أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟ا















المزيد.....

انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟ا


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مساء يوم الانتخابات، غيرت موقفي وقررت ان أصوت. امتنعت في الأسبوعين الأخيرين عن الكتابة حتى لا اتهم بفقدان الوطنية، من الذين صارت مصالحهم الشخصية فوق أي مصلحة وطنية.
رؤيتي كانت وما زالت ان الحزب الشيوعي وجبهته الديمقراطية، هم أفضل ممثلين سياسيا لمصالح الجماهير العربية. لا انفي أي دور لأي فئة سياسية، لكني لا ارى ان أحزابنا العربية، التي أضحت مجرد نشاط انتخابي موسمي، بفقدان واضح لأي نشاط تثقيفي سياسي او فكري او حتى ثقافي عام، بغياب رؤية مستقبلية واضحة وأجندة نضالية منظمة، تشكل انعكاسا لتراجعها الحاد عن مواجهة التحديات، عن كونها قائدة لمجتمع مدني له مطالبه ويعاني من اشكاليات لا تعد ولا تحصى لكنها مغيبة من برامجها او هي مجرد حبر اسود على ورق ابيض واذا طرحت تبقى ضمن رؤية عامة لا ترجمة نضالية لها.
طبعا لا انتظر ان يشرحوا لي انهم يعانون من التحريض والعزلة في نشاطهم البرلماني وان نشاطهم يجري في ظروف قاسية ورغم ذلك يحققون انجازات عديدة. ما يقلقني أكثر هو غيابهم عن مجتمعهم المدني، تحول الأحزاب من تنظيمات مدنية تثقف وتنظم مجتمعها وتقود نضاله ليس بالخطابات البرلمانية والتلفزيونية فقط، بل بالمشاركة النضالية الشعبية والقضائية اذا لزم الأمر، الى شخصنة الأحزاب وقيادتها الى الضحالة السياسية والى انطفاء دورها الحقيقي السياسي- الاجتماعي.
الا تعكس المقاطعة الواسعة للانتخابات هذه الحقيقة الأولية؟
بعض الفروع الحزبية واعني فروعا كبيرة ومركزية أيضا، تحولت الى مجرد مكتب وتلفون بغياب أي نشاط لا علاقة له بتركيب القوائم والانتخابات.
كنت ارى المهمة الأساسية بتثوير الجماهير ودفعها للمشاركة بالتصويت، بغض النظر اذا صوتت لهذا الفريق او ذاك من القوائم العربية. رأيت ان الوقت لا يتسع لمثل هذا النشاط وكنت متأكدا انه كلام انتخابات. أهملت المهمة حين كان الواجب ملحا ولن يتغير الحال في شهر الانتخابات. قد نواجه انتخابات جديدة قريبا كما هي التوقعات الكثيرة، سنجد انفسنا نعود لنفس الشعارات والإقتراحات التوحيدية وكأن مشكلتنا في اقامة قائمة عربية واحدة، ان الوحدة مستحيلة ومضرة بالتأكيد ، واحد زائد واحد ليس شرطا اثنان او أكثر ، بل اثنان ناقص ، ربما وحدة في قائمتين ، مع ذلك مشكلتنا ليست في الوحدة الانتخابية ن الوحدة الموسمية، الوحدة تبدو مستحيلة ضمن التركيبة الفكرية والطبقية السائدة، قد تكون وحدة اليسار العربي ( الجبهة والى حد ما التجمع) مع اليسار اليهودي (ميرتس مثلا) خطوة تستحق الدراسة الجادة، لا اقول انها ممكنة. ان مشكلتنا الأصعب تنحصر جوهريا في النشاط المتواصل السياسي، التثقيفي والتنويري على مستوى مجتمعنا. صحيح ان هناك بعض النشاطات في المراكز الثقافية ، غير كافية وضيقة ، معظمها ينحصر بعدد صغير محدد سلفا من المدعوين، لأن المسؤول الثقافي المحسوب على القوة المسيطرة في مجلس الحكم المحلي قصير النظر ومحدود الآفاق ، يتجاهل بوضوح يبدو مبرمجا لأوساط واسعة جدا، للشباب عامة ، خاصة الطلاب الجامعيين والثانويين، ولنشطاء ثقافيين تحديدا. ثم يشكون ان المثقفين على وجه الخصوص ، يتحاملون على القيادات البلدية والسياسية ، واعرف ان نسبة كبيرة منهم قاطعت الانتخابات، من رؤيتهم ان شخصنة الأحزاب تحررهم من مسؤولية التصويت لأنها نفي للأجندة الفكرية التنويرية والسياسية التي اعتادوا التصويت لها. اعترف ان هذه الإشكاليات كانت وراء قراري ان لا أكتب، الذي نفذته وان لا أصوت، الذي نقضته.
