أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة














المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 16:22
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أشار متدخّلون في مؤتمر الأمم المتّحدة الذي عقد في «واجادوجو» عاصمة «بركينا فاسو» ما بين 29 أبريل و3 مايو 1991، بأن أحد عوامل إستمرار ختان الإناث هو المهر. ففي بعض القبائل في «بركينا فاسو» إذا ما كانت البنت عذراء عند الزواج يكون مهرها أعلى من مهر غير العذراء. وبما أن بعض المجتمعات، وخاصّة الرعويّة، ترى في الختان وسيلة للمحافظة على بكارة الفتاة، فإنها تجريه على فتياتها كوسيلة للحصول على مهر أكبر.

وتقول السيّدة الصوماليّة «واريس ديري» إن ختان الإناث في مجتمعها هو وسيلة للحفاظ على بكارة البنت حتّى تكون سلعة رابحة عند الزواج. فقد أراد أبوها أن يزوّجها عندما كان عمرها 13 سنة لرجل عجوز مقابل خمس جمال.

هكذا يأخذ الزواج دور الصفقة التجاريّة المربحة لكل من أهل الفتاة والفتاة ذاتها. ويدفعهما هذا إلى الرضوخ لمطالب الزوج بختان الفتاة كشرط لتحقيق هذه الصفقة. ومن المعروف أن التعاليم الإسلاميّة تعطي أهمّية كبيرة للزواج وتعتبره «نصف الدين»، حسب حديث نبوي. ولا مخرج من هذه الدائرة إلاّ إذا استقلت الفتاة إقتصاديّاً وتمكّنت من كسب لقمة العيش بوسيلة أخرى غير الزواج. عندها سيكون في إمكانها أن تفرض شروطها وتقول لا لمن يطلب منها الختان. وتقول «فران هوسكن» أن هروب الفتاة من الختان والزواج قد يؤدّي إلى نتائج وخيمة في حال عدم تحقيق الإستقلال الإقتصادي. فبعض هؤلاء الفتيات يهربن إلى العاصمة والمدن القريبة. وحتّى يتمكّن من العيش قد يلجأن للدعارة.

وتشير دراسة أجريت في كينيا عام 1972 أن نسبة الختان بين البنات اللاتي حصلن على قدر من التعليم أقل من نسبة الأمّيات. فالبنت المتعلّمة أكثر إستقلالاً وأقل إعتماداً على الزوج. ولذلك لا حاجة لها للختان كورقة تساعدها على الزواج. كما أن نصيبها في الزواج من المثقّف أكبر، والمثقّف أقل إهتماماً بموضوع ختان الإناث من غير المثقّف. لا بل قد يحبّذ أن تكون إمرأته غير مختونة.

والتمرّد على ختان الذكور يخضع لاعتبارات مماثلة. فما دام الشاب يعيش في كنف عائلته ويعتمد عليها في تأمين عيشه وفي البحث عن زوجة له وفي تربية أطفاله، فسوف تفرض عائلته سلطتها عليه وعلى أطفاله فتقوم بختانهم إذا ما إعتبرته جزءاً من معتقداتها. بينما إذا إستقل الشاب وعمل خارج العائلة وقرّر شخصياً متى ومن يتزوّج وكان هناك قوانين تحميه دون حاجة للجوء إلى عائلته، فحين ذاك سوف يشعر بحرّية في إتّخاذ قرار عدم ختان أولاده. وفعلاً قام عدد من الشباب في إسرائيل برفض ختان أطفالهم فلجأ أهاليهم إلى قطع علاقتهم العاطفيّة والماليّة معهم وهدّدوهم بحرمانهم من الميراث إذا لم يختنوهم. وليس لكل واحد القوّة الأخلاقيّة والمادّية للصمود لمثل هذا الضغط.

ونشير هنا إلى أن الرجل غير المختون في قبيلة «كهوسا» في جنوب إفريقيا لا يمكنه أن يرث أو يؤسّس عائلة أو يقيم المراسيم الطقسيّة أو يجد زوجة تقبله. ويعبّر عنه بأنه صبي أو كلب أو شيء نجس. وإذا ما مضى الوقت الذي يجب فيه الختان، تقوم مجموعة من الرجال من تلك القبيلة بالسيطرة عليه بالقوّة وتختنه غصباً عنه. وهذا يحدث ليس فقط مع أعضاء القبيلة، بل أيضاً مع من ينتمون للقبائل الأخرى. فقد أمسكوا بمديري المدارس والمفتّشين وغيرهم في مدينة «ليبوا» وختنوهم بهذه الصورة. وفي «كوا نديبيلي» عيّن وزير غير مختون، ففرضوا عليه الختان. وفي عام 1987، قامت قبيلة «بيدي» بإحاطة تجمّع من الرجال من بينهم مدير المدرسة وختنتهم بالقوّة.

وبما أن الإستقلال المادّي للأفراد، إناثاً كانوا أو ذكوراً، لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها. فإن القضاء على ختان الذكور والإناث رهن هذا التحوّل الإجتماعي ويتبع المدّة المتطلّبة لمثل هذا التحوّل طولاً وقصراً. وهذا لا يعني أن الإستقلال المادّي هو الشرط الوحيد للقضاء على هاتين العادتين، بل هو أحد الشروط، وقد يكون أهمّها.

--------------------------------------
اطلبوا واهدوا كتبي
http://www.amazon.com/s/ref=nb_sb_noss_2?url=search-alias%3Daps&field-keywords=aldeeb
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
انظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من 8000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي ...
- الإسلام في طريقه للانقراض
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
- القرآن وألف ليلة وليلة
- كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
- دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
- هل حد الردة من الإسلام؟
- مسلسل جريمة الختان 107: جمال البنا والختان
- الإعلان قريبا عن دين جديد وكتاب مقدس جديد
- صلى الله على سامي وسلم
- الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن
- مسلسل جريمة الختان 106: تجارة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 105: تجارة الآلات الطبّية والختان
- مسلسل جريمة الختان 104: ربح للأطبّاء والخاتنين وغيرهم
- غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها
- مسلسل جريمة الختان 103: الجذور الاقتصادية للختان
- مسلسل جريمة الختان 102: الختان بين المحبّة والساديّة
- الإسلام المخمج والإسلام السليم
- القرآن تأليف حاخام مسطول
- مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة