أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - مصر ... تبحث عن نفسها















المزيد.....

مصر ... تبحث عن نفسها


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ان دخلت مصر التاريخ حوالي سبعة آلاف سنة مضت فقد تأسست هويتها الفرعونية علي يد أُسَر و ممالك و حكام تعاقبوا عليها منذ أن أقامها الملك مينا أول ملوك الفراعنة مملكة متحدة ... و كانت عظمة مصر تبدو علي مر العصور الفرعونية في التشييد و الهندسة من المعابد إلي الأهرامات التي حارت الدنيا في تفسير معناها و محاولة فهم سبب بناءها و الأصعب هو السؤآل الذي لا إجابة له حتي الآن ... كيف بنيت و شيدت هذه المباني الضخمة التي ثبتت رغم عوامل الزمن بل و الإهمال و أحيانا التدمير المتعمد من صعاليك التاريخ و عصاباته ...
إلا أن مصر الفرعونية إنتهت منذ حوالي ألفين و ثمنمائة سنة حين إحتلها الفرس قادمين من الشرق و دام إحتلالهم لها حوالي خمسمائة عام ... خمسة قرون أعقبهم عليها البطالسة و رثة الإسكندر الأكبر لمدة ثلاثة قرون ... ثم ورثتها عنهم روما إلي قرنين و نصف من الزمان حتي قامت بيظنطة و فصلت نفسها عن روما و كانت مصر من نصيبها ... ودام حكم البيظنطيين حتي حوالي منتصف القرن السابع الميلادي حين هجمت علي مصر جيوش الجراد العربية لتنهي حضارة و وجود مصر الفرعونية و تفرض عليها مصر العربية الإسلامية بتعاقب الإمبراطوريات العربية عليها من دولة الخلفاء حتي دولة بني عثمان مرورا بدولة العبيد الذين حكموا مصر لعدة قرون تحت إسم المماليك حتي أنهاهم محمد علي باشا المدعو مؤسس مصر الحديثة و هو الضابط ألألباني من الجيش العثماني الذي ولاه شوخ مصر عليها ربما لأنهم لم يروا في مصر رجلا يستطيع أو أن يكون كفء ليحكم بلاده بنفسه ...أو ربما لسبب طول الإنكسار المصري أمام الأجانب فلم يتعودوا أن يروا علي عرش مصر مصريا ... و صارت هذه عادة حتي اليوم ...
في كل هذه الأحقاب لا نستطيع أن نقول أنه كانت هناك مقاومة مصرية فعالة ضد أي إحتلال أو غزو منذ أن حرر أحمس الأول مصر من الهكسوس ... بل لقد دخل الإسكندر مصر فاستقبله الكهنة فاتحين أذرع الترحاب و أخذوه إلي سيوه حيث كللوه إبنا للآلهة ... و منذ أحمس لم يثور الجيش المصري ضد الإحتلال إلا علي يد عرابي باشا الذي هزمه الإنجليز في التل الكبير و حتي ثورة الجيش المصري سنة52 كانت ضد النظام الملكي و بتحريض من الإنجليز و الأمريكان فلما تمكن العسكر من البلد و حكموها تركت لهم إنجلترا البلاد و رحلت ليبدأ عصر إحتلال الجيش المصري لمصر و إستعلاء الضباط علي بقية المصريين حتي نهب الجيش البلد و صار له إقتصاده الخاص الموازي ... و إنتشر الفساد و دام الخراب و الإنحدار ستون عاما حتي إحتلها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بتعضيد أمريكي بعد أن عقد صفقة سلمية مع الجيش الذي باع دوره و سلم البلد للإخوان بأوامر من أسيادهم الأمريكان ... ليبدأ النهب و النهش الإخواني المتأسلم للحم مصر و عظمها لتدخل مصر عهد الظلام الفعلي العملي الذي حشرها فيه عبد الناصر منذ ستين عاما و هو الذي الغي الشخصية المصريه و أوهم المصريين إنهم عربا بينما العرب من حولهم يستعبدونهم و يلهون بنسائهم و يأتون إلي مصر ليسكروا في خماراتها و يفرغوا كبتهم في راقصاتها و غوانيها ...
تاريخ مصر الحديث متداخل بين الغزو العثماني و الإحتلال الفرنسي و الإستعمار الإنجليزي و إستعمار الجيش المصري و جميعهم نهبوا مصر و سخّروا مصر لمصالحهم الشخصية ... في كل هذا التاريخ لم يكن المصريين سوي عبيد في أراضيهم و بلادهم مسخرين لرفاهية المحتل و خدمة أغراضه ... و إنتهي بنا الأمر إلي شخصية مصريه مهزوزة ... بين البحاروه و الصعايده و العربان و المسلمين و النصاري و حتي اليهود الذين خرجوا من المعادلة إلي دولتهم إسرائيل الحديثة ...
و أخيرا إنقسمت مصر إلي إخوان مسلمين و سلفيين و صوفيين و شيعة و بهائيين و التراس أهلاوي ضد البورسعيدي و و الفلول ضد الأحزاب السياسية و كفاية و سته إبريل و إتحاد ماسبيرو و الجهاديين ...و الكنيسة المصرية المنقسمة علي نفسها بين الأرثوذكس و الكاثوليك و الطوائف البروتستانتية ... و حزب الكنبه ...
يحيا الهلال مع الصليب ... و الهلال يقتل الصليب و يحرق مساكنه و يفجر كنائسه و يغتصب نساءه كل يوم ... الجيش و الشعب إيد واحدة ... ودبابات الجيش تهرس المتظاهرين و قناصة الجيش تصطادهم و المحاكمات العسكرية و السجون الحربية في إنتظارهم ... الشرطة في خدمة الشعب ... و في أقسام البوليس يموت الشعب تحت التعذيب و تغمض الشرطة عينيها عن تجاوزات و جرائم كل من له ضهر و مسنود أو مسلم يهتك عرض مسيحي ... الحكومة ترتشي و تبيع مصر أراضيها و ثرواتها و تخرب مصر أحيانا في إعمار الشقيقة إسرائيل و أحيانا في إعمار الشقيقة غزة ...
الرشوة في كل مكان و أصبح لا يستحي منها أحد حتي كادت تكون نوع من الأتاوة ... التعدي علي القانون في المباني و الأراضي حتي أصبحنا نعاني الجوع لنقص الزراعة و تنهار المساكن فوق رؤوس قاطنيها .. و يحصد الموت المئات يوميا بحوادث الطرق و القطارات و القوارب الغارقة في البحرين الأبيض و الأحمر أو في نهر النيل العظيم ...
