Big Bang - اسرائيلي

نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

الإنفجار الكبير - هكذا يُطلق على اعلان حزبي "الليكود" و "يسرائيل بيتينو" خوض الانتخابات للكنيست القادمة بقائمة مشتركة.
"يسرائيل بيتينو" ، حزب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، رفع هذا الحزب منذ يومه الأول علما عنصريا معاديا للمواطنين العرب داخل اسرائيل، ولا اتحدث عن المناطق المحتلة حيث دعا ليبرمان رسميا بصفته وزيرا لخارجية اسرائيل ونائبا لرئيس الحكومة وعضو الحكومة المصغرة (كابينيت) للشؤون الأمنية والسياسية، الى "التخلص" من أبو مازن (محمود عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، وطرح حزبه على الكنيست سلسلة قوانين عنصرية معادية للديمقراطية، ضد العرب وضد المنظمات اليهودية الإنسانية.
زعيم "يسرائيل بيتينو"، ليبرمان نفسه، يواجه تهما خطيرة جدا، تتتعلق بملايين الدولارات التي تدفقت، حسب التهم المعدة في نيابة الدولة منذ سنة ونصف السنة (ولم تقدم لائحة اتهام ضده للمحكمة بعد لأسباب تثير الكثير من التساؤلات المقلقة) من أصحاب أموال كبيرة على شركات أجنبية يسيطر عليها ليبرمان ، الى جانب اتهامة بملاحقته لأحد الشهود والضغط عليه ، وترفيع احد المقربين اليه في منصبه، بعد ان نقل اليه معلومات حساسة وسرية من تحقيقات الشرطة.
ببساطة نحن امام اتحاد سياسي فاشي ، هكذا قيم كتاب ومفكرين يهود "الإنفجار الكبير". بل وذهبت صحيفة "هآرتس" العبرية الى الطلب من مستشار الحكومة القضائي، ان يعمل على تسريع تقديم النيابة للائحة الاتهام ضد ليبرمان ليستبدل كرسي وزارة الخارجية بكرسي المتهمين في المحكمة.
الصحفي الجريء غدعون ليفي من "هآرتس"، نشر مقالا مثيرا يقول فيه ان خطاب نتنياهو في المؤتمر الصحفي المشترك مع ليبرمان لإعلان الذهاب لإنتخابات بقائمة واحدة ، والذي استغرق (4) دقائق فقط، ذكرت فيه كلمات "قوة" و "قدرات قوية" (13) مرة، وانه لم يكن خطابا مماثلا لهذا الخطاب في اسرائيل ، وكتب : لم يجرؤ أي زعيم ديمقراطي ان يلقي خطابا كله عن القوة والقوة والقوة فقط ولا شيء غير القوة، دون أن يقول شيئا آخر، حتى ضريبة كلامية للأيديولوجيا التي يمثلها لم ترد على لسانه، وهو أمر لا شبيه له مطلقا منذ الديمقراطية الأمريكية القديمة وحتى ايامنا هذه. وحتى محمد مرسي ما كان يتجرأ ان يلقي خطابا مشابها كله شهوة للقوة .
بالطبع هناك تخبط واسع في أحزاب المركز واليسار الإسرائيلي، امام البيغ بانغ "الليكود بيتينو". احاديث عن تشكيلات حزبية، عن انسحاب أعضاء كنيست من قوائم أحزابهم وانضمامهم لأحزاب أخرى، عن قوائم جديدة تشكل، عن تردد قوى سياسية في خوض الانتخابات ، و"البيج بانغ" يدوي بقوة في الحياة السياسية داخل اسرائيل، والخارطة السياسية للإنتخابات القادمة لم تتضح بعد بكل تفاصيلها.
اسرائيل امام امتحان صعب جدا، قد يشكل فوز نتنياهو ليبرمان مرحلة مغامرات عسكرية لا سابقة لها في تاريخ الحروبات في الشرق الأوسط ، وليبرمان أكد انه يواصل مشروعه لتغيير طريقة الانتخابات نحو اقامة نظام رئاسي في اسرائيل، أي تضييق الخناق على ما تبقى من ديمقراطية.
المتفق عليه بدون اعلان رسمي، هو استمرار نهب الأرض الفلسطينية، ودفع الفلسطينيين نحو النهر، لأن فلسطين هي الأردن حسب نظرية ليبرمان والكثيرين من قادة الليكود ونتينياهو يعمل على تبني رأي " خبير قانوني" اسرائيلي يدعي ان الضفة الغربية أرض بلا مالك ويحق لاسرائيل ان تسيطر عليها. وغني عن القول ان توجيه ضربة عسكرية لإيران وغيرها من الدول التي تعتبرها اسرائيل مارقة، ستكون اسهل للتنفيذ مع القوة السياسية التي يطمح اليها نتنياهو وحليفة ليبرمان.
القضايا الاجتماعية، قضايا الغلاء والإفقار الزاحف والعدالة الاجتماعية وسد الثغرة الإقتصادية الآخذة بالتوسع بين فقراء اسرائيل واغنيائها، وتخصيص ميزانيات للقضايا الاجتماعية والصحية والتعليم، لم تحظ بأي كلمة في المؤتمر الصحفي ل "الإنفجار الكبير". الذي يمكن تلخيصه بأنه اعلان مرعب للقوة والقوة والقوة..!!
وهل بالقوة فقط يأكل شعب اسرائيل خبزا؟
الشرق الأوسط كله امام واقع كارثي. من الصعب معرفة ما قد يغير من عقلية القوة المجنونة، ولكن حلمنا الإنساني ان تسقط عقلية القوة، لمصلحة كل شعوب الشرق الأوسط بما فيهم اليهود أيضا.
لعل خطاب القوة الذي رافق الانفجار الكبير يكون انفجارا شعبيا لصد فاشية "الليكود – بيتنو" التي لم تقدم بشارة انفراج وسلام ورفاهية اجتماعية للمواطنين في اسرائيل، يهودا وعربا!!
طبعا الوسط العربي في اسرائيل له حساباته الخاصة ، وكلها للأسف حسابات شخصية (انتهازية) مغلفة بتكرار ممل لشعارات أصبحت أشبه بالخرق المهلهلة، وواقع حزبي ، فكري، تنظيمي وقيادي مازوم.

#نبيل_عودة (هاشتاغ) Nabeel_Oudeh#

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك ()	تعليقات الحوار المتمدن (0)

التسلسل: 1	العدد: 426784 - بيج بانك
2012 / 10 / 28 - 10:49 التحكم: الحوار المتمدن	ناس حدهوم أحمد
إسرائيل ياأستاذ نبيل عودة لا يمكن أن تذهب إلى الحرب هكذا فقط بكل البساطة التي تحدثت عنها قد يكون هناك تنسيق بين الحزب الجمهوري من جهة والليكود وإسرائيل بيتنا من جهة ثانية بخصوص الحرب المقبلة لكن المجتمع الإسرائلي والمجتمع الأمريكي لا يمكن لهما أن يتخذا معا إتفاقا وراء ظهر الناخب الأمريكي والناخب الإسرائلي فالديمقراطية لذى كل من المجتمعين أمر أساسي وثابت أما مرسي وإيران الفقهاء وإلى ما هنالك من سياسات القمع لجماهيرهما وهذا ينطبق على كل القمامة العربية فهما وحدهما من يتخذ القرارات إذا استطاعا هذا الفعل ) دون اللجوء إلى مشاورة الناخبين لأن لا ديمقراطية هناك عند العرب فالحكام العرب الجدد لا يختلفون عن القدماء في شيء لذا فلنكن متأكدين أن الناخب الإسرائلي والناخب الأمريكي هما من يقرر الحرب أو السلم لأن الناخب عندهم يعي مسؤوليته جيدا ولسيما إذا كانت القرارات حاسمة نحن العرب وحدنا من لهم صناديق الإقتراع لا زالت صناديق قمامة لاأكثر إرسال شكوى على هذا التعليق 97 أعجبنى المزيد-الاشراك
رد الكاتب-ة
التسلسل: 2	العدد: 426895 - ملاحظات على رد الزميل ناس جدهوم
