أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صباح الرسام - العَظامة














المزيد.....

العَظامة


صباح الرسام

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 10:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



العــَظامة بفتح العين جمع كلمة عــَظام وهو مصطلح عراقي يطلق على الذين يبحثون عن كل وليمة طعام التي الي تقام في مناسبات الافراح والاحزان ويذهبون مسرعين ما ان سمعوا بمناسبة ليس الغاية مشاركتهم الفرح أوالحزن في المناسبة بل من اجل اكل اللحم لحد التخمة ويعتبرون الوليمة غنيمة .
في كل منطقة وكل عشيرة هناك اشخاص اشتهروا بهذا المصطلح وحين يصل الى اي وليمة يقولون بهمس لبعضهم وصل العظام ، وعندما يقدم الطعام وتبدأ الناس بأكل الطعام تراه كأنه متوعدا الطعام بالويل والثبور فيأكل بسرعة ويبدأ بأكل اللحم وكأنه لم يأكله منذ سنين واذا كان الطعام مقدم لاثنين سوف يأخذ السهم الاكبر أي اللحمة الاكبر وبدون استحياء حتى لو كانت امام صاحبه وعاثر الحظ من يكون نصيبه معه وأحيانا يأكل سهمه وسهم صاحبه واحيانا يسرق حصة غيره بطريقة فنية فيأكل التمن من تحت لينهدم الفوق وتسقط لحمة صاحبه امامه ، ومنهم من يطالب اهل المناسبة ان يقدموا له طعام مجددا بلا حياء مع استغراب الاخرين ودهشتهم واذا كان قريبا لاهل المناسبة فتجده ينتحل دور ( المعزب ) أي المـًضَيف ويكون قريبا من المطبخ بحجة مساعدة الطباخ ولم يكتفي باكل اللحم فتجده يرسل القدور المليئة باللحم الى بيته .
وبعض العظامة يتقن التمثيل واحيانا يمثل دور البكاء الحزين الكاذب لخلوه من الدموع في مناسبات العزاء حتى وان كانت العلاقة مجرد معرفة سطحية واذا كانت المناسبة مفرحة حفلة زفاف كانه اخ العريس او ابوه ولكل مناسبة ينتحل شخصية تناسب المناسبة ، واحيانا يتجمعون ويدخلون مجموعة فواحد يرفع شأن واحد ويوصون اهل المناسبة بان هذا شيخ فلان وهذا حجي فلان وهذا ابو فلتان ليوهموا الاخرين بانهم محترمين وهذه الاعيب تنطلي على الاخرين فتجد اهل المناسبة يهتمون بهم ويقدمون لهم افضل الطعام وافضل التقدير والاحترام ولا يكشف امرهم الا بعد مغادرتهم .
العظامة مستويات فبعضهم يبحث عن وليمة فخمة ولديهم طريقة في معرفة المناسبات فهم يتابعون الاخبار ويبحثون في الصحف عن مجلس عزاء او مناسبة زفاف ومعرفة العنوان فتراهم يتجمعون ويلبسون اللبس المناسب ويذهبون للمناسبة .

العظامة تشمل جميع الاعمار حتى الاطفال فترى هناك بعض الشباب يحيطون بشخص ويمشون ويجلسون معه ولا يفارقونه حتى لو كان لا يمتلك اي مقومات الشخصية المحبوبة او المحترمة او الموهوبة او أي مؤهل يؤهله لهذه المكانة والسبب في ملازمتهم وصداقتهم له هو الحاجة الى جيبه أي نقوده فهو يطعمهم ويشربهم على حسابه ويطلق على هذه العلاقة مصطلح ( نايمين براسه ) وهو مصطلح يطلق على الذين يستغلون مثل هذا المسكين الذي يطعمهم .

وهناك عظامة من نوع آخر وهم السياسين الذين يعملون من أجل مصالحهم فتراهم يتنقلون من حزب لآخر ومن كتلة لاخرى وهم بعيدين عن المبادي والقيم ولا يهمهم نظرة الناس لهم بل يهمهم الحصول على المكاسب الخاصة فقط فتجد من يترك الحزب بسبب عدم اعطاءه منصب فيذهب لحزب آخر عسى ان يحصل على منصب ولايهمهم سوى انفسهم ، فتراهم يعطلون قوانين مفيدة ويصوتون على آخرى تافهة وخاطئة وتضر الناس فهو يصوت بالرغم من عدم قناعته المهم هو توجه حزبه واصبحت التصويت او عدمه على القوانين وسيلة حرب بين الاحزاب .
ومنهم من تسنم منصب تنفيذي ويعتبر منصبه وليمة يجب ان يأكلها بشراهة ولا يهمه ما يقال المهم ان يتخم بطنه وبطن اهله وحاشيته مثل العظام الذي يتخم بطنه ويرسل القدور المليئة الى بيته ، وهو ينتحل صفة المسؤول المثابر امام الاعلام مثل الذي ينتحلون صفة شيخ فلان وحجي فلان اعلاه وهذا المسؤول بالاساس عظام لانه يفرهد بلا حياء ولاتهمه نظرة الاخرين له والانكى من ذلك هو من يكون عظام وفي لجنة رقابية او في لجنة النزاهة التي تحارب العظامة وهذه طامة كبرى حاميها حراميها لانه سيـبقض سهم كبير من المسؤولين العظامة المتخمة بطونهم وملئوا قدورهم اقصد ملئوا المصارف في الخارج بالاموال المنهوبة التي حصلوا عليها من خلال مواقعهم التنفيذية
وهؤلاء خيبوا امل الناس وأساءوا للكفوئين والمخلصين لان الناس اصبحت لاتفرق بين الصالح والطالح بسبب كثرة العظامة الذين اكلوا الاخضر واليابس واعتبروا اموال الشعب غنيمة .
العظامة دنيئي النفس فلا تتصوروا ان هؤلاء فقراء او محتاجين بل هو مرض يصيب الميسور والفقير الغير قنوعين ويعتبرون الطعام غنيمة وغلب وفرهود وهؤلاء محتقرون في نظر المجتمع وهناك من يعتبرهم قليلي العقل لانه يحقرون انفسهم من اجل لقمة الطعام والكل يعرف ان مائدة طعام العراقيين افضل موائد العالم حتى مائدة الفقراء لو قورنت باي مائدة غير عراقية لفاقت عليها لكن العين الجائعة هي التي تجعل من هذا وذاك عظام وتذله وتجعله علكة في افواه الاخرين .



#صباح_الرسام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الثالث دمار المستقبل
- البلد الذي يشتمه شعبه
- اعدام بالمقلوب
- الفعل ورد الفعل
- الحرامي
- عروس الخليج
- قانونا العفو والبنى التحتية في سلة واحدة
- سوريا تضع المعسكران الاشتراكي والرأسمالي في المواجهة
- ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صباح الرسام - العَظامة