أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - سلاماً كلهُ قبلُ ... كأن صميمها شعلُ














المزيد.....

سلاماً كلهُ قبلُ ... كأن صميمها شعلُ


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


ما أبهى وأعمق تلكم المقولة التي طالما كان يرددها الجواهري الكبير : " أني لأحسد كل من له ذاكرة ضعيفة " ... ولكن ما العمل ؟ والواقع اكثر من بعيد عن هـــــذه الحكمة -الحلم .
... ها هي وشالةُ وقت وتنتهي سنة لتبدأ اخرى ، وها انت أ رقٌ - ايها الغارق في عتمة النهار - وحيداً مع احبائك الخلص، الذين لا يعرفون لغة الكلام: بابل وفلفل وبهار، فتعج بك الذكريات بمثائل هذه الساعات، لنحو اربعة عقود وأزيد ... تترى عليك من كل صوب وحدب، اسماء اصدقاء واعزاء واحباب من الذين قطعوا ووصلوا، ويقتحمك بيت شعر فريد :
قد يقتل الحزن من احبابه بعدوا عنه، فكيف بمن احبابه فقدوا .
الدقائق تتسارع ، والذكريات تتزاحم دون حدود أو مديات، وتتشابك دون ان تعطيك حتى فسحة ما لتنسق فيها الاسماء والاحداث والتواريخ ... وما لك من سبيل غير ان تلجأ الى الكتابة لعلها تخفف وطأة الاحاسيس والمشاعر المأنسنة ، والمستذئبة في آن . ... والابرز في كل هذا وذاك : اطياف الاحبة الراحلين الذين كنت معهم ، في مناسبات وعشيات بدايات الاعوام الجديدة، السابقة، ولم تزل، طوال ماعشت من عمر ، لم، ولن تتجاوز أزماته وذيوله، وان تعلقت بأستار الكعبة، أو كررت في اليوم الواحد الف مرة، ومرة :
لا تلم أمسك في ما صنعا ، امس قد فات ولن يسترجعا ...
أمس قد مات ولن ينفعه ، حملك الهمَ له والهلعا ...
فأطرحه واسترح من ثقله ، لا تضع امسك واليوم معا ..
اذن فلتقرع اجراس الكتابة، فهي داء ودواء في وقت واحد ، وخاصة للمدمنين عليها، وها انت فاعل ايها المدمن العريق، فلعل وعسى...
- تعود بك الذكريات الى اثنين واربعين عاماً خلت، حين راح العراقيون يحاولون ان يقلدوا احتفالات العالم المتحضر، ليالي حلول الاعوام الجديدة ... تسترجع بعد كل هذه العقود كيف وقفت امامك الوالدة "نبيهة الجواهري " لتترجى، قائلة : يكفينى "جعفر" واحد في اشارة لشقيقها الشهيد .. في محاولة لمنع خروجك من البيت، مع "عدنـان" ليلة بدء سنة 1969 " بعد ان شاهدت معنا فرشاً واصباغاً ، وسلاحاً خفيفاً ، متوجهين لخط بعض الشعارات المعارضة للقمع والارهاب...
- وتطير بك الذكرى الى موسكو ليلة راس سنة 1972/ 1973 حيث الحفل البهيج التي اقامته رابطة الطلبة العراقيين هناك ، بمناسبة زواجكما ، انت و" نسرين وصفي طاهر" وبحضور نحو ثلاثين مدعواً عزيزا ، ومن بينهم الفقيدان: جميل منير، ونمير حنا شابا ، الصديقان المقربان ...
- وتستذكر ايضاً وايضاً ، وهذه المرة ليلة بدءعام 1976 وانت في البيت ببغداد مع جمع من القيادة الشيوعية الطلابية انذاك، ويشخص امام ناظريك الشهيدان : علي حسن "ابوحيدر" و هادي البلداوي "ابو سمراء " وهما على سجيتيهما الانسانيتين بهذه المناسبة : مرحاً واملا...
- ويحل موسم الهجرة الى براغ ، وتحل رأس السنة الجديدة 1978/ 1979 ويتداعى اصدقاء، برغم مرارة الحال والاوضاع في البلاد ، لتنظيم مشاركة في حفل صغير، محدود ، بالمناسبة، كان الامرح فيه : شمران الياسري " ابو كاطع" وهو يحمل راية : شر البلية ما يضحك ...