2012 / 10 / 28 - 17:38 التحكم: الحوار المتمدن	نبيل عودة
استاذ ناس حدهوم احمد آمل ان طرحك صحيح . لكني من تجربتي أعرف ان اسرائيل قادرة على جر الادارات الأمريكية الضعيفة، وادارة اوباما لا يبدو انها تتجرأ.. ربما بعد الانتخابات وفوز اوباما يختلف الوضع كذلك لا بد ان ناخذ موقف الحلفاء ، بريطانيا وفرنسا، كما نعلم هناك رفض لمغامرة دولية جديدة هل ستقوم اسرائيل بضربة لوحدها؟ سؤال ليس سهلا الاجابة عليه. اسرائيل لا تتردد في توجية ضربة، اذا ضمنت عناصر النجاح، وهذه عناصر النجاح يفترض فيها غض النظر من بعض الدول العربية وطبعاد دعم امريكي لوغستي ان لم يكن عسكريا، وحماية أمريكية لأجواء اسرائيل واقناع دول عربية بتسهيل مهمة الضربة الجوية الاسرائيلية، تما ما كما سهلت تركيا ضرب المفاعل السوري... إرسال شكوى على هذا التعليق 91 أعجبنى المزيد-الاشراك
التسلسل: 3	العدد: 427005 - نكران الجميل
2012 / 10 / 28 - 22:30 التحكم: الحوار المتمدن	زرقاء العراق
يعيش عرب أسرائيل في بحبوحة يحسدهم عليها الكثير من عرب دول الجوار وغيرهم, ويتمتعون بنظام الضمان الأجتماعي والعلاج المجاني ولو خيروا لأختاروا البقاء على جنسيتهم الأسرائيلة وبأصرار ومع احترامي للكاتب ووجهة نظره عن وزير خارجية أسرائيل, فلعله يخبرنا ما كان مصيره لو انتقد اي وزير دولة عربية هو مقيم بها ؟ ويعلم الجميع انه لم يكن ليرى ضوء النهار حتى قبل ان يجف الحبر مما كتبه احمدوا ربكم على ديمقراطية أسرائيل مع شوائبها ومن المؤسف ان ينفصل البعض عن الواقع فيخيل له ان أمارة غزة ستكون سويسرا الشرق الاوسط لو اتيح لها إرسال شكوى على هذا التعليق 117 أعجبنى المزيد-الاشراك
رد الكاتب-ة
التسلسل: 4	العدد: 427040 - حقوقنا ليس نكرانا للجميل
2012 / 10 / 29 - 04:20 التحكم: الحوار المتمدن	نبيل عودة
سيد نكران الجميل اولا اسرائيل حقا دولة ديمقراطية ليبرالية، وهذا لا يعني ان العرب في اسرائيل يجب ان يصيروا عملاء للنظام الذي نهب ارضهم ويعاملهم بتمييز قومي حصلنا على حقوق واسعة جدا وكمواطنين بنضال شرس وثمن رهبيب وليس حسن اخلاق من النظام . ولنا لنا الحق الكامل بالمساواة نتمنى ان يحظى المواطن العربي في العالم العربي بنفس الشروط الديمقراطية وان ينتقد انظمته الفاسدة دون ان يتعرض للسجن او السحل، ولكن المقارنة لا تعني ان نقبل بالذل ومصادرة الأرض والتمييز في الميزانيات وفي الرفاه الاجتماعي وحتى في الخدمات الطبية اووالإستسلام لرغبات ليبرمان الفاشية الذي لا يريد ان يرى عربا في اسرائيل. هذا المهاجر الذي جاء أمس بامكانه أن يعود ليكون حارسا في نادي ليلي في اوكرايينا !! نحن هنا رغم أنفه. ولنا حقوق لن نتنازل عنها، ولن نختار السكن في العالم العربي، هنا وطننا،ولا نقيم فيه بسبب حسن نية من النظام. ونح نشكل جزءا من الاقتصاد وانتاج الخيرات المادية، لا نتلقى هبات ، بل جزء مما ننتج وبتمييز. ولنا القدرات على المشاركة الأوسع بالاقتصاد الاسرائيلي والمشكلة ليست في ملعبنا بل في ملعب السلطة. إرسال شكوى على هذا التعليق 128 أعجبنى المزيد-الاشراك
