أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - باسل سليم - في الرد على تركي الربيعو وإشارته إلى ماركس














المزيد.....

في الرد على تركي الربيعو وإشارته إلى ماركس


باسل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتضمن مقال تركي علي الربيعو المنشور في صحيفة (الغد) والمعنون بـ " حق التضحية بالآخر " العبارة التالية " وهذا هو منطق الإبادة الذي حكم حتى تقارير كبار المثقفين الغربيين وأولهم كارل ماركس، الذي دعا في رسالة شهيرة إلى تدمير الهند وإعادة بنائها على غرار الغرب "، وقد جاءت العبارة في سياق استعراض الكاتب لكتاب عن ابادة الهنود الحمر من قبل الاميركيين وكيف ان النظرة الاستعمارية الغربية بمجملها كانت رؤية ناقصة للآخر ومبررة لاستعباده وابادته.

ومن الطبيعي أن تستوقف عبارة مثل العبارة التي اوردها الكاتب انتباه شخص يدّعي الماركسية مثلي وأنا على اطلاع لا بأس به على الادبيات التي كتبها ماركس عن النزعة الاستعمارية الغربية سواء في الهند أو في غيرها من الدول المستعمرة.
ومع تأكيدي لاحترامي الكبير للكاتب وحقه في ابداء الرأي إلا أن الرأي الذي قدمه عن ماركس رأي مغلوط ومناف للمنطق العام الذي كتب فيه ماركس.
فمن المعروف أن كتابات ماركس تعد الاولى من الكتابات التي نبهت الى الطبيعة الوحشية التي تكتنف الاستعمار، وهي من الكتابات التي حللت هذه الطبيعة الاستعمارية المتوحشة. وبالتالي يصبح الادراك العام لما قاله ماركس وفهم منهجه قائدا لاستنتاج بسيط وهو اما ان الكاتب قد قرأ خطأ ما عزاه الى ماركس، أو أن الكاتب نقل حرفيا ما قرأه في كتاب منير العكش دون تدقيق ولا تمحيص.
ومع عدم قدرتي على الاطلاع على كتاب الاستاذ العكش إلا ان المصادر الماركسية المتاحة لي تعينني على الرد على ذلك التضمين لعبارة تنتقص من منهج ماركس وتتقول عليه ما لم يقله .
ولنقدم بعض الاقتباسات من كتاب ماركس الاهم " رأس المال " الجزء الاول في احد الفصول الفرعية التي يتحدث فيها عن منشأ الرأسمال الصناعي ، وماركس يورد في كتابه هذا الكثير من الاقتباسات للتدليل على بشاعة الرأسمالة واستخدامها لكل طريقة ممكنة للقضاء على الشعوب المستعمرة وتحويلها الى أجراء وعبيد .
يقول ماركس " ان اكتشاف مناجم الذهب والفضة في أمريكا، واقتلاع سكانها الأصليين من مواطنهم واستعبادهم ودفنهم أحياء في المناجم، وبدايات غزو ونهب الهند الشرقية، وتحويل إفريقيا إلى ساحة محمية لصيد ذوي البشرة السوداء، ان ذلك كله يميز فجر عهد الإنتاج الرأسمالي. ان هذه العمليات الرغيدة هي العناصر الرئيسية للتراكم الأولي. ثم جاءت في أعقابها، الحرب التجارية التي خاضتها الأمم الأوروبية جاعلة الكرة الأرضية ساحتها" والاستدلال الذي قدمه ماركس والنتيجة التي خلص اليها تتماشى مع ما ذهب اليه كاتب المقال في عرض مقالته من التدليل على بشاعة الرأسمالة وهو عندما يتحدث عن العمليات الرغيدة يتحدث بصورة استهزائية معروفة في كتاباته. ثم يضيف في مكان آخر متحدثا عن الهند خصوصا واعذروني على الاقتباس الطويل فهو مهم " لقد حصلت شركة الهند الشرقية الإنكليزية، كما هو معروف، إلى جانب السلطة السياسية لحكم الهند الشرقية، على الاحتكار المطلق لتجارة الشاي، إضافة إلى احتكار التجارة مع الصين عموماً، واحتكار نقل البضائع من أوروبا واليها. ولكن الملاحة قرب سواحل الهند وبين الجزر، وكذلك التجارة داخل الهند، كانتا احتكاراً مقصوراً على كبار موظفي الشركة. وكان احتكار الملح والأفيون والتامول وغير ذلك من السلع مصدر ثراء لا ينضب. وكان الموظفون ذاتهم يقررون الأسعار، وينهبون الهنود التعساء على هواهم. وكان الحاكم العام يشارك في هذه التجارة الخاصة. وكان المقربون إليه يحظون بالعقود وفق شروط تتيح لهم، خيراً من السيمائيين، ان يصنعوا الذهب من العدم. وكانت ثروات طائلة تنبت كالفطر في نهار واحد، بينما يمضي التراكم الأولي قدماً دون تسليف شلن واحد." ويضيف في مكان آخر كاشفا حقيقة الرأسمالية الانجليزية في الهند " وكانت معاملة السكان الأصليين، بالطبع، افظع ما يكون في المستعمرات الزراعية المكرسة لتجارة التصدير فقط، مثل الهند الغربية، وكذلك في البلد ان الغنية والمكتظة بالسكان، مثل المكسيك والهند الشرقية، التي وقعت في براثن النهب. غير ان الطابع المسيحي للتراكم الأولي تجلى حتى في المستعمرات بالمعنى الدقيق للكلمة. ان بيوريتانيي نيوانكلند، أطهار البروتستانتية الرزينة هؤلاء، قرروا في Assembly (جمعيتهم التشريعية) عام 1703، تقديم مكافأة مقدارها 40 جنيهاً عن سلخ فروة رأس كل هندي احمر، وعن كل أسير من الهنود الحمر، وفي عام 1720 ارتفعت مكافأة فروة الرأس المسلوخة إلى 100 جنيه" .