لقد إنهارت الشخصية المصرية عبر التاريخ و فقدت مصر روحها ... الكثير من المصريين صاروا يفتخرون بأصولهم أو بأنسابهم التركية ... و العديد من ألأسر تتباهي بأصولها المرتبطة بأجلاف القبائل العربية ... و البعض علي إستحياء يدعون أنفسهم أقباط و يزعمون مصريتهم الأصيلة ... و لا نعرف كيف وقفت الشخصية المصرية عبر العصور ضد الغزو و الإحتلال و الإستيطان بل و السبي و الإمتزاج مع الفلسطينيين و اليونانيين و الأرمن و النوبيين ... و ... و ...
تكونت الشخصية المصرية المحصورة في معيشتها اليومية ... و ما ورثته عبر الأجيال ... الفرعونية و المسيحية و الإسلامية ... الستر و إنتظار االموت و الحياة الأبدية ... أما الحاضر فلا قيمة له مادام الجوف ملآن و الجسد مستور و المأوي بابه مغلق ... المصري لم يعرف في حياته إلا الحاكم المستبد ... لقد رضخ لكل من وطأت جيوشه أرض مصر ... و طأطأ رأسه لكل من جلس علي عرش مصر ... و بذل ظهره لكل من الهبت سياطه ظهر مصر ... و إرتضي بسخرة كل من إستعبده لرفاهية و شطحات و طموحات حاكم مصر ... لقد أسلم المصري ثقافته لرجل الدين مهما كان فرعونيا هيلينيا مسيحيا إسلاميا ... كل المصريين الذين نبغوا ... نبغوا خارج مصر ... كل لذين هاجروا نجحوا و حين حنوا إلي مصر رجعوا ليستعيدوا ذكريات القله و الطبليه و الكنبه الأسيوطي و الشلت و القهوه البلدي و قعدات المصاطب و الرغي في الكلام الفاضي ... المصريين الذين عاشوا في الخارج ... أمريكا ... إنجلترا ... دول أوروبا ... إستراليا ... كل مطالبهم أن يكون في مصر إنتخابات حرة ... و هم لا يعلمون إن هتلر جاء نتيجة إنتخابات حرة نزيهة ... لم يدركوا إن سر نجاح البلاد التي يعيشون فيها هو نظام إداري متقدم في حكم الشعب لنفسه محليا و مركزيا و إمتلاكه لبلده و سيطرته علي ثرواته و إستثماراته و حتي الإستثمارات الأجنبية علي أراضيه... لقد حصروا الديموقراطية في إنتخابات حرة و صحافه حرة معناها هو أن تشتم الحاكم كما تشاء فقط لا غير ...
25 يناير 2011 كارثة الكوارث هوجة شعبيه بتدبير أمريكي لإقتلاع مبارك و إنهاء سيطرة الحزب الوطني ... و تم إستغلال الشعب الساذج ليركب الإخوان الثورة و يزوروا الإنتخابات بمباركة أمريكية لزرع حكومة الإخوان المسلمين ربيبة و صناعة الإستعمار الإنجليزي و الأمريكي ... و وقف الشعب مشدوها لبلاهته و عبطه ... فاستمر في الإنفعالات و الإرهاصات و هجوم عشوائي علي وزارة الداخلية و الحربية و دواوين المحافظات و أقساتم الشرطة ...و أخيرا عقد العزم علي الأطاحة بالإخوان في ذكري الثورى 25 يناير 2013 ... لا تخطيط لنظام بديل .. من الذي سيحكم البلد بعد مرسي العياط ... هل هناك وزارة أو حكومة ظل لها برنامج تطبقه متي إستولت علي السلطة و طردت الإخوان من الكرسي ... لا ...لا...لا ... المهم شيلوا الإخوان ... السلاح موجود وجاهز ... بيد الإخوان و بيد المجموعات الثورية و بيد الجيش و بيد الشرطة و بيد الفلول ...
المطلب الأمريكي هو الفوضي الخلاقة ... و الشعب يسمع هذا المصطلح و يفغر فاه ببلاهة ... و يمضي في طريقه بلا وعي من أنه ينفذ خطة الأمريكان و يذبح نفسه بيديه ...
مدّعوا الثورة أو الهوجة القادمة يوم الجمعة 25 يناير 2013 لم يحسموا موقف الجيش منهم و لا موقف الداخلية ... وهم الذين معهم السلاح و العتاد ... هل سيخون الجيش صفقته مع الإخوان ... أو هل سيثور علي الإخوان إذا كان قد خنع و خضع لهم في تزوير الإنتخابات لصالح مرسي و إبعاد الجنرال شفيق ...
ما هي الإتصالات بين الثوار و الفريق شفيق ... ما هو برنامجه و من هم معاونوه و كيف سيصل مصر من منفاه الإختياري في الخارج و هل يضمن له الجيش عرش مصر .... هل ستكون هناك صفقة أخري بين الجيش و الإخوان و شفيق للخروج الآمن و نقل السلطة ... ما هو موقف السلفيين و بقية الجماعات الإسلامية من هذه الصفقة ... مئات الأسئلة ... حمدين صباحي ... البرادعي ... عمرو موسي ... أين موقفهم من شفيق ... من منهم سيتصارع علي السلطة ... هل سيتسلل قمبيز الجديد من إيران ليفرض علينا حرسا ثوريا إسلاميا ... يطيح برؤوس الشعب و ينكح نسائه بالمسيار و المتعة ... هل ستتدخل أمريكا لتعيث في مصر فسادا بمزيد من الدولارات لكل من هب و دب ... و تفرض علينا نموذج ديمقراطيتها المثالي المتمثل في العراق و أفغانستان ...
الثوار الهائجون ... يسقط يسقط حكم المرشد ... من الذي جهزتم حين يسقط حكم المرشد ... لقد سرقكم الإخوان من قبل ... فمن سيسرقكم في هذه الهوجه ...
المثل الشعبي يقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ... فإذا لدغتم للمرة الثانية و ستلدغون ... فهل ستعلنون كفركم و تجاهرون بالحادكم ...
هل فعلا سيسيل الدم في شوارع مصر و يتحول ميدان التحرير إلي بركة من الدماء... أم هي كما يقول البعض ... خناقه بقاقي ... يعني مجرد زعيق و ردح و شعارات ... ويبقي الحال كما هو عليه لحين الهوجة القادمة في يناير القادم 2014 إن شاء الله و كل هوجة و أنتم طيبين ...



