أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - مصر في وضع لا تحسد عليه ... الإسلاميون علي حق ... و العلمانيون علي حق















المزيد.....

مصر في وضع لا تحسد عليه ... الإسلاميون علي حق ... و العلمانيون علي حق


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا نجح المصريون في تقسيم مصر ...حتي و لو لم تقسّم و لو لم تُجزأ أرضها بين أبنائها ... الشريعة الإسلامية و أحكامها أصبحت مطلبا لملايين من أبنائها ... الإسلام و مبادئه و تشريعاته عقيدة يسعي أصحابها لتطبيقها و تعميمها علي المجتمع ... و دون ذلك الموت أي الشهادة لله ... و قاد مشايخ الإسلام الأمة في تيار من الحماس أو الهوس الديني ... و أصبح الكثيرين يصبون إلي إتباع سنة رسول الله و الحياة في تقليد يرجع جذوره و مظاهره إلي عصر رسول الله ... فمتي طُبقت الشريعة و خضع المصريون جميعا لشرع الله ... يصير الدين كله لله ... و تتحقق اليوتوبيا الإسلامية ... و في نظر الإسلاميين إن كل من لا يسعي جاهدا لهذا الغرض فعلي أقل تقدير إسلامه غير مكتمل و يجوز إقامة الحد عليه ...
و من جهة أخري فإن العلمانيين و غير المسلمين و من يدعوهم المجتمع ... أو يدعون أنفسهم مسلمون معتدلون ... لايقبلوا بدولة دينية ... و هم يعتقدوا أن الدين شخصي بين العبد و ربه و أن الدولة الدينية تعيق نمو المجتمع ... و رأي هؤلاء إن الدولة الدينية لا تصلح لأن تكوّن مجتمعا عصريا متطورا ... و هؤلاء يطالبون بدستور مدني و دولة منفصلة تماما عن الدين ... و يطالبون بشريعة متحضرة يضعها بشر متحضرين إسوة بالشعوب و الدول المتحضرة...و يطالبون بدمج مصر في المجتمع الدولي بما يحقق الرخاء و التقدم الحضاري لشعبها ...
و المشكلة ببساطة إن مطالب الطرفان إذا تحقق أيا منها فهو ترسيخ لديكتاتورية الأغلبية ... ففرض مجتمع و دولة مدنية علي شعب يؤمن بنكاح الصغير و رضاع الكبير و الرجم و الجلد و قطع اليد و جز الرؤس ... شعب يؤمن بالشفاء و الدواء في جناح الذبابة و التداوي بول البعير ... شعب يؤمن بحاكمية الله و أتباعه ممن يسمون مفتيون أو علماء الدين يطالبون بطاعة الحاكم الأوحد و عدم جواز الخروج عليه ... فكيف تفرض علي هذا الشعب أن يواكب حضارة الإنترنت و الإتصالات و الأقمار الصناعية و الطرق الحديثة و السيارات و القطارات السريعة و الطيران الأسرع من الصوت ... كيف تفرض علي هذا الشعب الذي لايقبل عن الشريعة الإسلامية – و هي غير محددة – بديلا ...كيف تفرض عليه دولة مؤسسات و إنتخابات و سلطة قضائية منفصلة عن السلطة التشريعية و كلاهما منفصل عن السلطة التنفيذية ... فتفرض عليه سياحة فنادق من الدرجة الأولي و شواطئ سياحية يحتفظ فيها الإنسان علي جسده بأقل الملابس أو يتخلص منها نهائيا ... مجتمعا يكون للتمثيل و الغناء و الموسيقي و السينما و التلفزيون نشاطا أساسيا فيه .... كيف سيتعايش هذا الإنسان مع آثار حضاراتنا القديمة ... معابد و تماثيل و أهرامات ... كيف سيتعامل هذا الإنسان مع العلاقات الدولية العالمية الحديثة من تداول العملات و تمويل المشروعات و تسويق الإنتاج و إستيراد الإحتياجات ... كيف سيحتمل هذا الإنسان إنشاء مستشفيات ضخمه تقوم علي أحدث الأبحاث العلمية من الأستنساخ و زراعة الأعضاء و العمليات المعقدة بالليزر و الأشعة الذرية و مركبات الأدوية...
و كيف تفرض علي شعب يريد و يسعي لتحقيق هذا كله أن يترك العلم و البحث و الإختراع ... يتركه إلي تجويد القرآن و التبحر في علوم الحديث و السيرة النبوية و سنة رسول الله و إقامة الحدود و دولة الخلافة التي تجعل من غير المسلم ذميا... كيف تفرض علي شعب يسعي لإقامة دولة حديثة أن يخضع لدولة مصادر إنتاجها و إقتصادها قائم علي الرعي و الجهاد و الغنائم و السبي و إمتلاك العبيد و الجواري ... نظام يحكمه خليفة الله علي الأرض يجبي الخراج إلي بيت المال و يوزع الفئ علي المسلمين و يرسل رسائله إلي عظماء الدول المجاورة ... إسلم تسلم ...و إلا ...
و كيف ترضي لمن يريد أن يطبق الإسلام كما يراه و يؤمن به و يري إن دون ذلك الموت أي الشهادة ... و إن أي مجتمع لا يحيا بحسب ما يراه هو من الشرع و الشريعة إنما هو ضلال و كفر بالله و برسوله ... كيف سيستقيم ضميره إذا قبل أن يكون شكل المجتمع و الدولة لا يرضي الله و لا رسوله ... أليس هذا إجحافا بحق هؤلاء ... أليس هذا ظلما علي مجتمع كهذا ... هل هذه ديموقراطية ...
لقد أصبح هذا الموقف اليوم معادلة صعبة ... أي إتجاه فيها هو قهر للإتجاه الآخر ...و خاصة إن عددية المنتمين إلي كل من هذين التيارين متقاربة جدا ... و الدليل نتائج الإنتخابات الأخيرة بين مرسي و شفيق ... بصرف النظر عن نتيجتها فالفارق ضئيل جدا 52% ضد 48% ... يعني الشعب منقسم إلي نصفين تقريبا ... و حتي نتائج الإستفتاء علي الإعلان الدستوري الأول الذي طرحه المجلس العسكري كانت نتيجته حوالي 75% ضد 25% ... أي إن ربع الشعب أصبح يعيش تحت ديكتاتورية ثلاثة أرباعه ... و هذا ظلم مريع و مروع ...
الديموقراطية لا تمس الحرية الشخصية إلا فيم لا يتعدي علي حرية الآخر ... الإسلام لا يؤمن بحرية الآخر في أن يكفر أو لايعبد ... كأن لا يصلي و لا يصوم ... و هذا يُقمع بالمطوعين و هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ...
الديموقراطية هي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه فالرئيس و الموظفين مدنيين أو عسكريين كلهم خدامين لدي الشعب ... إفعل ما بدي لك في الكلام و التصرف بحيث لا تحد و لا تؤذي حرية الآخر في أن يفعل و يتكلم بكل ما بدي له أيضا دون المساس بحريتك ...
الديموقراطية تضمن للإنسان أن يعتقد ما يشاء و أن يمارس عقيدته كيفما شاء ... بحيث لا يؤذي الآخر فيم يعتقده أو يمارسه هذا الآخر ... بل و من واجب كل واحد أن يحافظ علي عقائد و ممارسات الآخر في جو من الحرية التي يحفظ جميع أفرادها و يحترمون حرية بعضهم بعضا ...
الديموقراطية قائمة علي توازن الحياة السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية للشعب الواحد ... إنتخاب رئيس للدولة هو أحد مظاهر ... و ليس كل الديموقراطية ... الرئيس في الديموقراطيات يحفظ و يدير التوازنات الإقتصادية و السياسية للمجتمع وفقا للقوانين التي حددها ممثلوا الشعب ... الدستور في أي مجتمع ديموقراطي يوافق عليه جميع طوائف الشعب بالإجماع لأنه دستور يحفظ الوحدة الوطنبة و يكفل الحرية و العدالة للحميع و ليس لطائفة علي حساب أخري ...
في المجتمع المصري اليوم ... الإسلاميون لا يقبلوا العلمانيين و يريدون أن يفرضوا عليهم الإسلام و دولة الخلافة ... و العلمانيون لا يقبلوا الإسلاميين و يريدون أن يفرضوا عليهم العلمانية و الديموقراطية في صورتها الحديثة .. و الإختيار إذا جاء لمصلحة أيا من الطرفين فهو قتل للطرف الآخر ...
في المستقبل ... ستعيش مصر بنصف مجتمع ... و هو وضع لا تحسد عليه ... و رحم الله الملك مينا موحد القطرين ... أين أحمس الذي سيطرد هكسوس الجزيرة العربية ... فتعود لنا أيام ماعت و نفرتيتي و نفرتاري الجميلة ... أين أيام مصر مصطفي كامل و سعد زغلول ... الدين لله و الوطن للجميع ...
يا قارئي العزيز ... ماذا سنفعل في هذا المأزق ... هل سنظلم المسلمين بدكتاتورية الديموقراطيين ... أم سنقهر الديموقراطيين بثيوقراطية المسلمين ... جواب نهائي؟