إن الاقتباسات المقدمة هنا هي غيض من فيض ما قدمه ماركس في مناهضة النزعة الاستعمارية وتحليل اليات عملها واحكام سيطرتها على الشعوب ، وهو تحليل جاء متسقا مع تفكيك ماركس لمنظومة من الاضطهاد البرجوازي التي رضخت تحتها جماهير الفلاحين والعمال في اوروبا .

وإن كان البعض يدعي أن منهج ماركس عانى من نزعة مركزية أوروبية في بعض جوانبه ،فالماركسية نفسها كمنهج شمولي تتضمن أيضا ادراك حدودها وقدرتها على فهم الاخر ، إلا انه نقص في الفهم في منهج ماركس إن وجد لم يتجل في أي مرحلة من المراحل في الدعوة الى استعباد الشعوب او الى هدم الهند واعادة بنائها على غرار غرب كان ماركس أول حاملي معاول هدمه وتقويض افقه التسلطي، سواء داخليا ممثلا في السيطرة على العمال أو خارجيا ممثلا في الاستعمار واخضاع الشعوب الاخرى.



#باسل_سليم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في حوار الماركسيين
- عن الموقف الأردني مما يحدث في العراق
- اسقاط الخرافة الاميركية
- تأميم النقابات وخصخصة الوطن
- الهروب من بيت الأسد
- عراق النار والدم
- حشيش هندي
- مقاربة بشرية حيوانية
- تأملات في كتاب الحريري
- الله أم اللاة ،الاضطهاد معكوسا : في الرد على وجيهة الحويدر
- عن الدين والدين السياسي
- لا تقتلونا باسم الحضارة : تعقيب على تعقيب
- الاستاذ حسقيل قوجمان نموذجا : تعقيب على موقف الشيوعيين من قر ...
- كيف تصبح كاتبا في خمسة أيام
- ليس بالكره وحده يحيا العراق - رسالة عتب إلى حوارنا المتمدن
- حوار سريع مع الموت
- أحزاب و عشائر
- عن الداخلية والنقابات
- ليس بالكره وحده يحيا الانسان
- تبت يدا أبي لهب وتب


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 607
- تحوّل دراماتيكي في مسار حوادث العنف بفرنسا: اليمين المتطرف ف ...
- تركيا: الشرطة توقف خمسة رؤساء بلديات من حزب الشعب الجمهوري ا ...
- اليسار و افساد وعي الجماهير الشعبية بأضاليل  “مناهضة الفساد” ...
- -السوفييت ضحوا بنفسهم لأجل مصر-.. خبير يكشف عن وثائق خفية
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بيان للرأي العا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- مصادر فلسطينية لقناة سعودية: الوسطاء يسارعون لإنجاز التهدئة ...
- س?ره??داني مان?سفير و ?استي توند??و
- خ?ون و ئاواتي ک?م?نار?کان، ئيلهامي دونياي?کي س?شياليستيـي?


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - باسل سليم - في الرد على تركي الربيعو وإشارته إلى ماركس