البلد الذي يشتمه شعبه

صباح الرسام

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

جميع شعوب العالم تعتز ببلدانها وتقدسها لانها تعتبر البلد هو الام والاب الواجب محبتهما واحترامهما الا العراق بلد الحضارات بلد الثقافات البلد الذي كان قبلة العالم لقرون وللاسف نرى السب والشتم من قبل بعض العراقيين لبلدهم .
العراق يختلف عن باقي البلدان بسبب السياسات التي عصفت به يمينا وشمالا فهو البلد الذي شهد انقلابات سياسية دموية ودخل حروب خارجية مع دول الجوار وحروب داخلية مع ابناء شعبه قتلت مئات الالاف بسبب همجية ووحشية النظام الديكتاتوري الذي قتل وهجر الملايين من شعبه ، وهذا الشعب بقي لاكثر من عقد يتحسر على رغيف الخبز بسبب الحصار الجائر .
من الذي يشتمه بعض العراقيين هل يشتمون العراق بلد الانبياء والاوصياء والائمة والصالحين وبلد الحضارات سومر وبابل وأَكد ؟؟؟ !!!
لمعرفة الجواب نحتاج وقفة سريعة .
شعب العراق اكثر شعوب العالم حبا لبلده فهو الشعب الوحيد الذي لاينسى تربة وطنه ، شعب العراق ذاق الويلات بسبب السياسات الطائشة نرى سب العراق مستمر من البعض حتى بعد تحول العراق الى دولة ديمقراطية ، ولو لاحظنا من الذي يسب العراق سنجده مظلوما بسبب سياسات السلطة التي تنعكس على المواطن وتؤذيه او من قبل مؤسسات الدولة او بسبب تعطيل معاملة بسبب الروتين الممل في دوائر الدولة او من غبن حقه او او او .
نفهم من هذا ان الذين يسبون العراق يقصدون غيره لانهم يشتمون الذي جعلهم في موقف لايحسدون عليه فهم يشتمون الظلم الذي حل بهم سواء كان الظلم من سياسات الحكومة او من احد موظفي مؤسسات الدولة او من الذين يستخدمون مواقعهم التنفيذية ، حتى عندما يظلم من اناس عاديين فهو يندب حظه لانه لايوجد قانون يحميه مثل بافي الدول التي تقاضي من يعتدي على الآخر حتى لو كان الاعتداء مجرد اعتداء باللسان وليس باليد فعدم وجود القانون يجعله يشتم اللا قانون يشتم الفوضى في العراق .
نفهم من هذه الاسباب ان الذين يشتمون لا يشتمون العراق وشتمهم مجازي لانهم يقصدون الخلل او الظلم او المسبب في ضياع حقهم ، فلو سألته لماذا انت متعصب من الذي اثار اعصابك سوف يقول لك ان لي معاملة منذ زمن ولم تكتمل او يقول لقد ظلمت من قبل مؤسسة او يقول لك لايوجد قانون يحميني وهكذا فهو يقصد الذين تسببوا في اثارة اعصابه وهم حقا يستحقون السب والشتم ولا يقصدون العراق بحد ذاته .

#صباح_الرسام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات