مكتبة الاسكندرية القديمة وتأسيس العلم الحديث

حسام الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الفصل الثالث
مكتبة الاسكندرية القديمة وتأسيس العلم الحديث
يؤكد دكتور سمير حنا صادق فىكتابه " نشأة العلم فى مكتبة الاسكندرية القديمة " أن بذور النظرة العلمية الصحيحة للعلم قد بدأت فى أيونيا بأمثال طاليس ( 640-546ق.م ) وأناكسمندر (611- 547 ق.م) ان هذه الجذور قدأزهقت إلى حد ما على أيدى أتباع فيثاغورس الذى أدخل الألهة إليها . ولكن هذه الجذوة قد عادت الى الاشتعال وأضائت العالم فى مكتبة الاسكندرية فى الفترة بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن الرابع بعد الميلاد . وبقتل هيباشيا انطفأت جذوة العلم الى أن اشتعلت ثانية على ايدى العلماء والمترجمين المسلمين فىما بين القرن التاسع والقرن الثانى عشر أمثال الكندى والخوارزمى والرازى والفارابى والبيرونى ...الخ هؤلاء العلماء
الفلك
كان اول من وضع مسمارا فى نعش افكار ارسطو عن الكون هو اريستاركوس . فقد اثبت ان الشمس هى مركزالكون وان بقية الكواكب بما فيها الارضتدور حولها ، وكانت هذه الفكرة صادمة للففكر الدينى فى هذا الوقت مما ادى الى رفضها ومحاسبته والرجوع الى فكرة ان الارض مركز الكون لانها مقر للألهة حتى جاء كوبر نيكوس وعاد هذه الفكرة الى الوجود " ان الارض تدور حول الشمس وليس العكس"
ورغم ان هيباركوس قدكان من اهم المهاجمين لنظرية مركزية الشمس والمؤيدين لمركزية الارض ، إلا انه اضاف الكثير إلى العلم .
فقد زعم هيباركوس ان اقرب مدار حول الارض ( مركز الكون ) هو مدار القمر يليه عطارد ، تليه الزهرة ، ثم الشمس ، ثم المريخ ، فالمشترى ، فزحل . وقد صنع خريطة للنجوم تشمل 850 نجما قسم بريقها الى ست درجات مازالت تستعمل حتى الأن . وكان من اعماله العبقرية استعماله المقارنة بين درجة خسوف القمر فى اسوان بمقارنتها بمثيلتها فى الاسكندرية لحساب المسافة بين الشمس والقمر .
كذلك اثار بطليموس فى هذا المجال خاصة كتابه " الماجستى ".
التطبيقات التكنولوجية للعلم
فقد قدمت المكتبة العديد من الاختراعات التكنولوجية منها بريمة أرشميدس " الطنبور" الذى مازال يستعمل حتى الأن .
كما قدم هيرون آلات إطفاء الحرائق وآلات تستعمل النقودفى تحريكها ، بل وأهم اختراعاته هى آلات تعمل بالبخار ، وقدمت هيباشيا الاسترلاب وجهازا مدرجا من النحاس لقياس الكثافة النوعية .
فى الرياضيات والهندسة
وضع اقليدس فى كتابه عن " الاوليات " اسس علم الرياضة والهندسة والمنطقالرياضى ، وقد استمر تدريس هذه الاسس التى وضعها اقليدس حتى القرن العشرين كما اضاف ارشميدس الكثير الى التكامل الرياضى ووضع اسس التفاضل كما وضع قانون العلاقة بين الكرة والاسطوانة المحيطة بها وقاعدة قياس مساحة سطح الكرة . كما وضع ارشميدس قانون الاجسام الطافية والغارقة والذى يقول بان الفرق بين وزن جسم فى الماء ووزنه فى الهواء يعادل وزن الماء المزاح ، ولما كان وزن الماء يعادل حجمه فانه بذلك قد استطاع ان يحدد حجم الاجسام بوزنها فى الماء والهواء ، وبهذا أمكن تحديد الكثافة النوعية للأشياء وأولها تاج الملك هيرون الذى كلفه بتحديد نسبة الفضة فيه ، كذلك درس ارشميدس الروافع ووضع قوانينها .
كذلك وضع ايراتوسثينوس ما يطلق عليه "غربال ايراتوسثينوس " والذى مازال يستخدم حتى الان لتحديد الارقام الاولية .وكذلكاستطاع ابولونيوس من وضع اسس دراسة قطاعات المخروطات وادخل تعبيرات هامة مازالت تستخدم حتى الان ومنها " القطع المكافئ " و " القطع الناقص " و " القطع الزائد " .
وقد قدمت هذه الدراسات خدمات جليلة للعلوم المختلفة لعل اهمها تمكين كبلر من تحديدمسارات الكواكب والتخلص من أثار أفكار ارسطو وافلاطون عن المسارات الدائرية ووضع قوانين كبلر الثلاثة لهذه الحركة وهى القواعد التى ارسلت على اساسها رحلات الفضاء الحديثة .
فى الجغرافيا
لم يكتف اراتوسثينوس باثبات كروية الارض ، بل وقاس محيطها بفكرة عبقرية لم يستعمل فيها سوى عصا ومقياس للزوايا ومقياس للمسافة . وكانت نسبة الخطأ فى قياساته لا تتعدى 1% .وبهذه الاكتشافات تغيرت خرائط الارض واصبحت ترسم على شكل كرة . وافترض ايراتوسثينوس امكانية الوصول الى الهند من ايبريا ونحن نعلم الان صحة افتراضه .
كما رسم هيباركوس خطوط الطول ودوائر العرض على الكرة الارضية وقسمها الى 360 درجة مازالت معروفة بها حتى الان كما وضع ايضا اسس علم حساب المثلثات الكروى . واضاف بطليموس العديد من التفاصيل الى جغرافية الارض وكانت هذه المعلومات اساس رحلات البحارة العظام امثال كولومبوس وماجلان وكان الفضل فى ذلك لوجود " الماجستى " الذى ترجمه العرب .
فى الطب
قام هيروفيليس بوضع القواعد العلمية للعلوم الطبية واثبت ان المخ وليس الكبد او القلب هو مقر العواطف والمشاعر ووصف الاثنى عشر واعطاها اسمها . ووصف البروستاتا كما وصف اجزاء من المخ واعطاها اسماءها التى مازالت معروفة باسمه حتى الان علاوة على ذلك فقد وضع هيروفيليس اسس علم امراض النساء ووصف الدورة الشهرية بانها ليست مرضا بل حالة طبيعية ، وقال بان المرأة ليست مخلوقا ناقصا بل هى مشابهة تماما للرجل . ووصف طبيعة النبض وقاس سرعته باستعمال ساعة مائية . كما جمع كتب ابوقراط وكتب ثمانية كتب مبنية على دراسته الشخصية ايام حكم بطليموس الاول وبطليموس الثانى .
كما يعتبره المؤرخون مؤسس علم التشريح . وجاء بعده ارازستراتوس واصفا الجهاز العصبى وقسمه الى اعصاب مختصة بالحركة واخرى مختصة بالاحساس وكان يعتقد ان الاعصاب تحتوى فى داخلها على سائل يقوم بالوظائف المطلوبة .
كما وصف لسان المزمار وصمامات القلب وصفا دقيقا واعطى احدها الاسم المعروف بها حتى الان
وكان من بين من اسهموا فى تاسيس علم الطب فى المكتبة حتى يومنا هذا جالينوس باسهامه فى علم التشريح ووصفه لاعصاب الجمجمة كذلك اثبت بدراسته ان احد الاعصاب هو المسؤل عن الاصوات كما اثبت ان الشرايين تحتوى على دم وكان المفروض خلال الاربعمائة سنة السابقة انها تحتوى على هواء . كما وضع جالينوس اسس علم وظائف الاعضاء التجريبى وسيطرت كتاباته على العلوم الطبية على مدى 1400 عام .
التاريخ
كان اول كتاب تاريخ يخلو من الخرافات كتاب ايراتوسثينوس وذلك عن تاريخ اليونان منذ حرب طروادة حتى الاسكندر الاكبر . وقام بابوس حوالى عام 320 ق.م بكتابة كتابه الشهير " المؤتمر " مؤرخا للمكتبة وسجل فيه كتب اقليدس وابولونيوس وهيروفيليس وايراتوسثينوس وغيرهم
اللغويات
كان ديونيسيوس اول من وضع قواعد علم اللغويات بوصفه لتكوين الجمل ودراسته عن الصوتيات ، تلك الدراسات التى اخذ بها الرومان واستعملت بعد ذلك فى دراسة اللهجات الاوروبية .
ملحوظة
من كتاب " المعرفة كانت هنا - مكتبة الاسكندرية القديمو "
حسام الحداد

#حسام_الحداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات