعان الجبوري) سيكون رئيساً للبرلمان..!! تصوروا حجم مأساة العراقيين حين يكون رئيس أول برلمان منتخب بشكل حر ونزيه في سابقة ليس في تاريخ العراق بل في تاريخ المنطقة.. هو بعثي بدرجة قراقوز.. وكأنك يا أبو زيد لا رحت ولا غزيت..!! أليس في هذا إهانة للبرلمانية والديمقراطية وكل البلاوي التي ننادي بها جميعاً الآن.. أليس هذا ما سيدفعنا إلى التبرؤ من البرلمانية والديمقراطية وكل البلاوي!!!؟
من هو هذا المشعان..؟ لا يعنيني كثيراً تأريخه، في كل الأحوال هو تاريخ غير مشرف.. لكن أليس هو الذي قال أني سأأتي بالمقاومة الوطنية إلى قبة البرلمان..؟ هذا يعني أنه سيأتي بالمجرمين الساقطين الذين لوثوا جبين العراق بالخزي والعار على مدى السنتين المنصرمتين، حين صار رأس العراقي لا يكلف أكثر من خمسين دولاراً.. المجرمون الذين مارسوا كل أنواع السفالات والسقوط الأخلاقي من خطف واغتصاب وسلب ونهب وذبح وتدمير وحرق آبار وأنابيب النفط منطلقين من مساجد مثلث الحكم السابق.. المجرمون الذين تحالفوا مع أراذل العرب من السلفيين التكفيريين.. المجرمون الذين تحولوا إلى أداة طيعة بيد المخابرات السورية وكل مخابرات دول الاستبداد العربي التي تدافع بهم عن أنظمتها المهددة بالسقوط.. هم الذين يريد السيد مشعان أن يجلبهم إلى البرلمان. إذا كان المسجد الذي يمارسون فيه اللواط يسمى مبغى وهو ما فعلته مقاومة (أبو تبارك) الوطنية والإسلامية.. بربكم ماذا سنسمي برلماننا القادم ورئيسه هذا الـمشعان..؟ لكن إذا كان لا بد من رئيس برلمان سني حسب الخلطة الطائفية المشوهة والخطيرة الجارية الآن.. أحقاً قد نشف الضرع السني ولم يولد بعد ذاك الذي يستطيعون التشرف به.. أحقاً ليس عندكم أفعل من هذا الـ مشعان..؟؟



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنعمل من أجل المصالحة الأخرى
- الدنصرة في السياسة
- قانون أبو شامة والدكتورة الألمانية
- جنون البقر السلفي -البعثي
- إلى دعاة المصالحة الوطنية..أنها تدور
- نعم.. نحن ننتخب.. وهم ينتحرون
- هل برنامج قائمة اتحاد الشعب برنامج شيوعي..؟
- لو سألتموني عن سوريا.. سأدلكم على ما يفيد
- أحذروا عودة الملثمين عبر الانتخابات
- شيوعيون أصوليون... 2 ـ 2
- شيوعيون أصوليون
- العراقيون والضحك والسيارات المفخخة
- حين يترك فقهاء القطيع الباب موارباً
- لكي لا يضيع نداء حمد في لجة الصراخ.. إلى حمد الشريدة
- قنوات الواقع الافتراضي العربية
- لماذا قناة العربية دون الجزيرة..!!؟
- بورترية لوأد النساء في زمن الصحوة
- أدعية على الهواء للإله المخطوف
- لماذا يكون الزرقاوي أشعل منك يا شعلان..؟
- خرائط تبحث عن من يرسم ملامحها


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم كطافة - أليس عندكم أفعل من مشعان