التسلسل: 5	العدد: 427263 - الى المعلق نكران وبعد إذن السيد نبيل
2012 / 10 / 29 - 21:39 التحكم: الحوار المتمدن	محمد عبعوب
إضافة الى ما اوضحه الكاتب المحترم نود لفت انتباه المعلق المحترم الى أن انظمة الحكم في العالم العربي لا يجب ان تكون نموذجا للمقارنة هنا، فما يجري في هذه الاوطان يختلف في منطلقاته عما يجري في فلسطين المحتلة.. المقارنة المنطقية يجب ان تكون مع النموذج الاوروبي والامريكي في إدارة اللعبة الديمقراطية واحترم انسانية الفرد بغض النظر عن دينه او عرقه او قوميته وهو النموذج الذي تدعي -اسرائيل- أنها تمثل انعكاسا دقيقا له.. و-اسرائيل- وما تطبقه من ديمقراطية مشوهة مفصلة على مزاج يتخذ من الدين ستار له ويكرس عنصرية مقيتة تتجاوز في عدوانيتها نظام الميز العنصري الذي كان يحكم جنوب افريقيا .. زد على ذلك ان مفهوم الهوية والوطن يتجاوز كل المكاسب المادية التي سردتها في تعليقك والتي تصبح لا معنى ولا قيمة لها عندما تمسخ هويتك ويزور انتماءك وتتحول الى صفر مضاف على شمال الرقم .. لكم تقديري.. إرسال شكوى على هذا التعليق 93 أعجبنى المزيد-الاشراك
رد الكاتب-ة
التسلسل: 6	العدد: 427338 - ملاحظة للأستاذ محمد
2012 / 10 / 30 - 05:17 التحكم: الحوار المتمدن	نبيل عودة
لا خلاف حول عنصرية النظام، ولا خلاف حول التمييز الذي نواجهه في وطننا، النظام رسميا في اسرائيل هو علماني ، وهذه حقيقة، الأحزاب العلمانية تتحالف مع المتطرفين المتدينين من اجل ضمان السلطة الأمر الذي يفتح الأبواب امام اضعاف علمانية الدولةالمعركة محتدة ضد التنازلات. موضوع الهوية هو موضوع هام، اسرائيل لا تعترف بالأقلية العربية كاقلية قومية، بل تقسمنا الى طوائف، للأسف اوساطا عربية ، خاصة الحركة الاسلامية تساهم بدور كبير في هذا التقسيم برؤيتها ان الانتماء الديني هو الأساس، وان ما يهمها امة الاسلام وليس الانتماء العربي القومي. من ناحية اخرى ان انكار ما انجزه العرب في اسرائيل من حقوق هامة، تساعدهم في مواجه أشرس شكل امبريالي، عنصري اسرائيل صادرت نصف مليون دونم أرض من الفلسطينيين في اسرائيل، ولكن عام 1976 حدثت انتفاضة يوم الأرض ضد مصادرة 20 الف دونم في الشاغور والجليل ونجحنا بايقاف المصادرة. التمييز قائم ، مثلا العرب يشكلون 20% من المواطنين ، حصتهم في الميزانيات منخفضة جدا، في التعليم 7% في سائر الوزارات الوضع أسوأ. المقارنة بين واقع عرب اسرائيل وواقع العالم العربي هو من باب الألم للواقع العربي إرسال شكوى على هذا التعليق 102 أعجبنى المزيد-الاشراك

*	الاسم الثنائي او الثلاثي
*	البريد الالكتروني
*	عنوان التعليق
	التعـلـيـق عدد الحروف المتبقية
الاسم يجب ان يكون الثنائي او الثلاثي و بالعربية فقط ولاتقبل الاسماء الرمزية أعلمني عن التعليقات الجديدة على الموضوع