أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح الرسام - العسكري بين المظلومية والحسد















المزيد.....

العسكري بين المظلومية والحسد


صباح الرسام

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 01:02
المحور: حقوق الانسان
    


العسكري تسمية تطلق على عنصر في الجيش ويسمى جندي او عنصر الشرطة ويسمى شرطي كلمة العسكري تطلق على الضابط و الجندي والشرطي وتنقسم التسمية الى قسمين ضباط ومراتب التي تشمل من جندي لرتبة النائب ضابط او الشرطي الى رتبة المفوض ، وما يهمنا من هذه السطور هو تسليط الضوء على بعض الحالات اللا انسانية التي تسيئ لكرامة العسكري من قبل بعض الضباط الذين ينسون انهم في عراق ديمقراطي وليس عراق الديكتاتورية .
للاسف نرى البعض يقارن العسكرية بعسكرية النظام البائد وقبله التي تلغي احساس العسكري بانه انسان التي كانت تجعل الناس لاتتمنى ان يكبروا ابنائهم لانهم يعلمون ما الذي ينتظرهم من دمار لشبابهم وتشردهم بسبب الاوامر المهينة واهانة بعض الضباط لهم فهناك من يعتبر العسكري عبد مملوك حتى اصبحت هذه الحالة مشهورة عالميا وقد قيل فيها لوصف الضابط ( اذا اردت ان تصبح ملكا فكن ضابط في الجيش العراقي ) وحتى بعض المثقفين اليوم يقارنون العسكرية في زمن الديمقراطية بعسكرية النظام الديكتاتوري البائد وهذه نظرة متخلفة لان الديمقراطية من اجل الانسان اولا واخيرا وتعني توزيع المهام بين الجميع ويكون الفارق بالرتبة والمنصب والراتب والتسمية فقط لا تمس الشخصية او تلغيها لانها اهانة واستعباد .
النظرة المتخلفة تنظر بعين عوراء فهي لا تنظر لرواتب الضباط بل تنظر الى راتب العسكري فقط ولا تنظر الى رواتب الدوائر المدنية الاخرى وهذه نظرة غير منصفة لانهم لا ينظرون الى فارق مايحصل عليه الاخرين سواء العامل او السائق او اي مهنة حرة اخرى فالكل تغير دخله النقدي والفارق كبير بين دخلهم اليوم ودخلهم في السابق ، ولو قارننا مقارنة بسيطة بين عمل اي موظف في دوائر الدولة وبين العسكري مقارنة ساعات العمل نجد ان عمل العسكري يفوق اي عمل وبنسبة كبيرة ، الموظف يعمل في اليوم ما معدله ست ساعات وفي الاسبوع يعمل خمسة ايام لوجود عطلة الجمعة والسبت فيكون عمله 30ساعة أي انه يعمل 120 ساعة في الشهر ناهيك عن وجود ايام المناسبات التي تعطل فيها الدوائر اسبوعا كاملا ، اما العسكري فهو يعمل 24 ساعة في اليوم وفي الاسبوع 168 ساعة وفي العشرة ايام 240 ساعة ويكون عمله480 ساعة في 20 يوما هذه المقارنة البسيطة توضح لنا ان العسكري يعمل اربعة اضعاف عمل الموظف .
اما العمل فالموظف يعمل في المحافظة التي يسكنها والعسكري يعمل في أي محافظة او مدينة مهما بعدت عن سكناه وهذا يقلل من الدخل بسبب اجرة النقل والاكل في المطاعم الخارجية على الطريق ، ولو تاخر العسكري يعاقب والعقوبة تقلل من راتب العسكري وسلامة الموظف من هكذا عقوبة بل بامكانه عدم الذهاب للعمل بينما العسكري اذا غاب عن الدوام فيعاقب على اليوم الذي غاب فيه وتتضاعف عقوبته كأن يقطع راتب 3 او 4 ايام او يعاقب بالحبس اليوم بيومين او ثلاثة مما يؤثر على راتبه واذا حصل له عارض ويمنعه من الالتحاق اذا تأخر اسبوع فيقطع ثلثي راتبه وهذه مصيبة المفروض قطع الايام التي غاب فيها فقط ولا يعاقب برزق عيشه وعائلته على عكس الموظف الذي يقطع فيه اليوم الذي غابه فقط ولا توجد أي عقوبة .
العسكري يعاني من المعاملة من قبل بعض الضباط او الامرين للمراتب فلو ان امر او ضابط كبير زار احدى الوحدات تقوم الدنيا ولا تقعد وكانه اله والناس عبيد فتصل الدرجة الى خوف المراتب من هذا المفتش او الزائر ، خشية ان يرى سلبية صغيرة وان لم يجد يبحث عن اشياء سخيفة كأن تكون القيافة غير جيدة او عدم حلق اللحية او لماذا لاتؤدي التحية بصورة جيدة وماشابه واقل عقوبة يصدرها هو قطع راتب ولايستطيع ان يسأله او يعترض عليه .
عمل العسكري يختلف اختلاف كبير عن باقي الاعمال والوظائف والمهن فهو شبه مملوك لايستطيع ان يناقش مسؤوله رغم صحة رأيه ومسؤوله على خطأ واذا كانت له حاجة في مقابلة آمر الوحدة تحتاج الى موافقة وروتين وتحتاج الى موعد مما تعطي احساس لدى العسكري بانه سيقابل قيصر الروم او كسرى فارس ، وهذا الاحساس يجعل العسكري يخشى الآمر ويجعله مرتبكا ومرعوبا ومتلكأ ً امامه وينسى انه امام انسان وهذه الحالات تقلل من شخصية العسكري وتجعله يحتقر نفسه .
فان حصل عارض صحي للعسكري سوف يرى نجوم الظهر كي يرسل الى المستشفى ولو مات له قريب وذهب يطلب اجازة مساعدة سيتهمونه بالكذب وهذا يجعله يحتقر نفسه لانهم اضافوا لحزنه حزن اخر .
الفراق الذي يعيشه العسكري وشوقه للاحبة الذي لا يعوضه ثمن فهو يفارق اهله وعائلته واحبته وناسه في فترة دوامه يبقى مشغول البال يفكر بعائلته ولايعرف ما ينقصها فيبقى مهموما وتصل الدرجة عند عودته للبيت ان اطفاله لايعرفونه بسبب فراقه فينسون شكله ويستغربونه ، واذا صادف يوم التحاقه الى وحدته وعائلته تحتاجه لوجود مريض او عمل مهم في البيت سيبقى في حيرة فاذا لم يلتحق سوف يعاقب ويقطون راتبه وان التحق سوف يلقي العتب واللوم من الناس وان اوصي سيوصي متوسلا اخيه او أي احد آخر ماتحتاجه عائلته وان كان هناك عمل ولم يكتمل سيجعله يطلب من المقربين اكماله وان اكملوه يبقى منقوصا ولم يكتمل بالصورة الصحيحة ويجبر على شكر من اكمله رغم انه لم يكمله بالصورة الصحيحة وفي هذه الحالة اصبح مطلوب افضال لغيره وهذا يشعره بالذلة وانه عالة على الاخرين .
اغلب الضباط السابقين يتحسرون على سنين النظام البائد لانهم كانوا يعيشون في الفردوس كانوا يملكون خدم وحشم وحمايات وهم في زمن الديمقراطية يصبون نار الحسرة على عناصر وحداتهم ويقطعون ارزاقهم بالعقوبات ويتمنون ان لا يأكل العسكري مثلما يأكلون ولا يشرب ما يشربون لانهم يريدونهم اذلاء كي يشعرون بانهم الافضل بمعنى يريدون اتساع الفارق بين الطبقتين الضباط والمراتب ولا يريدون ان يرونهم مرفهين بالطعام والملبس فترى الضباط يرتدون ما يحلوا لهم من زي عسكري ولا يسمح للمراتب ان يلبسون مثلهم ويعاقبون من يلبس زي يخالف زي الوحدة ولا يحاسب الضابط اذا خالف الزي المطلوب .
هذه السلبيات التي تهين العسكري بحاجة الى التفافة من قبل المؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان ان تتحرك وتعمل بجدية لاصدار قانون يقضي بتاسيس مكاتب لحقوق الانسان او حقوق المراتب وتكون هذه المكاتب منتشرة في جميع الوحدات العسكرية تدافع عن حقوق العسكريين الذين بذلوا الدماء الغالية من اجل عراق ديمقراطي حر فلو العسكري ما بقي العراق الجديد الذي عاث فيه الارهاب والجريمة المنظمة قتلا وتدميرا وكان العسكري هو المنقذ والمضحي من اجل القضاء على الارهاب والجريمة التي ارادت قتل العراق الجديد .



#صباح_الرسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبارك لنظرائنا واخوتنا في الوطن
- الثورة البحرينية البيضاء
- منحة طوارئ الجيش السابق
- عين على شركات الهاتف النقال
- تغيير وجوه
- ايذاء النفس كانت الوسيلة الوحيدة للنجاة
- العَظامة
- الدور الثالث دمار المستقبل
- البلد الذي يشتمه شعبه
- اعدام بالمقلوب
- الفعل ورد الفعل
- الحرامي
- عروس الخليج
- قانونا العفو والبنى التحتية في سلة واحدة
- سوريا تضع المعسكران الاشتراكي والرأسمالي في المواجهة
- ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صباح الرسام - العسكري بين المظلومية والحسد