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطأ أبوبكر حين قال ... إن محمدا قد مات
- دعوة لفحص مركّبات و مكوّنات الكرسي الرئاسي لجمهورية مصر العر ...
- الشاطر ... أمير المؤمنين ... الخليفة القادم علي إمارة مصر ال ...
- أوّلية التفكير السليم .... تعديل نظام مصر ... إعادة هيكلة ال ...
- محمد حسين يونس ... نقاش العقل و نقاش الروح
- حوار مفتوح مع أستاذنا محمد حسين يونس... توافق الروح و الفكر ...
- فيلم تافه يضرب الكرازة المسيحية
- مصر ... الولايه الأمريكية ال 51 ... ليه لأ؟
- توازنات إنقاذ مصر ... ما بعد الإنتخابات أهم من الإنتخابات
- مصر علي فوهة بركان سواء إنتصر أو إنهزم الإخوان
- رئيس مصر القادم ... راجل بيشتغل عندي مش أنا إللي باشتغل عنده
- شريعة الله المضل خير الماكرين ... من رأي منكم منكرا ...
- إبن الأمريكيه يبدأ في تقسيم البلاد المصريه
- الله المضل خير الماكرين يطالب أتباعه بذبائح بشرية ثمنا لدخول ...
- إن الله إشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة
- المسيح عيسي إبن مريم – رسول الله المضل خير الماكرين – ما قتل ...
- المسيح عيسي إبن مريم - رسول الله المضل خير الماكرين – قصة ول ...
- زياد العليمي يعتذر للحمار و بياع الخضار ... و إبقي خلي المجل ...
- دمعة علي قبر مصر
- الشعب ساكت عليهم ليه ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد أسعد - مصر في وضع لا تحسد عليه ... الإسلاميون علي حق ... و العلمانيون علي حق