أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - صنع في اليابان .. ولد في العراق !!














المزيد.....

صنع في اليابان .. ولد في العراق !!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


صنع في اليابان .. ولد في العراق ..!!
تعودنا منذ عقود على عبارة ( صنع في اليابان ) , ضماناً للسلع المعمرة التي كنا نشتريها بعد حساباتٍ قاسية لمدخلواتنا الشهرية سواءً كنا موظفين في الحكومة أو عاملين في القطاع الخاص , لأن صناعات اليابان تعني الجودة والضمان في سبعينات القرن الماضي ومابعدها وصولاً الى فصول الحروب التي خلطت كل الحسابات , الشخصية والوطنية وحتى العالمية , بعد فصول التضحيات الممهورة بالدم تحت قيادة ( الصنم ..الضرورة ) , الذي دمر الزرع والضرع في بلدٍ كان مؤهلاً لتقديم واحدة من أروع تجارب العالم في البناء والتطور في أكثر المناطق ثراءاً في العالم .
بعد دمار العراق الذي ساهمت فيه القوى التي لاتريد خيراً لنا وللمنطقة , في سيناريوا أسود دفعنا فيه ضرائباً لم نكن نعرف تفاصيلها المخفية الأ بعد الخراب الشامل للوطن, فارقنا تلك العبارة الضامنة لمتانة المضمون والمنتوج العالي الجودة , ليس في السلع التي نقتنيها فقط , بل حتى بالمواقف السياسية التي نتعامل معها , وكأننا في عالمٍ آخر غريب على أخلاقنا وتربيتنا وطموحاتنا التي كنا نجتهد لتحقيقها !.
عبارة ( صنع في اليابان ) كانت دليل الوثوق بانك تضع حصيلة جهدك في مكانه!. وقد أثمرت تسويقاً تصاعدياً عارماَ لم تستطع اي صناعةٍ اُخرى زحزحته في سوق العراق الناهض في سبعينات القرن الماضي وصولاً الى كارثة الحرب التي فرضت التقشف والحرمان ووداع الضمان الياباني الذي أسعد الفقراء !, تواردت بعده فصول ( البغاء التجاري !) التي لازالت متربعة على عروشها المسنودة من مافيات الزواج غير المبارك بين السياسة والمال .
السلع المنتجة والمسُوقة في العالم الآن لاتخضع للضمان الأخلاقي الذي كان سائداً في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين , وهي بمجموعها تشكل فيضاً من أخلاقيات قادة العولمة في القرن الحادي والعشرين , لكنها مهما تحايلت وعبرت حدود الثقة لايمكنها أن تفلت من تشخيص المشترين لمناطق صناعتها !, فتايوان معروفة وهونك كونك معروفة وباقي مناطق الأحتيال معروفة أيضاً , وتبقى الصناعات الرصينة في اليابان والمانيا وأنكلترا وأمريكا لها أقيامها الجاذبة للزبائن في كل بقاع العالم , وهي بالمجموع اِن كانت اصلية أو تقليد , تصنع في معامل ومصانع , تنتسب اليها وتنتهي صلاحياتها والفائدة منها بعد الأستعمال بفتراتٍ زمنية مرتبطة بنوعيتها !.
هذا بعض ما أردنا توضيحه بخصوص الشطر الأول من مقالنا ( صنع في اليابان ) , أما شطره الاخر ( ولد في العراق )
فهو يخص ما نطالعه في المواقع الألكترونية ( في حقول التعريف بالكتِاب فيها ) , وفي صفحات التعريف بهم ضمن الكتب الصادرة لهم من دور النشر العربية والأجنبية , من شعراء وأدباء ومسرحيين وتشكيليين ونقاد ووو الى آخر القائمة , اي من منتجي الثقافة ومن الباحثين والعلماء والصحفيين والسياسيين الخ هؤلاء نعتز بجهدهم المثابر والمساهم في تقديم صورة مشرقة لحضارة العراق الممتدة الى آلاف السنين , لكن البعض منهم يعرفنا بنفسه بطريقةٍ تذكرنا بالصناعة اليابانية حين يكتب ( ولد في العراق ) !, دون ان يذكر مكان ولادته ! , ويتابع أنه تخرج من الجامعة الفلانية في العام كذا , وكأنه وصل الجامعة دون المرور بالمراحل التي سبقتها !, في اشارة الى رغبته في عدم ذكر المدينة التي ولد فيها !, قد يعتقد البعض أن هذا الأختصار كافٍ للتعريف بالشخص , وقد يعتقد البعض بأن ذلك يصب في محاربة الطائفية والمناطقية التي دمرت العراق !, لكن الحالة هذه ليست لها علاقة بتلك التصورات , بل على العكس هي بهذا الشكل تعتبر ضياع للجهد الذي هو اصلاً يرد على الطائفيين فالثقافة رافعة متينه في كل مدن العراق لرسم خارطة الوطن الواحد الجامع لكل موزائيكه الجميل
وهي المؤهلة للرد على الطائفية السياسية التي نعاني من جرائمها منذ عقود .
لقد كرًمت المدن أبنائها المبدعين طوال تأريخ البشرية , أقامت لهم النصب والمتاحف والمهرجانات , وأصدرت في نبوغهم الكتب والدوريات , وحافظت على آثارهم وبيوتهم وسمت المواقع بأسمائهم , ذاك لأنهم كانوا يفاخرون بجذورهم الأولى ويذكرونها بالحسنى ويسهبون في أحاديثهم عن فضلها عليهم ويفصلون الحكايات عن حَبوهم الأول ورفاق دربهم وحاراتهم ومدارسهم ومعلميهم وحبيباتهم وحتى مناكديهم !, دون أن يستلوا اللون الذي يعجبهم ويتركوا الآخر خلفهم !.
المكان الذي ولدتم فيه ياسادة هو ليس مصنعا أنتجكم وكتب على مغلفكم صنع في العراق!..هو مكان أوجاع أمهاتكم لحظات الطلق !!, والبيت الذي عشتم فيه كان عموده مرتفعاً بجهد آباؤكم وأخوانكم !!, والصحبة التي ملئت حياتكم كانت من أوائل المبهورين بمنتوجكم والمشجعين لكم لمواصلة الطريق!!
والمدن التي ولدتم فيها هي أمهاتكم الكبيرات الحاضنات لكل تفاصيلكم , والمجتمعات التي تعيشون فيها تحترم كل ذلك !, فهل تريدون أن تسمى مدننا الراضعة لكم حتى أعتدلتم .. بأسمائكم ؟! أم أن الأجدر بكم ان تذكروا مدنكم في بطاقات تعريفكم كي تزدادوا وفاءاً وبهاءً ؟!

علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن 99 % والسياسيون ليسوا اِنسانيين !!
- منظمات الجاليات العربية .. نسخة طبق الأصل عن الواقع العربي ! ...
- طفلة من كربلاء تُسقط ( الثقة !) بالبرلمان العراقي !!
- وداعاً وانغاري ماثاي .. وداعاً أيتها الباسلة
- الجيش المريكي ( يُبَخٍر ) حلبجة بخردل صدام !!!
- أغلى حفل شاي في السماوة !!
- كُتلة حسن العلوي ( بيضاء!) ..اِنما الأعمال بالألوان !!
- نداء الى هيئة تحرير الحوار المتمدن
- الشعب يدفع تكاليف الهروب !!
- شوربة قطر !!
- داود أُوغلوا : أِذا لم تقتلوا أخوانكم ..نحنُ نقتلهم بأموالكم ...
- أنا وجاري الألماني في كوكبٍ واحد !!
- وزير التخطيط يساهم في حزورات رمضان !!
- حزورات رمضان ... وزارة الصناعة (تخطط !) لتصنيع سيارات عراقية ...
- دعوة
- المَساطِر!!
- أكبر ثلاثة أحزاب سريًة في العراق !!
- الناصرية تودٍع أِبنها .... اِغفاءة أخيرة في حضنٍ فسيح !!
- أحدث الأِجتهادات ( القانونية ) .. الوزراء المرشًقون يستحقون ...
- العراق..بين ترشيق الحكومة وترشيق الرفاق !!


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فهد ياسين - صنع في اليابان .. ولد في العراق !!