أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد طاهر جلالة - ثورة نعم ..ثورة لا !














المزيد.....

ثورة نعم ..ثورة لا !


خالد طاهر جلالة

الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة ليست هدفا و غاية فى حد ذاتها و أنما و سيلة تلجأ لها الشعوب الغاضبة لتعبر عن رغبة دفينة لتغيير تتزايد تدريجيا حتى الغليان نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية وما تنتجه من ضغوط تأثيرات نفسية وثقافية هائلة تنعكس على القوى التى تبحث عن مصالحها المشروعة فى غدا أفضل وهم الشباب بصفة خاصة مع غياب زخم الآمال فى تراكم التجارب و الوعود السياسية لأجيال أخرى شبيهة من الشباب سباقتها للشيخوخة المبكرة و تم نسيانها و دفنها حية بفعل الإهمال وتدهور وظيفة الدولة من خدمة الشعب إلى خدمة الطبقة الحاكمة وجلاديها وحواشيها ومنتفعيها وضياع الفرصة الحقيقة للمواطن فى العمل لإثبات ذاته وضامن حياة كريمة له وحقه فى تكوين اسرة لا يكفلها بالأرباح الناتجة عن الفساد و الرشوة و المحسوبية و الإنتهازية والإحتيال ..ومع غياب العدالة وتحولها إلى الإنتقائية ضد الأكثر ضعفا وسوء ممارسات السلطة الحاكمة والعجز عن تغييرها بالأساليب الديمقراطية نظرا لطبيعتها الشمولية البوليسية الديكتاتورية وما يلازمها عادة من فسادها النخبوي حتى تصل الشعوب إلى نقطة اللاعودة و الانفجار و الإنتفاضة ليس فقط لإزاحة النخبة الحاكمة و أنما لتغيير النظام بأكمله نحو نظام أكثر عدلا وكفاءة و تمثيلا متوازن لمصالح كافة طبقات المجتمع .. وغاية الثورات عموما فى ضمير الوعي العام للشعوب هو أحداث تغيير نحو مستقبل أفضل ..ولاتوجد ثورة فى العالم إنتهت بتغيير وجه الحكام مع بقاء حلته دون تبديل فى بنية و فكر النظام السياسى المورث لصالح أقلية مستبدة جديدة تستعمل ذات الأدوات والمناهج التى كانت تستخدمها السلطة البائدة المورثة بمسميات جديدة ..ومن أشد أخطاء ثورة 25 يناير أنها تركت المجال للإسلام السياسى أن ينفذ إلى الساحة السياسية على مرئ الجميع لينشأ أحزاب دينية بالمخالفة للدستور 71 و الإعلان الدستورى للمجلس العسكرى بل و كل الدساتير مصر (وبالتبعية تم إلغاء هذا النص من الدستور الجديد ؟) والمعروف أن هذه الاحزاب لاتؤمن بالديمقراطية وتدوال السلطة إلا لمرة الواحدة التى تقودهم للسلطة للأبد بل تبطن عداءا دائما ومعلنا و مستترا للحرية و لا تتورع أن تكفر صراحة بالديمقراطية بشكلها الحديث رغم أن الرسول هو أول من تبنى الفكر الديمقراطى فى العالم عندما قال "أمركم شورى بينكم " ورغم أن الرسول قد أطلق أمر الشورى إلى عموم المسلمين فأنهم يتبون فكرة تشاور النخبة منهم على طريقة الرومانية القديمة ولذلك فهناك مجلس شورى الجماعة فقط!؟ ومن كبائر ثورة 25 يناير عدم تطهير القضاء وعدم تفكيك البنية الإعلامية الحكومية حتى لا تتحولان إلى أداة تزييف للحقائق و بطش منظم وممنهج فى يد أى سلطة حاكمة ؟