ان اضمحلال الدور التثقيفي للأحزاب هو مشكلتها الكبرى، كان الحزب الشيوعي مدرسة تثقيفية تربوية واسعة النشاط، اليوم فقدت الأحزاب حتى الصلة مع كوادرها الانتخابية ونواجه اليوم بوضوح أزمة الحياة الحزبية في مجتمعنا. لم ننجح بتطوير خطاب سياسي للتعامل مع المجتمع اليهودي ، الى حد ما للجبهة خطابها المتقدم نسبيا ولكنه خطاب عضو يهودي لليهود، خطاب هام ومؤثر، لكنه غير كاف. مقاييس الأحزاب اليهودية الصهيونية لا تخصنا، نحن اقلية قومية غير معترف بنا الا كطوائف، نواجه سياسية تمييزية هي في جذور الفكر السياسي الصهيوني للدولة. التمييز يشكل كل القضايا الحياتية الملحة لمجتمعنا بدءا من الأراضي والتنظيم، حيث نواجه تنامي الاحتياجات للمواطنين العرب الذين ضاعفوا عددهم (6) مرات منذ العام (1948) مقابل تقليص في مساحة الأرض بسبب المصادرة وضم أراض عربية كثيرة لمجالس يهودية وتضييق الخناق على الأراضي التابعة للسلطات المحلية العربية، فرض قوانين تنظيم تزيد الحصار السكاني على المواطنين العرب، التمييز واضح بقوة في سلطة الأراضي والتنظيم وبكل أجهزة الدولة السياسية والقضائية . المحكمة العليا في قضية عادل قعدان ضد كتسير اشارت الى التمييز بوضوح حين كتبت في قرارها:" ان نتائج سياسة التفريق المعمول بها اليوم، هي تمييزية".
اسجل هذه القضية بكونها من أخطر القضايا التي تواجهها الأقلية العربية. العرب يشكلون (20%) من السكان، يملكون (3.5%) من الأرض، مساحة الأراضي ضمن السلطات المحلية العربية لا تزيد عن(2.5%) أي ان ثلث الأراضي العربية تخضع لمجالس يهودية. تخصيص اراض لاحتياجات الجمهور العربي هي ما دون الحد الأدنى القطري، يمنع العرب من تملك اراضي بما يزيد عن (80%) من اراضي الدولة والتي تدار من شركة اراضي اسرائيل . الم يحن الوقت لتحويل سياسة الأرض من سياسة ارض يهودية لليهود فقط، الى سياسة ارض اسرائيلية تخص كل المواطنين بما فيهم العرب؟
الا تستحق مثل هذه القضية النموذجية معارك شعبية وقضائية (عدا طرحها في الكنيست التي لن تقود الى أي تغيير في قوانين الأرض المجحفة بسبب الأكثرية التقليدية المعادية للعرب). الم تبرز امكانية قانونية لمعركة شعبية وقضائية نطرح ونفضح عبرها احدى أخطر قوانين التمييز العنصري أمام المجتمع اليهودي والمجتمع الدولي؟
لماذا تخلو أجندة أحزابنا من سائر القضايا الملحة؟ مثلا مشاكل الإسكان، الخدمات للمواطنين، التعليم، العمل، الرفاه والتطوير الاقتصادي، ميزانيات السلطات المحلية العربية التي تعاني من ضعف اقتصادي وتمييز في المخصصات المالية، تطوير مبادرات اقتصادية لا بد ان يكون للحكومة دور كبير فيها، تساعد على نمو الامكانيات المالية للمجتمع العربي وسلطاته المحلية.
هناك قضايا ملحة كثيرة... يخيل لي اننا نواجه المجهول بما وصلناه في السنوات الأخيرة من تدني مستوى الوعي العام لواقعنا السياسي وحقوقنا العامة كمواطنين واقلية قومية. قبل شهرين في محاضرة لي امام مجموعة شباب عرب تفاجأت ان عام (1948) لا يعني لهم شيئا خاصا، وبعض من اجابوا انه كانت "نكبة" لم يدلوا بما يوضح أبعاد هذه النكبة ونتائجها وبماذا تخصهم.
هل بهذا المستوى من الوعي(الجهل السياسي والوطني) ننتظر احداث نقلة نوعية في مجتمعنا وسياستنا؟
حين اقول الشخصانية تسود أحزابنا ، اعني ان الموقع الشخصي بات أهم من الوحدة الوطنية ومن أي برنامج نضالي مرهق ومكلف!!

