أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - طاس الاغلبية وحمّام الحكومة














المزيد.....

طاس الاغلبية وحمّام الحكومة


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 16:34
المحور: المجتمع المدني
    


خلال الاسبوعين المنصرمين، دعا أكثر من نائب، وأكثر من زعيم، وأكثر من كتلة (وكلهم من طائفة واحدة) الى تشكيل حكومة جديدة تستند الى الاغلبية السياسية، بزعم أن الحكومات "الوطنية" التي حملت ماركات "التوافق" و"الشراكة" و"الوحدة" قد فشلت.
وهكذا، بعد تسع سنوات مهلكات ونيف من سقوط الطاغية، يكتشف ساستنا الفطاحل أن الخطأ والخطيئة في مفردات التوافق والشراكة والوحدة، وان جنّي (الاغلبية) سيخرج من قمقم (المحاصصة) ويحلّ المشاكل والمعضلات والكوارث جميعها، ولن نكون بحاجة الى أربعة مليارات من صندوق النقد ولا الى مليارين من البنك الدولي حتى نغطي عجز ميزانيتنا الفلكية التي أهدرها التوافقيون والشركاء والوحدويون فيما ستأتي الاغلبية الراقية لتهدم النفق المظلم الطويل وتجعل من الضوء الخافت في نهايته ليس سراجا بل تيار كهربائي وهاج كالشمس.
ولكن، حين ننظر الى الامور بعين وطنية صافية، ونركن العصبيات الطائفية والقومية جانبا، سنعرف بأن حكومة (الاغلبية) ماهي الا رقعة لا تمنع السوء الطافح، وماهي الا توابل قد تغشغش انوفنا الخربانة أصلا ولكنها لا تشفع السمكة (الخايسة) برمتها، وما هي الا بنت هوى من بنات أفكار الاخوة الاعداء.
طبعا، وعدم قناعتنا متأت من سبب بسيط جدا، وهو ان نظام المحاصصة الطائفية المقيت غير قادر وغير مؤهل للقضاء على الازمات بل هو نظام منتج للازمات، ولذا فليست فكرة حكومة الاغلبية سوى ازمة جديدة يطرحها أصحاب الازمة أنفسهم، أصحاب النفوذ والكراسي والمال السياسي، أهل الكتل المتنفذة.
وبدورنا نسأل، ترى من هم أهل الاغلبية السياسية؟ ويأتيك الجواب سهلا سريعا، انهم المتحاصصون أنفسهم، هم أنفسهم الذين، بأغلبيتهم وأقليتهم، كانوا ومازالوا سبب الداء الذي نخر وينخر في جسم العراق، ولايغرنك ان اختلفوا فيما بينهم فهم لا يتخاصمون من أجل المواطن أو الوطن بل لمصالح تتلألأ في ثريا الحكم، والان، حتى لو تشكلت الحكومة المزعومة فبعد تشكيلها ستجد مليون عراقي يردد: (يابه طلع نفس الطاس.. ونفس الحمّام)، لان حكومة الاغلبية المحروسة ما هي الا عبارة عن اعادة توزيع للغنائم، وما هي الا فرصة لمكافأة الموالاة ومعاقبة الخوارج، وأيضا ما هي الا محاولة للتخلص من عقدة ان اربيل باتفاقها الشهير قد نصبت الحكومة الحالية.
اننا لسنا بحاجة لارباع وأنصاف الحلول، بل بحاجة لان نعبر الطوائف والقوميات والهويات الفرعية، فوزارة الكهرباء ـ مثلا ـ لاتحتاج وزيرا شيعيا أو سنيا أو مسيحيا أو كرديا كي يتحسن أداؤها بل هي تحتاج مهندسا كهربائيا يتحلى بالكفاءة والنزاهة والاخلاص والوطنية، وهكذا دواليك الصحة والتجارة والداخلية وسواها، لذا فعطار الاغلبية لا يمكن أن يصلح ما أفسده دهر الاستبداد والاحتلال والارهاب والمحاصصة الشنيعة.
يقـــول الــــــراوي:
يــا سادة يــا كرام.. كــان يــا مـا كان.. في قــديم الزمــان.. كان في إحدى المــدن عطار، وكانت تعيـش فيها أيضا إمـرأة تتمتع بمسحة عالية من الجمال، ومــع تقدمهـا فـي الـعمر فـقدت الكـثير مـن جمـالها، وكـان يسكـن فـي جـوار مـنزلها ذلك العطـار، فعـرض عليـها بعـض الأعشـاب التـي تعيـد للأيكات بعضـا ممـا يفقدن، فاستغلها العطار مــاليا دون فــائدة تـذكر، فقـال الشــاعر يصـف هــــذه الحـالة:
وعــجوز تـمنت أن تـــكون صبية
وقــد يبس الجنبان واحدودب الظهر
تــروح الى العطار تبغي شـــبابها
وهـل يصلح العطـار ماافسـد الدهر



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري عام 2012
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل
- ضد الاسلام والديمقراطية والدستور والقضاء
- .. ودمع لا يكفكف يادمشق
- ليلنا ورد وغول
- ملتقى قصيدة النثر في البصرة
- قبر الجواهري لا يقل إدانة عن المقابر الجماعية لنظام صدام
- علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا
- العراق والعرب في ساحة الادب
- .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-
- بعد ألفين !!
- التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج


المزيد.....




- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة لمواصلة عملها الاغاثي
- لبنان يطالب الأمم المتحدة بتجديد ولاية اليونيفيل لمدة عام
- لبنان يطلب رسمياً من الأمم المتحدة تمديد ولاية -اليونيفيل- ل ...
- -حماس- تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في جريمة استهداف منتظري ...
- استدرجهم ثم خنقهم وقطّعهم.. إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصي ...
- البيت الأبيض يوصي بإنهاء تمويل تحقيقات جرائم الحرب
- الأونروا تطالب برفع حصار غزة وآلاف الأطفال يواجهون سوء التغذ ...
- مجزرة جديدة في غزة.. الاحتلال يقتل 19 فلسطينيا في قصف استهدف ...
- اتفاقيات أميركية مع غواتيمالا وهندوراس لترحيل طالبي اللجوء
- إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصيّد ضحاياه عبر -تويتر-


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - طاس الاغلبية وحمّام الحكومة