أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - وامعتصماه














المزيد.....

وامعتصماه


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 14:35
المحور: المجتمع المدني
    


المعتصم، خليفة عباسي، لقب بـ (المثمن)، لانه ثامن خلفاء بني العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ولان خلافته امتدت لثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة في الثامن عشر من رجب من سنة ثماني عشرة ومائتين للهجرة، وفتح ثمانية فتوح.
تقول إحدى الروايات أنه لما سمع أن امرأة عربية في سوق "عمورية" سُحلت فصاحت: وامعتصماه، أمر بعمامة الغزو واعتمرها ونادى لساعته بالنفير، وانطلق تاركا بغداد والخلافة وكيد ابن أخيه وتهديد "الزط" وخطر "بابك"، ليذهب بجيشه ويحاصر "عمورية" التي يعتز بها كونها مسقط رأس والدته، فاستسلمت بعد دقها بالمجانيق ودخلها على أشلاء ثلاثين ألفا من أهلها، باحثا عن تلك المرأة فلما حضرت، قال لها: هل أجابك المعتصم، قالت: نعم.
وخصّ كبار الشعراء المعركة والمعتصم بقصائد المدح، ومنهم أبو تمام في بائيته الخالدة التي كسر فيها عمود الشعر:

السيف أصدق أنباء من الكتب في حدّه الحدّ بين الجد واللعب

تذكرت "عمورية" وتلك المرأة المظلومة وأنا أشاهد بعيني المجردة وبالفضائيات وباليوتيوب مالايصدق في بلد أوصل الماء ـ قبل آلاف السنوات ـ للجنائن المعلقة ولايستطيع أحفاد بابل الحاكمون أن ينظموا عمل المجاري، في بلد مؤسس لعصبة الامم وجمعية الامم والجامعة العربية ويفتقر مواطنوه لمؤسسة خدمات عصرية، في بلد تفوق ميزانيته مداخيل عشر دول معروفة وتستطيع حكومته أن تشكل قيادة قوات دجلة في اسبوعين ولاتستطيع نصب منظومة صرف مياه خلال عشر سنوات، في بلد تنعدم فيه الخدمات بشكل تام فيتراشق المسؤولون الاتهامات فيما بينهم محاولين تبرئة أنفسهم وكلهم مدانون لانهم ليسوا الاشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة، ومن عمى بصرهم وبصيرتهم صاروا يتهمون السماء بانها هي التي غلطت وارسلت كمية امطار لاتتناسب وحجم شبكة تصريف العاصمة.
مطر يحمل كنية "الخير" دائما وأبدا ولكنه في عراق المحاصصة يؤدي الى مصرع المواطنين في الفضيلية وشارع فلسطين وحي طارق لانهيار منازلهم بالكامل، وتغلق الشوارع، وينتشر بيع الصنارات، حتى ما عاد البغداديون يحلمون بزيارة البندقية.
وبعد أسبوعين من صولة الامطار مازالت الفروع والدرابين تتنفس من تحت الماء، واذا اعتبرنا من المعقول أن نسمع خبرا يقول أن منزلا طينيا تسكنه عائلة معدمة، إنهار بسبب الأمطار فمات تحته أربعة أشقاء بينهم فتاتان عمرهما 18 و12 عاما، فهل من المعقول أن يصل سوء الحال بنا الى أن يخلي الهلال الأحمر قرية كاملة بعد انهيار المنازل فيها بسبب الأمطار، فهذه ليست مأساة بل مهزلة حكومية لايمكن السكوت عليها.
وفي هذا الهول الهائل، سمعنا جميعا أهالينا الغرقى وهم يوجهون الادانات واضحة وصريحة الى المسؤولين، وحتى وجهوا الاتهامات وكالوا الشتائم، ولكن حتى اذا اعتبرنا أن رواية "عمورية" من نسج الخيال، فحتى من خلال هذا الخيال الفسيح لايستطيع ـ اليوم ـ أي أحد أن ينسج رواية ويقول بأن مواطنة واحدة ببغداد وهي تغرق بالامطار قد استنجدت بمسؤول، وصاحت: واحكومتاه،، ولكنها بكل تأكيد بكت وصاحت ونادت بصوت عال: آه من حكومتاه.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فغضّّ الطرف انك لم تقدم استقالتك
- تلويحة في ميناء الانتخابات
- ياحريمة سنينك العشرين
- الحسين برئ منهم
- نسوان ... ونساء
- وقف التموين.. باطل
- طاس الاغلبية وحمّام الحكومة
- الجواهري عام 2012
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل
- ضد الاسلام والديمقراطية والدستور والقضاء
- .. ودمع لا يكفكف يادمشق
- ليلنا ورد وغول


المزيد.....




- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - وامعتصماه