أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - دَبّة صوت














المزيد.....

دَبّة صوت


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دَبّة صوت

جواد بولس

يوم الثلاثاء القادم يوم قرار وحسم. يوم سيكون له أثر جسيم على مستقبلنا، نحن العرب، في إسرائيل.المصلحة العليا للجماهير العربية تستدعي مشاركتنا في الانتخابات، أمّا المحاسبة فلتكن بعد "يوم الدين".
تصويتنا واجب وأصواتنا يجب أن تمنح لمن سيخدم مصالحنا القومية وحقوقنا المدنية. فشعار "هيّا إلى التصويت" لا يكفي ومن شأنه أن يبرّر للمنزلقين في أحضان أحزاب كانت وما زالت مسؤولة عن قمعنا ومآسينا،استدفاءهم في تلك الأحضان المرفوضة. كما أنني لا أوقف الشعار، كما رفعه بعض القادة والدعاة العرب،بأن "صوّتوا للأحزاب العربية"، هكذا بالتعميم والإبهام. فأولًا، هنالك أحزاب عربية لا أدعو للتصويت لها لأنّها ستكون محارق لأصوات عربية ثمينة، وثانيًا، يُشتمّ من هذه الدعوة استثناء للجبهة الديمقراطية لأنّها حزب مبني على شراكة عربية يهودية.لعرب كثيرين، سيكون التصويت للنائب دوف حنين أصح وأسلم سياسيًا من التصويت لنوّاب عرب عروبتهم كعروبة "كامل أمين ثابت" أو"موسى شرتوك"، ولكثيرين يكون التصويت للجبهة، العربية اليهودية، هو الخيار الأفضل في دولة أكثريّتها يهودية،عنها لن ننزح وفيها لن نبقى على الهامش، رعايا في بلاط سلطان جائر.
تاريخنا، وكنّا أكثرية صاحبة العهدة وجغرافيا الوطن، أكبر دليل وأهم معلّم.ولأننا لم نصغ لهمس الحجارة ولتراتيل التاريخ أمسينا لقطاء جغرافيا.
أكتب مقالتي هذه وقد عدتُ لتوّي من رامالله، حيث شاركت في لقاء عقد في ظل "درويش" الذي حاصرته الجغرافيا فجنّ منها، وآثر المنفى وحضن القصيدة. هو الذي ذهب وعاد،عاد وذهب وأعلن أنّه لم يخرج الا مجازًا ولم يعد إلا مجازًا. هناك حيث يرقد مع فراشاته والخشف، على تلة تطلُّ على بقايا قدس وحلم التقيت وبعض الأحياء من أحبّاء وأغراب.
لا أعرف إن كان اختيار موقع حديقة البروة وصرح "درويش" في رامالله، محض صدفة أو عن انتقاء متعمّد ومقصود لإقامة حفل توقيع كتاب "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا" لمؤلّفه السياسي الإعلامي الصديق نبيل عمرو.
رامالله في هذه الأمسيات ملفوفة ببرودة أنثى سئمت كذب الرجال.إليها وصلت في الموعد المحدد، عتمة غير محكمة، سيّارات تصطف على جنبات شوارع خجلى وتقذف مدعوّي صاحب الحفل، يعتلون الدرج بتأن وحذر أن تلامس نعالهم الأرض خشية إزعاج الفراش الذي لا تراه يحوم في الفضاء، لكنك تحسّ أثره رعشات لذة فريدة واخزة.
"حديقة البروة"، صرح وشاهد ووفاء. إشراقة أطاحت بالخسارة وهيّأت للذكرى مساكب وجع وأزهار. إنّه المكان الأنسب كي يقف من جاءنا أكثر من شاهد على تاريخ الجرح ليروي بحرفة أديب لواعج السياسي وليترك، بمهارة مَن ألِف مِن الرصاص أكثر من أزيزه، حيّزًا لكل لبيب أن يختار برّه ومرساة تثبّته.
"حديقة البروة" كانت أرض ميعادنا، وكانت أكثر الأماكن مناسبة لأتيقّن أنّ الحكمة كانت كما عاشها النبيل وقبله محمود في الجغرافيا، لا سيّما عندما تكتب هي، إن جنّت، تاريخًا أو تمحوه.
