أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - العراق من دولة المؤسسات الى دولة اللجان التحقيقية !!!!














المزيد.....

العراق من دولة المؤسسات الى دولة اللجان التحقيقية !!!!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق من دولة المؤسسات الى دولة اللًجان التحقيقية !!!!
بعد أربعة عقود من إختصار مؤسسات الدولة في العراق بشخص الدكتاتور , صمم المحتل منهج المحاصصة بديلاً سياسياً متخلفاً لتكريس الفوضى الضامنه لأجنداته المخفية المتقاطعة مع المعلن في ترسانته الاعلامية وجيوبها العراقية والمحلية السانده .
في النصف الاول من عقد التغيير كانت المواجهات, دموية شرسة , بين قوات الاحتلال بوصفها المسؤولة عن إدارة البلاد بكل تفاصيلها وخاصة الملف الامني وبين المناوئين للتغيير في العراق بشكل عام والمختلفين مع الامريكيين بشكل خاص , وهؤلاء يشكلون توليفة شديدة التناقض من البعثيين الذين اٌسقط نظامهم الى تنظيم القاعدة ودول الجوارالتي مدت أذرعها من خلال التنظيمات السياسية التي أمتلأت بها الساحة العراقية, وكان الأشد خطورة فيها هو الشحن الطائفي الذي انفلت عقاله بعد تفجيرات سامراء التي نٌفذت بتخطيط شيطاني لاشعال حربِ طائفية شعواء كمدخل لابد منه لتقسيم العراق , وكان وقود المواجهات هو الشعب العراقي الذي فقد مئات الالاف من أبنائه في حروب الدكتاتور في القرن الماضي وأردفها بقوافل مستمرة منهم كأثمانِ باهضة لصراعات السياسيين الذين أعقبوا الدكتاتور, مقابل بضعة آلاف من القوات الاجنبية , ممايفسر الكثير من الشكوك حول دورها في ادارة جانب كبير من تفاصيل الصراع وأدواته,وليس أدل على ذلك هو التغيير الذي حصل على المشهد العراقي قي السنوات اللاحقة حيث انحسرت المواجهات الدموية بنسبِ كبيرة لاسبابِ تتعلق أهمها بالمصالح الامريكية وهي أولاًالإنتخابات الرئاسية التي كان الشعار الأبرز لاوباما فيها هو سحب القوات الأمريكية من العراق دون تعريض مشروع التغيير الذي قادته أمريكا الى الفشل , وهذا يفرض على الامريكيين تفاهماً مع إيران التي نجحت الى حدِكبير في إدارة الصراع حول ملفها النووي وهو السبب الثاني الذي تضمًن شرطاً إيرانياً بتحمل أمريكا مسؤولية ضبط الطرف المقابل في الصراع العراقي المتمثل بالأنظمة العربية وفي مقدمتها قطر والسعودية , أما ثالث أهم الأسباب فهو الاوضاع في سوريا التي فرضت واقعاً مختلفاً عما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن , حيث يحتاج الامريكيون الى عراق محايد قدر الامكان بعد فشلهم ,الى الآن ,في اسقاط النظام مع مسؤولية أخلاقية بسبب مايتعرض له الشعب السوري من محنة متفاقمة وخسائر فادحة بالارواح والممتلكات.
فرض التهدئة الذي إعتمده الأمريكيون لمصلحتهم كان واجباً على أطراف السلطة إستغلاله مدخلاً للخروج من دهاليز منهج المحاصصة الذي أعتمده سيئ الصيت بريمر في مجلس الحكم وجر البلاد الى مواجهات الدم وأنتج كل صنوف الفساد ونتائجه , من خلال إعادة بناء المؤسسات المدمرة والعمل المشترك لمعالجة الفساد وتقوية سلطة القانون وإعتماد مبدء المواطنه وفتح الملفات المركونة على رفوف التوافق السياسي المتضمنة أفعالاً ترقى لمستويات الجرائم الكبرى , والتي تتقاسم الأطراف الفاعلة مسؤوليتها , وتعتمد إسلوب التضامن المشترك لتأجيل البت بها,وهو أحد أساليب المراوغة للتملص منها, لكن كل ذلك لم يعد مجدياً, لأن سقوط الدكتاتورية كان أسقط جدار الرعب الذي غلًف سلطتها , وأخرج الشعب من دوائر سكونه وقبوله مضطراً بالأمر الواقع , وهذا يعرفه السياسيون ويقدرون نتائجه المتصاعدة , طالما أستمروا على مناهجهم في إفتعال الأزمات ومعالجتها لاحقاً بمايخدم مصالحهم دون مصالح ناخبيهم .
لقد إستخدم المنتفعون من الأزمات إسلوب معالجاتها بتشكيل اللجان , وهو أحد الاساليب المستخدمة في العالم , لأنه يفرض الحل الجمعي للعٌقد المستعصية التي تتسبب في مشاكل كبيرة تتضرر منها وحدة النسيج المجتمعي في البلدان المضطربة سياسياً , لكن الفرق بيننا وبين البلدان المشابهه هو أن هذا الأسلوب عندنا لم يكن لتفكيك العقد ومعالجتها , إنما لتأجيل البت بها لتتراكم مع غيرها حتى تكون مناسبة لتفجير الاوضاع في أوقاتِ يختارها السياسيون خدمةً لأجنداتهم غير مبالين بالنتائج التي يتحملها الشعب وخاصة فقرائه.
منذ إعتماد إسلوب تشكيل اللجان ,يستطيع المواطن إفتراض أي رقم كبير لعددها في عموم العراق , ويستطيع كذلك أن يفترض رقماً لعدد القضايا التي حٌسمت إعتماداً على تقارير تلك اللجان , عندها تتولد لديه قناعة عدم الثقة بالسياسيين وباللجان التي يشكلونها للتغطية على إخفاقاتهم ,إن كان له ثقه بهم أصلا, ومن حقه بعدها أن يتسائل هل يحق للسياسيين أن يدعوا أنهم يعملون من أجل بناء دولة المؤسسات , أم كل مايسعون اليه بعد عشرة أعوام هو تكريس دولة اللجان التحقيقة الغالقة لملفات فسادهم.