********
لبيد ينتحر سياسيا

الانتخابات الأخيرة كانت نزعا للثقة من رئيس الحكومة بيبي نتنياهو. يائير لبيد (قائمة يش عتيد) انجز نجاحا في اطار نزع الثقة برئيس الحكومة وتخبطه السياسي، الاجتماعي والأمني. رفضة ان يشكل كتلة مانعة مع حزب العمل والحركة وكاديما وميرتس والاحزاب العربية ، هو بوضوح رفض اسقاط رئيس الحكومة نتنياهو الذي فقد ثلث قوته البرلمانية باكبر نزع للثقة تعرفة الانتخابات الاسرائيلية، لبيد يمد له خشبة انقاذ بتبجحه انه لن يقيم كتلة مانعة مع حنين زعبي، هذا يعني انه سينضم لكتلة عنصرية يمينية مع منزوعي الثقة من اليمن الفاشي والعنصري في اسرائيلوهم: البيت اليهودي ،يسرائيل بيتينو بقيادة المستوطن ليبرمان ،الليكود الذي اسقط العقلانيين نسبيا من تركيبته الانتخابية ( ما يعرفون بامراء الليكود) وثبت مكانهم مستوطنين فاشيين وغيرهم، يعني ان ما يهم لبيد هو الحصول على منصب وزاري وتغطية مناهج سياسية، اجتماعية، اقتصادية وامنية مغامرة، لن يكون لبيد مقررا لها، أي ان برنامجه الانتخابي كان ثرثرة وثقة الجمهور الذي يمثل تيار الوسط - يسار في المجتمع الاسرائيلي لم تكن للعنوان الصحيح.
نزع الثقة بنتياهو لا يغطى بموقف صبياني من حنين زعبي، حنين زعبي تمثل تيارا ضمن مجموعة سياسية واسعة معظمها قوى يهودية ترى خطر سياسات نتنياهو على مستقبل إسرائيل وعلى السلام في الشرق الأوسط. الوسط واليسار في إسرائيل الذين نجحوا بصد انطلاقة نتنياهو المغامرة شكلت حركة لبيد جزءا هاما منها. ارتباطه بنتنياهو سيقود حركته الى نفس مصير حركات سابقة أنجزت ما أنجزه لبيد اليوم، ومنها "الحركة الديمقراطية للتغيير" ( داش) ثم حركة شينوي ( التغيير) التي أقامها والده، وتفككت الحركتان بعد نجاحهما الكبير في انتخابات الكنيست والدخول الى ائتلافات يمينية، هي نفس الأسباب التي تدفع اليوم لبيد لمعانقة نتنياهو وقوى اليمين المتطرف وإعطائهم أوكسجين لمواصلة مغامراتهم السياسية، رغم نزع الثقة الشعبي الواضح بسياستهم.
لا اختلف مع المعلقين الذين يتوقعون انتخابات جديدة قريبا. وارى ان لبيد وضع قدمه وحركته السياسيةعلى طريق الإضمحلال.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهد ابو خضرة وعودة الى الورد
- ذكرى 25 سنة على انتفاضة الحجارة الفلسطينية
- -الربيع الإسلامي- يواصل التطبيع
- اسرائيل: إنتخابات محسومة سلفا
- غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة
- مهرجان جنرالات اسرائيل
- صواريخ ابو مازن وصواريخ حماس
- مع الشاعر د.فهد أبو خضرة في ديوانه: -مسارات عبر الزوايا الحا ...
- Big Bang - اسرائيلي
- انتخابات اسرائيل:لا بديل اجتماعي بدون بديل سياسي..!!
- مرة ملكة .. دائما ملكة!!
- أحزاب عربية وانتخابات اسرائيلية
- خمم الديوك أوطاني منَ الشّامِ لبغدان
- يموت بحسرته...
- كلمة حق وحكاية في وداع رجل الثقافة موفق خوري*
- عن الندوات الثقافية .. عن تفككنا الثقافي
- مجمع اللغة العربية في اسرائيل بين الضرورة والسياسة
- المغامرة ضد ايران: لانقاذ نتنياهو من السقوط السياسي!!
- ما يشغل العرب في اسرائيل..؟!
- -الرحلة الرابعة-- من ابداعات الناقد الراحل د. حبيب بولس


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - انتهت الانتخابات، ماذا بعدها؟ا