أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - تحطِّمُنا الأيامُ حتّى كأنّنا....














المزيد.....

تحطِّمُنا الأيامُ حتّى كأنّنا....


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقرأ ونسمع آراء مختلفة في مسألة نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست القادمة. لا أعتقد، كما كتبت في الماضي القريب، أنّنا سننجو من مضاعفات العنصرية المستفحلة في أوساط الأكثرية اليهودية عن طريق زيادة تمثيلنا كعرب في الدولة ببضعة نوّاب جدد، لا سيّما وأن بعض الأسماء التي كانت ستفوز هي من هواة لعبة الكراسي، وبعضها غير معروف على مستوى جماهيري ولا يشكّل قوة جذب لأصوات فقدت أوتارها "الدوزان".
لن أكون متشائلًا وأنعي مع مَن نعى قيادات أحزابنا وحركاتنا السياسية، ولو من باب إيمان أن التشاؤل، في معظم الأحيان، هو عمليًا كسل العقل وتعطيل للتفكير. ولن أنضمَّ إلى من تمنّى أن يعاقِبَ المصوّتون قيادات العرب ليفهموهم كيف تُرفع القادة على الكتف، فلم أكن ولست ممّن أحبّوا شمشون ولا آمنوا به جبّارًا وقد كان عاشقًا "دليلًا" لا أكثر.
بعيدًا عن الأكاديمية الحذرة، وبمباشرة واضحة سأكتب، وكي لا أفتح بابًا لشيطان يتربّص، ولا كوّة لهتَّافٍ محترف، أؤكد أن سياسات قادة إسرائيل، على مرّ العقود، وقمعهم وتآمرهم على حقوقنا ووجودنا كأصحاب حق، كانت وما زالت سببًا رئيسيًا لحالات الترهيب والترغيب والتفليس والتعمير والتيئيس والتنفيش والتحشيش والتطفيش، فمنذ أن صار"لأم ستيتشنبيت" تمنّينا لو لم تعرف العبرية لا شين ولا بيت!
وبعد هذا الإعلان المدوي أكتب عن ما يهمّني، عن بيتي، خابة زيتي، مغرفتي، قنديلي وحاء الحق في حلقي. فنحن قومٌ يقتلنا التعميم ونغرق في "طشت". معظم من كتب تحدّث عن النواب العرب كرزمةٍ واحدة وعن الأحزاب كشلّة صوف.
القضية ليست بمهنية مثلوبة وحسب، ولا بتماثل هذا التوصيف مع ما يقوله معظم ساسة إسرائيل في تعرّضهم التحريضي للعرب وقادتهم كخلية واحدة، بل بما يزرعه هذا الادّعاء من تصوّر خاطئ يؤدي بالمتلقي/الناخب إلى استنتاج سطحي بدائي مفاده: ما داموا سواسية في الفشل والكذب والأداء ليذهبوا إلى غابة المطر ونحن في خيمتنا وبين عشيرتنا وعلى رأس وظيفتنا. لسنا شركاءكم. قلنا ونكرر: في التعميم نقمة.
بالمقابل لقد قلنا في التميّز نعمة. لسنوات ضاع قادة، تماهت الفوارق بين الأحزاب العربية والحركات الفاعلة فبرزت الحركة الإسلامية كطريق واضح المعالم ليّن الملامس، بينما تهافت الآخرون كسرب وراء "إخواننا العرب"، وعند البعض كان ذلك كتهافت الفلاسفة ومصالحهم، وعند الآخرين عن ضيق رؤيا وضعف نظر.
كانت تلك الحقبة السورية ثم تلتها وما زالت الحقبة القطرية. لقد أعمت هذه الحقبة أعين المشاهدين وخلقت حقولًا مغناطيسية مزيّفة أدّت بكثيرين إلى تسخيف الروابط الحياتية بإسرائيل ومؤسساتها. إسرائيل شجّعت هذه النزعة من جهة واستثمرتها كوقود يشعل محركات التحريض على العرب. إسرائيل تعرف أنّ لا قيمة حقيقية لهذه النزعات، ولا رصيد لها، وهي بمثابة شيكات وهمية (باستثناء لبعض "القادة" الذين استفادوا وأقرباءهم)، وإسرائيل تعرف كذلك أن المواطن ينزع في مثل هذه الحالات إلى عكس ما يوحيه الشعار والحناجر، يسعى إلى ربط مصيره الفردي ومصلحته مباشرة مع الدولة ومن خلال علاقات غير صحية أحيانًا. الخاسر من هذه الحقبة كان بلا شك جماهيرنا العربية، كان قادة الجبهة الديمقراطية المسؤولين عن هذا التماهي لكنّهم – ولو بعد حين - عادوا وانتبهوا لهذا الخلل وأعادوا الفأس إلى أرضها فعاد للتميّز معنى ونعمة.
لا سياسة من دون مداهنة ورياء وكذب. القضية تبقى بالنسبة والتناسب ومتى تصبح هذه عدوة للمصلحة العامة وخطرًا على مصير المجتمع. قادتنا امتهنوا، وبعضهم ما زال، مداهنة المتزمّتين الطائفيين الذين يدّعون ويعملون ويجاهرون بمواقفهم التي من شأنها أن تمزّق أنسجة مجتمعاتنا وتشظي لحمها ولحمتها. احترام الأديان واجب، واحترام المتديّنين الصادقين أوجب، شريطة أن يحترم هؤلاء من يختلف معهم.كل العرب كفرة، يقول العنصري اليهودي. وكل اليهود كفرة هو لسان العنصري العربي. قائد حق يصرخ بصوت واحد بوجه كليهما. عندما يغيب الموقف الصحيح باسم السياسة والديبلوماسية وصندوق الانتخابات. لن يسلم مجتمعنا، فهو كالجسد إمّا أن يكون نظيفًا سليمًا وإما أن يتساقط خليّة وراء خلية.
الانتهازية رفيقة العمل السياسي، شريطة أن لا تكون هي الحرفة والسياسة مطيّتها. ما واكب عملية تركيب القوائم الحزبية كان غيرمبرَّر بشروط المهنة. مناورات النائب طلب الصانع أساءت للناخبين،كذلك انضمام السيد محمد حسن كنعان للموحدة، يسيء للناخبين تهكم التجمعيين على "وطنية" السيد محمد حسن كنعان، فالناخب يستاء من أجواء السوق التي سادت ومن وطنية مضمونة دائمة ما دُمتَ معنا وإن رحلتَ فأنت مذمومٌ وساقط.
غيض من فيض، عن هذه وعن أخرى سأتبع في مقالي القادم. كلّها ممارسات نحن العرب مسؤولون عن إنتاجها. كلٌها أدّت، وتؤدي تراكميًا، إلى شعور بالعدمية وانعدام الجدوى. فقدان الثقة والضياع، يحتقروننا فلماذا نحترمهم. هناك من يصنّع وهناك من يتربّص وينمّي ذلك الشعور ويدفع الناخبين الى أحضان الأسهل، إلى حضن الوعد الذي قد لا يفيد في الدنيا، ولكن لا يقلق ولا يذل. مجتمعنا مظلوم وفقير وكادح، مجتمعنا مريض فوصفوا له ما وصفوه عندما مرض صاحبنا أبو العلاء، فرّوجًا ليأكله ويبرأ فقال مخاطبًا الفرّوج، حكيمًا هازئا، "استضعفوكَ فوصفوك هلّا وصفوا شبل الأسد؟"، وأنشد: "تحطّمنا الأيام حتى كآنّنا...."...
(يتبع)



#جواد_بولس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون العدل ورطة
- أما في الأرض من لبيب
- صوت صارخ في الصندوق
- تقاسيم على صبا تشرين
- شرعية على صفيح ساخن
- الضياع في غزة
- هل سنحبك يومًا أمريكا؟
- ونجّنا من الشرير
- في وحدتكم ضعفنا
- خسارتنا أمام -البارسا-
- عندما تصير أمريكا ملاذًا
- الزهايمر ... نسخة فلسطين
- سعاد
- الشيخ والمحكمة
- لا تطفئوا اللهب
- تساريح
- كل -لينش- ونحن سالمون
- نساء على المريخ ودرّاجة
- ما زالت السفارة في العمارة
- بين برلمانَيْن: كن واقعيًا واطلب المستحيل


المزيد.....




- مصدر لـCNN: إدارة ترامب تعلق مؤقتا العقوبات على الوفد المصاح ...
- -ألقى شطيرة على ضابط-.. القبض على رجل هاجم رجال الشرطة في وا ...
- قبيل قمة ألاسكا.. مصادر تكشف لـCNN أسباب -غضب- ترامب تجاه بو ...
- أنقرة ودمشق تحذران إسرائيل من زعزعة استقرار سوريا وإثارة الف ...
- كوريا الشمالية ترفض مبادرات جارتها الجنوبية وتستبعد الحوار م ...
- المغرب: تأجيل جلسة محاكمة الناشطة ابتسام لشكر بتهمة -الإساءة ...
- العاصفة -بودول- تعطل خدمات البر الرئيس للصين
- لمواجهة رسوم ترامب الجمركية.. البرازيل تطلق خطة -السيادة-
- نتنياهو يكشف أهداف إسرائيل -النهائية- في -حرب غزة- ضد حماس
- شقيقة الزعيم كيم تنفي إزالة مكبرات الصوت المناهضة لسول


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - تحطِّمُنا الأيامُ حتّى كأنّنا....