قرأت الكتاب دفعة واحدة. شربته كما لو كنت أتجرّع دواءً يعيد لي من المواضي خانات قتلت خلاياها. أحسست وكأنّني تلقيت بعض "النقرات" على صدغي فاستعادت التفاصيل أمكنتها وتشكّلت بترتيب دقيق ومتناسق. شعرت بحزن شديد وذهبت كي يكون المؤلف أمامي فأعوّضه بحفنتين من ابتسامة وهمستين: شكرًا لأنك كتبت وشكرًا لأنّك لم تجن.
كم كنت أتمنى لو أستطيع أن أحبّب أو أفرض على كل فلسطيني/ة قراءة الكتاب،لا سيّما قبل يوم الانتخابات لكنيست إسرائيل. سأعود للكتاب لأهمية ما جاء فيه من وقائع وشهادات،لكنني واثق أن قراءة أوّلية لتفاصيل الحوادث المفصلية، كما شاهدها بأم عينه وسمعها في لحظات حدوثها، من شأنها أن تجلو كثيرًا من غبار التاريخ الذي غطّى أغلفة الحقيقة والواقع.
تاريخ فلسطين جرح، كلّما ضمّدته حكمة وظروف، نكأته غفوة، مؤامرة وظروف. ياسر عرفات، الذي رافقه نبيل عمرو، أصاب وأخطأ وفي الحالتين كان قائدًا لشعب ورمزًا لقضية. كان كبيرًا ولأنّه كبير كانت انتصاراته كبيرة وكذلك خساراته. كان ياسر عرفات ساحرًا في اجتراح الشعار، لكنّه حاول أن لا يكون الشعار أبعد من حلم جميل كي لا يصير في الصباح كابوسًا ودمًا.
قناديل نبيل عمرو، زيتها تجربة مريرة، تنير عتمة درب وترشد من ما زال يلهث وراء سراب ويرقص مذبوحًا وليس من طرب. إنها تروي عن حالة من راهن واستكان لدفء "بعث" واكتوى مرةً"بنار" دجلة ومرّات من "بردى".وعن من تعلّق بالنجمة الحمراء فكسب إلى حين هوت النجوم، ذات ظهر، وتبدّلت أحوال.ما كان في الجيب صيدًا مؤكّدًا صار "كرتًا" على طاولات الدبلوماسية والمصالح الدولية رهينة أو عجينة أو ضحيّة. إنّه مقلمة ملأى بمساطر جديدة،أقلام ملوّنة، بيكار، ممحاة، مقص، مبراة ورزمة من ورق أبيض ومناديل للدموع.
لم نُهزم بعد، قال نبيل، وشاهُدنا،نحن، بقاؤنا في الجغرافيا. لم تنته قضيتنا بعدُ، ورهاننا على حكمة بنّائينا، أولئك الذين سبقوا ياسر وخبروا أن التاريخ سدى إن لم يخطَّ على أرض وجغرافيا. مسيرتنا متعثرة، قال، ونحن،هنا،كنّاوما زلنا عثرة في وجه من يحاول اغتصاب الجغرافيا.
هناك على تلك التلة الرابضة جاء الصوت وقال: هنا أولًا وهنا آخرًا، هكذا علّمنا الجنون وعلّمتنا الجغرافيا، ففي البدء "خلق الله السماوات والأرض"، من أجلها سأدبّ صوتي ومن أجل بقائنا عليها أولًا وفيها عندما يحين ميعاد وقدر.

[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات في اسرائيل
- تحطِّمُنا الأيامُ حتّى كأنّنا....
- عندما يكون العدل ورطة
- أما في الأرض من لبيب
- صوت صارخ في الصندوق
- تقاسيم على صبا تشرين
- شرعية على صفيح ساخن
- الضياع في غزة
- هل سنحبك يومًا أمريكا؟
- ونجّنا من الشرير
- في وحدتكم ضعفنا
- خسارتنا أمام -البارسا-
- عندما تصير أمريكا ملاذًا
- الزهايمر ... نسخة فلسطين
- سعاد
- الشيخ والمحكمة
- لا تطفئوا اللهب
- تساريح
- كل -لينش- ونحن سالمون
- نساء على المريخ ودرّاجة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - دَبّة صوت