تراتيل المدينة المقدسة

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي
(Bashara Jawad)

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 13:13
المحور: الادب والفن
    

إلى شاعر الغربة الثائر على المحرمات صلاح الحمداني
تراتيل المدينة المقدسة
ظهر وجهك متحدياً
قاطعاً المسافات
ملتحفاً الأحجار المقدسة
قافزا آلاف السنين
ليهزم التابو المقدس
قدماك تخطوا بعجالة
بمحاذاة الصخرة والمبكى والقيامة
تدوس أرض الأنبياء والقتلة
تتسكع بصحبة المقصي عن الحنين
الليل يلتف حول نفسه
متجاهلاً عواء الذئاب
وتشنجات المذئوبين
زوايا القدس الهائجة تبكي فرحاً
ضحكاتك
تتسلل من شرفات المهاجع
وتتغلغل في تجاعيد الزمن
تبكي فراق الأماكن الحميمة
المكبلة بجذور الطفولة
تحمل أثقال الماضي
تخترق الزمان الكوني
تطارد الحاضر الهارب من قسوة الذكريات
وفي وحشة اللحظة الأبدية
تلتقي وجوه الإناث بأنامل الذكور
تتلامس وتلتوي في تعاريج الشهوة
عندما يسدل الليل ستارته
فوق سماء المدينة العارية
تلك المدينة التي ضخت لنا الأجيال
الأبناء والأجداد والأسلاف
والسلالات العريقة
أتخيلك تبحث
في دروب المدينة الهجينة
تعود إلى البداية
حيث العناق يحرق الجدران العازلة
ويتحدى العاصفة ويسحق الخطيئة
تتسامى على الأحقاد وتتحدى العاصفة
أنا وأنت كل على طرف
والآخرون
وحدها الأنفاس المتأزمة يخترقها التيار
يضيع كل واحد في الآخر
بينما هم
يتباعدون على إيقاع الومضات
وحصاد السنين
يأخذون كل شيء
ويغادرون إلى اللامكان
يتركوني وحيداً مع ما بقي مني
أحصي أعقاب السجائر المحترقة
المتناثرة في روحي
أرحل عبر كلماتك الملتهبة
أرتل القصائد
أغني للعراق المنتهك
الذي يبكي على شفتيك

جواد بشارة

#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل