أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أبو الحسن سلام - فنون الطفل بين القانون الطبيعي والقانون الرياضي














المزيد.....

فنون الطفل بين القانون الطبيعي والقانون الرياضي


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 00:29
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


فنون الطفل بين القانون الطبيعي والقانون الرياضي
د. أبو الحسن سلام
لأن الطفل إنسان حي فإن قانون حركته ( غريزي ) نابع من داخله ولأنه إنسان حي بلا عقل – في مرحلته الأولى - لذا فإن قانون حركته يكون من خارجه . على هذا فإن قانونين يحركان الطفل وهما القانون الطبيعي والقانون الرياضي الهندسي أحدهما تجسيدي والآخر تجريدي ولكن القانون التجريدي هو الغالب المسيطر كلما كان الطفل صغيراً وخال من العقل .
وللتفريق بين ما هو طبيعي وما هو هندسي يمكننا تتبع خط نرسمه على الورق . فالخط عبارة عن مجموعة نقط متتابعة متلاحمة في تواصل يبدأ بنقطة وينتهي بنقطة - ويمكننا تشكيل هذا الخط وتطويعه ليصبح دائرة أو نصف دائرة أو شكلاً بيضاوياً كما يمكننا صنع عدد من الخطوط المتعامدة عن طريق رسم خط أفقي أو نبني خطاً رأسياً أو أكثر لتشكل مثلثاً متعدد الزوايا ؛ وفق القانون الهندسي الذي هو تجسيد مرسوم لقانون رياضي . والطفل له من حيث القانون الهندسي للموجودات الحية أكثر مما له من حيث قانون الطبيعة ؛ فلقد بنيت طبيعة الموجودات الحية على غرائز . عرفناها وهي غريزة الحركة والنمو وغريزة التغذية والصفات الوراثية وهذا قانون طبيعي الوظيفة .
في حين بنيت هندسة الموجودات الحي منها والجماد على تراكم المتماثلات على النحو الذي أوضحته بمثال النقطة التي إن تراكمت في تتبع وتواصل وتلاحم تصنع خطاً تشكله الطبيعة البشرية وفق استخدامات تناسب أغراضها الحداثية المتنوعة والمتغيرة والمتطورة ، والقانون الهندسي قانون تجسيد قوانين الرياضة في أشكال وهي مجردة . ولكن القانون الطبيعي هو قانون تجسيد جدل هذه الأشكال والموجودات - الحبي منها والجماد - أي قانون جوهر الأشياء وهو قانون يكتسب مسماه من الإنسان نفسه ؛ فهو المنوط تاريخياً بكشف جوهر الأشياء . وقد أنجزت هذه المهمة التاريخية عن طريق علوم الفلسفة وكذلك فلسفة الوجود نفسه ثم بعد ذلك . فلسفة الإنسان نفسه بوصفه ذاتاً وبوصفه مجتمعاً متناقضاً في فكره وفي سلوكه وفي إرادته ومشاعره . والطفل في رحلة تحصيله المعرفية لا يتعرف على الأشياء إلاّ من حيث مظهرها وهي عنده مجردات ليس إلاّ . أي تخضع للقانون الرياضي وهو في مرحلته السنية المبكرة يتعامل معها تعاملاً مادياً بمعنى أنه يحاول أن يلمسها . وهو إذ ينجح في ذلك الأمر فإنه يحاول إخضاعها للقانون الطبيعي إذ يجعلها مادة لسد حاجته الفمية الغريزية . ولأنه لا يمتلك الحركة الإرادية من داخله فإن الحركة تأتيه من خارجه . ولأنه لا يمتلك الوعي الذي يشكل حركته اللاإرادية فإنه يتعامل مع المتحرك أو يتعامل مع الأشياء المتحركة بنفسها أو بغيرها أو المتحركة به دون إرادة واعية صادرة عنه لذلك فإن الحركة عنده تأخذ أشكالاً مجردة أي تخضع للقانون الرياضي الهندسي . لذلك فإن ما يقدم له من صور لابد وأن تكون متحركة وفق حركة هندسية غير مركبة – لانتفاء الوعي بجوهرها عنده .