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراهية أمريكا .. لماذا ؟ تعقيب علي مقال الأستاذ طارق حجي
- يسوع المسيح ... إبن من هو
- الله ... لا وجود له في اليهودية و لا في المسيحية
- الإسلام الذي أُحِبّهُ و أحترمهُ
- أكثر من نصف المصريين قالوا ... طظ في مصر
- العلاج بالدستور ... المتاهة التي جرّ الإخوان إليها الشعب الم ...
- مصر في وضع لا تحسد عليه ... الإسلاميون علي حق ... و العلماني ...
- أخطأ أبوبكر حين قال ... إن محمدا قد مات
- دعوة لفحص مركّبات و مكوّنات الكرسي الرئاسي لجمهورية مصر العر ...
- الشاطر ... أمير المؤمنين ... الخليفة القادم علي إمارة مصر ال ...
- أوّلية التفكير السليم .... تعديل نظام مصر ... إعادة هيكلة ال ...
- محمد حسين يونس ... نقاش العقل و نقاش الروح
- حوار مفتوح مع أستاذنا محمد حسين يونس... توافق الروح و الفكر ...
- فيلم تافه يضرب الكرازة المسيحية
- مصر ... الولايه الأمريكية ال 51 ... ليه لأ؟
- توازنات إنقاذ مصر ... ما بعد الإنتخابات أهم من الإنتخابات
- مصر علي فوهة بركان سواء إنتصر أو إنهزم الإخوان
- رئيس مصر القادم ... راجل بيشتغل عندي مش أنا إللي باشتغل عنده
- شريعة الله المضل خير الماكرين ... من رأي منكم منكرا ...
- إبن الأمريكيه يبدأ في تقسيم البلاد المصريه


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - مصر ... تبحث عن نفسها