صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 14:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما تزال ازمة العلاقة العراقية الاردنية تتفاقم وتأخذ اشكال مختلفة ومتغيرة مع الوقت. فقد سحب كل من العراق كبير ممثليه الدبلوماسيين من البلد الاخر, وقتل اردنيين في الحلة ووجه رئيس الوزراء العراقي خطابا شديدا الى الحكومة الاردنية. بينما تباينت ردود الفعل الاردنية بدأ بانكار الحدث والمسؤولية والاستخفاف بغضب الشارع العراقي, ثم الانتقال الى موقع الهجوم على اساس ان الموضوع كله من تلفيق سياسيين عراقيين معادين للاردن, وان الاردن غاضب لتمزيق علمه.
لكن الامر تطور بشكل خطير, حيث قتل اردنيان واستدعى كل من الطرفين ممثله الدبلوماسي, وما تزال الاحداث تتفاقم. وما دام الامر كذلك فارى من المناسب ان نبادر الى التفكير, قبل ان تستقر تلك الازمة على شكل محدد قد لايكون من مصلحة اي من الشعبين, بالشكل الانسب لخاتمتها, لكي تكون تلك الخاتمة مفيدة للعلاقة بين البلدين بدلا من الحاق ضرر بها يصعب اصلاحه مستقبلا.
عبد العزيز الحكيم طالب باعتذار من ملك الاردن وطرد اتباع صدام والذين يروجون ويشجعون ويصدرون الارهاب الى العراق، والعمل على اعادة الاموال العائدة للشعب العراقي والموجودة في الاردن وتشكيل لجنة للتحقيق بما حدث. مما لا شك فيه ان مطالب الحكيم تصلح لبدأ علاقة جديدة ايجابية بين الاردن وشعب العراق. وارى التركيز على التحقيق بدور الاعلام الاردني في الصحافة والجوامع والموجه بشكل طائفي مثير للفتنة ضد الشيعة عموما, والذي لا ارى الا انه كان وراء الجريمة الكبيرة, وربما غيرها مما لم نعرفه.
يجب ان يحرص الجانب العراقي ان يكون التغيير حقيقيا وان يتوقف الاعلام الاردني الموجه الى الفتنة الطائفية وان تصل الحكومة الاردنية رسالة جدية بخطورة الموقف, وانه ليس حالة غضب طارئة يمكن تجاوزها بالزمن لوحده. هدفنا يجب ان يكون وقف الارهاب ضد المواطنين الابرياء وليس وقف الاحتفال به.
كذلك يجب تجنب اتهام الشعب الاردني ككل, باي شكل من الاشكال, مثلما فعل احد مواقع الانترنيت العراقية حيث عرض مقالا يشتم فيه الاردنيين ويصفهم بصفات غير لائقة. الشعب الاردني, حتى وان اخطأ الكثير منه في تقدير الموقف وتسبب بالاذى, يبقى شعبا جارا يعز على العراق ان يفقده, بل يجب العمل على كسب اكبر نسبة منه الى تفهم الموقف العراقي واستنكار مثل تلك الجرائم وعزل المروجين لها, والا فلا يحتاج اعداء العراق الا الى ستة مجانين لعزل العراق عن جيرانه جميعا.
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