لأن كل ما لديه من جوهر الأشياء هو أمل تحولها إلى وسيلة تغذية وهذا أمر غريزي غير مركب وخير أداة تستخدم لتدريبه عن طريق المحاكاة هي العروسة لأنها تدخل ضمن قانون القياس الهندسي الرياضي فالفم خط أفقي محدود والأنف خط رأسي محدود متعامد على خط الفم والعينان خطان أفقيان والرمشان خطان أفقيان متوازيان مع خطي العين. والرأس تشكيل خطي دائري بيضاوي وكذلك الجسم خطان رأسيان متوازيان يحدهما خطان أفقيان أحدهما ارتكزت في منتصفه الرأس في تناسب هندسي بحيث يشكل الكتف الأيمن خطاً أفقياً يتساوى مع الكتف الأيسر الذي هو خط أيضاً يبدأ من نقطة تعامد خط الرقبة مع الكتف الأيسر وينتهي بنقطة الذراع ويشكل الساقان خطين رأسيين يبدأ كل منهما بنقطة خط الإبط الرأسية وتنتهي بنقطة خط تلامس القدم مع الأرض . فكل مكونات شكل الإنسان هي مجموعة خطوط متباينة الشكل والحدود وفيها تكرار مع تنوع وتناقض أفقي مع تناقض رأسي.
لقد كان الطفل وما يزال هو الشغل الشاغل للكثير من كبار العلماء في مجالات الفكر الفلسفي والفكر التربوي والفكر الاجتماعي والفكر العلمي فالعالم شغله الشاغل هو المستقبل والمأمول والأطفال هم مستقبل الجنس البشري ، لذلك عنى المفكرون والفلاسفة والعلماء بالطفل من حيث تنشئته وتربيته بناؤه بناء معرفياً واجتماعياً ونفسياً وجسمياً وذوقياً .
ولقد لعب الفن بشكل عام وفن المسرح بصفة خاصة دوراً بارزاً في ذلك المجال الحيوي . ومن هذا المنطلق فان عالماً بارزاً من علماء مصر وأديباً مفكراً هو الدكتور يوسف عز الدين عيسى وجدناه يكتب للطفل مسرحية أو أكثر يركز فيها على نظرية المعرفة فيتوجه بأسلوب الكتابة المسرحية إلى الطفل محاولاً أن يملكه قيماً تربوية تعينه على السير في دروب الحياة وتجنبه مخاطر نقص المعلومات وأساليب حماية النفس وتعينه على بناء جهازه الإدراكي والمعرفي في مسائل ذات أهمية قصوى ، على الرغم من حظر المجتمع للخوض فيها مثل مسائل التربية الجنسية وقيمها وأهميتها بالنسبة لتربية الطفولة وتنشئتها .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروض النوادي والإبداع الافتراضي
- حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية
- الدين والدولة - حوار عن بعد بين متأسلم و مسلم علماني
- الفاعل الفلسفي في الإبداع المسرحي
- فكرة المخلص ( المستبد العادل ) في المسرح الشعري
- المسرح بين أدب السيرة والتراجم الأدبية
- هل يمكن تعلم الإخراج
- الناقد يتأبط نظرية
- استلهام الكاتب المسرحي للتراث بين الارتباك الاتصالي والوعي ا ...
- تشريح نصوص مسرحية
- الإبداع بين الحرية والالتزام
- هوامش مهرجاناتية
- الثقافة الجماهيرية من ثروت عكاشة إلى فاروق حسني
- مسرح الثقافة الجماهيرية بين المد والجذر
- درامية التعبير الصوتي في فن الأداء المسرحي
- فنون التمثيل داخل التمثيل بين بيرانديللو ومحمود دياب
- ثقافة التناكح في حياة المسلم
- ذكريات .. لزمن آت
- ضوء أسود وحوائط عازلة
- حرية العقيدة في القرآن


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أبو الحسن سلام - فنون الطفل بين القانون الطبيعي والقانون الرياضي