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون يفسدون على الشعب بهجة العام الجديد
- ماذا فعل الأطباء الألمان للرئيس ..؟
- مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية .. ليس فضاءاً للعسكر !!
- في مجلس النواب العراقي .. البطالة بلا أقنعة !
- حذاري من أن تُرشي نفسك !!!!
- سياسة الخنادق .. والعقم السياسي في العراق
- سامي عبد المنعم .. على فراش المرض !!!!
- لمناسبة اليوم العالمي للسكان (لنجعل العالم مكاناً أفضل لنا و ...
- عمال المساطر ونواب البرلمان
- الحكام يحصنون متاريسهم ..!
- وداعاً يانخلة موسيقى العراق .. وداعاً عادل الهاشمي
- من يدفع رواتب المستشارين في العراق ؟
- الوهابيون في السعودية يكتشفون أسباب التصحر !!
- أِعادة أِعمار كنيسة ( سيدة النجاة ) تُرهق خزينة العراق !!
- صنع في اليابان .. ولد في العراق !!
- نحن 99 % والسياسيون ليسوا اِنسانيين !!
- منظمات الجاليات العربية .. نسخة طبق الأصل عن الواقع العربي ! ...
- طفلة من كربلاء تُسقط ( الثقة !) بالبرلمان العراقي !!
- وداعاً وانغاري ماثاي .. وداعاً أيتها الباسلة
- الجيش المريكي ( يُبَخٍر ) حلبجة بخردل صدام !!!


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - العراق من دولة المؤسسات الى دولة اللجان التحقيقية !!!!