أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلامة كيلة - منزلقات الأصولية














المزيد.....

منزلقات الأصولية


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1145 - 2005 / 3 / 23 - 13:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عملية إنتحارية في الحلّة أودت بأكثر من مائة مواطن عراقي. العملية جرت في مكان لا وجود لقوّات الإحتلال الأميركي فيه، و لا للجيش أو الشرطة. و لقد كان مغلقاً ليومٍ سبق العملية، لأنه سوق تجاري. لهذا خرج آلاف المواطنين بعد العملية في مظاهرة إتهمت الحكومة و قوّات الإحتلال بتدبيرها.
لكن المفاجأة كانت حينما أعلن في عمّان عن " إستشهادي " قام بالعملية بإسم تنظيم أبو مصعب الزرقاوي.
هذه الصورة باتت تتكرّر في العراق، ليبدو أن كل عمل إنتحاريّ يودي بمواطنين عراقيين هو من صنع " جهاديّ عربي "، خصوصاً بعدما أصبحت هذه العمليات تجري ضد الشيعة لكونهم شيعة فقط ، أي أنها تجري ليس ضد حزب أو جهة مرتبطة بقوّات الإحتلال، و في سياق ينطلق من أساس طائفيّ، و في " معركة " قديمة إستندت غالباً على فتوى إبن تيمية. بمعنى أن " الحرب " هنا تطال المواطنين و ليس قوّات الإحتلال، و تستند في الغالب إلى دافع طائفيّ، رغم أن عنوان المعركة هو مقاومة المحتلين. و تؤدي إلى فوضى تخيف المواطنين أنفسهم، و تمنعهم من التعبير عن إحتجاجاتهم و رفضهم الإحتلال.
و هذه الصورة تشي بما هو خطر، حيث يوضع الجهاديون العرب في إطار سياسة ( رغم أنها منافية للسياسة ) تعزّز منطق التدمير و التفكيك الطائفي و إرهاب المواطنين. و مَن يدقّق في طبيعة عمل المقاومة العراقية يلاحظ البعد عن المنحى الطائفي، و التركيز على قوّات الإحتلال. ليوضع " المجاهدون " العرب بالتالي في خدمة مشروع طائفي تدميريّ و ليس في سياق الحرب ضد الإحتلال، خصوصاً و أن الميل الطائفي العراقي مستبعد.
لماذا يؤدي كل هذا الحماس للموت إلى هذه النهاية؟
لا أتحدث عن " مؤامرة " رغم إحتمالية ذلك، لكن أشير إلى الوعي السياسية، أو الأدق اللاوعي السياسي، الذي يقود إلى غياب الوعي بطبيعة الصراع، و من ثَمّ الإنزلاق إلى نشاط يعاكس الهدف الأساسيّ. حيث أن تحويل طبيعة الحرب إلى حرب دينية يقود ليس إلى مقاومة الإحتلال، بل إلى فتح معركة طائفية تقود إلى التحالف مع الإحتلال كما كان الأمر في أفغانستان، تحت شعار " الإيمان ضد الإلحاد ". و بالتالي تضيع كل معالم الصراع، و يدمّر العراق ، و يحقّق الإحتلال أغراضه.
إن التعامل مع السياسة كفتاوى فقهية يعيد إنتاج الصراع القديم، الذي بات من الماضي و بات معيقاً للتطوّر، و مدمّراً. حيث على ضوء فتوى لإبن تيمية تخاض حرب راهنة، رغم أن كل المعطيات قد إختلفت، و أن المشكلات الراهنة تفترض رؤية جديدة. فالحرب ضد الدولة الأميركية لا ينبع من كونها مسيحية ( في بعيدة عن ذلك ) بل من كونها تنهب العالم و تسيطر على مصيره، و تحتل و تمنع الأمم من أن تتطوّر. لكن النظر الأصولي لا يرى سوى " مسيحيّتها " ، و على أساس ذلك تحالف معها في الحرب ضد " الإلحاد " السوفييتي ( و أكثر من ذلك ) تحت شعار تحالف الإيمان ضد الكفر.
إن تخلّف الوعي السياسي و سطوة الفتوى يقودان إلى عكس ما تريد المقاومة العراقية، و يشوّهان القتال ضد الإحتلال.
السياسة كفتاوى فقهية تقود إلى عكس السياسة. لهذا إذا كان من الضروري إخراج الدين من السياسة، فإن تنظيم المقاومة يحتاج إلى رؤية سياسية بإمتياز.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح ليس ضرورة
- الى الأستاذ حسقيل قوجمان
- نداء إلى كل الماركسيين في الوطن العربي
- غيبوبة السياسة السورية
- بوش في أوروبا، هل يمكن تحقيق التوافق؟
- طبيعة المقاومة العراقية
- الماركسيون و الليبرالية، حول أوهام نقد الليبرالية
- بصدد الماركسية، حول الأيديولوجيا و التنظيم
- الجغرافيا السياسية للمشرق العربي بعد إحتلال العراق، ما يمكن ...
- عفوية الجماهير و دور الحركة الثورية في الوطن العربي
- في مواجهة إقتصاد السوق
- بعد عرفات، إحتمالات قاتمة؟
- ثورة اكتوبر ، محاولة للتفكير
- ما هي الماركسية؟
- الماركسية و الاشتراكية و حرية الانتقاد
- ممكنات تجاوز الرأسمالية عودة الى ماركس
- مأزق الحركة الشيوعية العربية ملاحظات حول عوامل الإضمحلال
- مشكلات اليسار في الوطن العربي - ما العمل؟
- مشكلات مفهوم المجتمع المدني
- حول الموضوعات من أجل نقاش هادئ لمنهجية و لرؤية - مناقشة لموض ...


المزيد.....




- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تصيب أهدافا في تل ابيب وحيف ...
- -مغامرة- ترامب بقصف إيران تهدد بصراع طويل الأمد في الشرق الأ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوض ...
- إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أك ...
- ماذا نعرف عن الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية؟
- واشنطن -تدمر- مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد
- عباس عراقجي: الشعب الأيراني لن يساوم على استقلاله وسيادته
- ما خيارات الرد المتاحة أمام إيران وهل ستعود للمفاوضات؟
- كيف تسلل الموساد لمفاصل الدولة في إيران؟
- تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلامة كيلة - منزلقات الأصولية