ولأن الثورات فى العالم لاتنتج ثمارها و أكولها فور إندلاعها و طبيعيا أن تتعرض لإنتكاسات حتى ظن البعض إستبقائيا أن فساد النظام السابق كأن أفضل مما أسفرت عليه الثورة مبدئيا وأن الإستقرار لابد أن يلازمه الفساد كصفة أصيلة دون الإنتظار لظهورنخب جديدة ستتشكل من رحم ثورة الشباب تستطيع أن تعدل مسار الثورة و تقود بوصلة الأمة إلى أمالها و أمانيها بعيدا عن أوهاوم و أحلام الأحزاب الدينية أو الفلولية وثنائية إعلام أموال الفساد و أموال الخليج المسيطرين على الحياة السياسية فى مصر فحكومة ورئاسة التيار الدينى بدلا من تسعى إلى لم الشمل وتوحيد و إستنفار طاقات الأمة فقد تخلت عن وعودها الانتخابية لقوى الثورة التى ساندتها للوصول للسلطة و لم تكتف فقط بذلك بل قامت التيارات الإسلامية بالانفراد بالساحة و إقصاء القوى المناوئة لها و تبدو أنها تمهد لتصفية حرية التعبير و قوى الثورة معا بل ونعت رموز قوى الثورة المعارضة لهم بالعمالة للخارج و التمويل الأجنبى ومحاولة قلب نظام الحكم كمقدمة وتلويح لبداية الترهيب المنظم ؟
فالزمن لا يتوقف و لكن على أى حالة يستمر فالأزمة التى لا تحل مأزقها إلا بمزيد من التخبط السياسى والعشوائية الاقتصادية والقرارت الأمنية والقوانين المسلوقة المفصلة سلفا فأن فاتورة أنقاذها ستكون باهظة التكاليف ماديا وبشريا وأنسانيا وزمنيا ومن هنا فأن الامل فى إنتظار أن تبرز وتتكتل نخبة جديدة بديلة من الشباب الثورة قد عاركت الحياة السياسية و إستفادت وتداركت من أخطائها وتجاربها ونأمل حتى هذه الحين نأمل إلا يداهمنا الوقت فتحل الأزمة نفسها بنفسها وتنفجر فى و جوه كافة جميع اللاعبين على الساحة السياسية لتأخذنا إلى عوالم من المستنقعات لا نعرفها من جراء الغلاء و الإنهيار المستمر لقيمة العملة الوطنية فى ظل الترف الذى يسيطر على النخبة السياسية المنقسمة وحالة الإستقطاب وسيطرة فصيل واحد على السلطة فى مصر فى وقت يبدو أن الأغلبية العظمى من الشعب ستواجه ألوان متعددة من الضغوط الاقتصادية القاتلة فى فترة ستمتد طويلا يدعهما الاحتجاجات و المظاهرات وعدم الاستقرار السياسى والضعف الفظيع فى العدالة والأمن على خلفية مزعجة و مخفية ومرعبة تتنقلها الألسنة و يخشاها الجميع فيتجنبوا التفكير فيها حتى يشعروا برضا عن أنفسهم درئا من واقع طوفان دولارى يشتعل وأشباح تلوح فى الأفق بثورة الجياع !!



#خالد_طاهر_جلالة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الشرطة الفضائية لمكافحة الدعارة؟
- أحمد زويل رجل ب 20 مليار دولار؟!
- ماكثيره مبارك.. قليله ..مرسى وأخوانه!
- حدث ذات مرة فى طرقات المجلس العسكرى؟
- الأف لمن تسول له نفسه.!
- تحقيق ثورة مصر الممنوع من النشر .. نجيب ساويرس الفاسد والقدي ...
- فرح أنجال آل ساويرس لصوص المال العام ؟ تحقيق ممنوع من النشر
- الإنسان مازال قادراً على مقاومة الطغيان
- لمصر. لا. لأمن الدولة!
- متى يعلنون وفاة جوراسيك بارك الديمقراطى!
- إقامة حياة فاسدة سليمة !
- ساويرس ..وكل بغال الرئيس!أول مقال ممنوع فى ظل ثورة 25 يناير ...
- الغابة من شرفة القراصنة
- عربة إسمها العرق
- هيئت لك
- إلى لَيْلِها الْحارِّ
- مؤامرة الديكتاتور المنتخب
- الحاج S.I.D
- - عضو صغير متقاعد -
- شهوة في محكمة شمال


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد طاهر جلالة - ثورة نعم ..ثورة لا !