أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - ومن الحب صار فرحنا














المزيد.....

ومن الحب صار فرحنا


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 19:36
المحور: المجتمع المدني
    


الحرب قذرة، وكلّ من يفكر فيها حلا هو مجنون، وعندما قرأت حكمة تقول: (دائماً ما يتخذ "الكبار" قرار الحرب، ولكن الصغار هم من عليهم خوض الحرب والموت فيها)، تذكرت حكمة أخرى تقول: (عندما يعلن "الأغنياء" الحرب، فإن الفقراء هم الذين يموتون فيها)، وفي المأثورتين لم أفسر كلمتي "الكبار" و"الاغنياء" سوى بمثيري الطائفية من الكتل المتنفذة الذين تحولت أفواه صقورهم وحمائمهم الى طبول تملأ الفضائيات المتناسلة وتدق أبشع النشازات، وفيهم صحيحا قال العالم "ألبرت أنيشتاين" أن (رواد عالم الحرب هم الأشخاص أنفسهم الذين رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية في شبابهم)، وهذه الكلمة البليغة هي قرينة مثلنا الشعبي: (يردس حيل الما شايفها، والشايفها يلف عمامة).
ويظنون، خاب ظنهم، أهل الكتل المتنفذة، أنهم هم الذين طووا أعتم صفحات تأريخنا خلال سنتي 2006 ـ 2007 وينكرون البطل الحقيقي وهو عامل الفرن الذي كان يدفئ أعصابه المنهارة على نارة الخبز والصمون، وهو عامل البلدية الذي كان يدوس وينظف أرصفة العبوات، وهو الشرطي والعسكري اللذان كانا يواجهان بـ "السونار" الفاسد صهاريج الموت اليومي، هو المواطن البسيط الممتلئ بحبّ بيته وجيرانه وحارته وبلدته وبلده، والمقتنع بأن عليه وضع حدّ للطائفية المقيتة قبل أن تضع هي حدّا له، ففي هؤلاء انتصرت ارادة الحياة، وانتصرت في أمهاتنا ـ حمّالات الوجع العريق ـ اللواتي دون أن يعرفن رددن ما قالته شاعرة من وراء البحار: أحلم بيوم يسألني فيه طفلي: أماه، ماذا تعني كلمة حرب؟
وهذا الطفل نفسه شاهدته في لعبة العراق مع البحرين ضمن تصفيات خليجي 21، كان يحمل باقة من الصعادات الزاهية ويقف ـ كآلاف غيره ـ على باب دكان في الكرادة ويطلق مابيده عقب كل هدف في مسلسل الضربات الترجيحية للتأهل الى النهائي، كانت العيون تطبق بصمت رهيب على الشاشات الكبيرة داخل دكاكين الحلاقة والبقالة وفي المقاهي الكثيرة وعلى الارصفة، ولا يقطع الصمت ويحوّل ليل الكرادة الى نهار سوى الاهداف العراقية المتتالية، ولكن الطفل أخرجني من زمن المشاهدة وأحالني الى بعقوبة 2006 ـ 2007.
في ضاحية "شفته" ببعقوبة، احتال الأهالي على أمراء الطوائف وزعماء الحرب، كانوا اذا توفي لهم أحد ويريدون دفنه خارج المدينة ـ حسب الطقوس ـ ، يلجأون الى ما يعجز "ماركيز" عن تخيله في واقعياته السحرية، فخوفا من المسلحين القاطعين لطرق وأوصال المحافظة يدفعون ببعض خواصهم لحفر قبر في مزار "أبو ادريس" القريب من الضاحية الأبية البهية، كي يوهموا المسلحين الغلاظ بأنهم غير دافنين راحلهم خارج القصبة، في وقت يسفّر الجثمان الى البقاع التي يرغبون بحيطة وحذر وكتمان شديد لايعلم به الا الله والراسخون في القربى، انه زمن الرعب الذي ولـّى، ولكن مازال هنالك وهنا مَن يحنّ لعودته، خاب حنينه.
وحتى لايعود الاستبداديون والدكتاتوريون والارهابيون والمسلحون الطائفيون، رأيت طفل الكرادة يصنع الفرح والحياة وبروح جذلانة يطلق صعاداته الملوّنة بكثافة حتى مع صدّ حامي الهدف البحريني لكرة لاعبنا وليد المنفى أحمد ياسين.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي الربيعي.. الطائر الغريب
- 2013 مش حتقدر تغمض عينيك
- وامعتصماه
- فغضّّ الطرف انك لم تقدم استقالتك
- تلويحة في ميناء الانتخابات
- ياحريمة سنينك العشرين
- الحسين برئ منهم
- نسوان ... ونساء
- وقف التموين.. باطل
- طاس الاغلبية وحمّام الحكومة
- الجواهري عام 2012
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - ومن الحب صار فرحنا