- وتتوالى الاستذكارات، ويفيض شريطها، وتحلّ خيالاتها دون مدى، وها هو طيف الشهيد نزار ناجي" ابو ليلى" يحل ببشاشته " النجفية" المعهودة ليلة العام الجديد 1980 حين بادر، فلمّ في شقته ببراغ جمعاً من الاقربين، وأولهم، ولن نذكر الاحياء: ذلك الانسان ، قبل اية القاب اخرى ، ثابت حبيب العانى " ابو حسان" ...
- وأستذكر واستذكر ايضاً الام الثانية : بلقيس عبد الرحمن، أرملة الشهيد وصفي طاهر، في ليلة بدء عام 1985 وكنتَ – ايها المتفنن في استجلاب الاطياف، بل واستدراجها - متوعكاً في حينها بالم الاسنان الحاد .. وقد غطت " بلقيس" بحيويتها وسموها، مرارات لا تحصى، لاضفاء بعض البهجة والحبور .... ولنتجاوز التقليد هذه المرة فنشير الى ضيف تلكم الليلة ، في الاحتفال العائلي : كمال شاكر " ابو سمير" والتي طغت مقاماته الكردية والعربية ، على اغاني وموسيقى العيد التقليدية ...
- ثم يستمر الاغتراب عن البلاد ، ويصادف ان تكون ثمة سفرة الى دمشق ليلة بدء عام 1987 ... ولولا " الجواهري" لانقضت تلك الليلة كمثيلاتها . ولكن، وما هي الا مزحة ، ثم تحريض ، واذا برب البيت ينهض ويأمر ويُطاع، والاول بيننا، زوجته، أمونة، ونسهر في احد فنادق الشام، مستقبلين العام الوليد رقصاً وحبوراً، وألاسبق – كالعادة – الجواهري ذاته، وهو في التسعين ، او يكاد ...
- أما في ليلة العام 1990/ 1991 فأستذكر مساءها مع الرائد الكبير محمود صبري، الذي احتفى بنا، بروحه الانسانية المتفردة، ومعي عبد الاله النعيمي، ولنتسلم منه التصاميم التي اتممها خصيصاً لاصدارت " مؤسستنا الوليدة "بابيلون" لتنطلق بها منذ ذلك الحين، والى اليوم ...
ترى هل تستمر في الكتابة ايها " المتشائل" فتثير الكوامن، وتستثير الاهات ؟ اما يكفي ماسبق ؟ ولمَ تعكرعلى الناس افراحهم ، ايها المُبتلى بداء رأس السنة؟ ... قل للجميـــع ومن معهم، وحولهم، ومن يريدون :
ويا احبابي الأغلين، من قطعوا ومن وصلوا..
سلامــــاً كلـــه قبــلُ ، كأن صميمهـــا شعـــــلُ
ولتغادر الحلبة اذا لم تكن قادراً على اللعب داخلها ، واترك الامر للقادرين ...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري في التسعين.. ويرقص ليلة رأس السنة الجديدة
- سياسيات وأخوانيات ... بين الجواهري وطالباني
- عن الجواهري في بغداد ... خريف 2012
- في الذكرى الخامسة عشرة لرحيله: استذكار الجواهري الخالد: تبجي ...
- رؤى، ومزاعم عن الجواهري وجمهورية الرابع عشر من تموز
- الجواهري قبل 75 عاما : هذه هي الحريات التي يريدها الشعب… ... ...
- في وداع محمود صبري*
- مركز الجواهري ... عشرة اعوام، والمغامرة تستمر
- بعض وفاء للراحل الخالد : محمود صبري
- الجواهري يؤرخ – شعراً – لمواقفه من الشيوعيين
- الجواهري ... وبعضٌ مما بعد الرحيل
- ذكريات ثقافية واعلامية مع حسين العامل
- مجّدَ شهداءها، وجرّمَ منفذيها / الجواهري حذر من ممهدات كارثة ...
- الجواهري يعود الى بغداد، عام 1968، بعد سبعٍ عجاف
- استذكارالاحباء يفيض، بمناسبة السنة الجديدة
- الجواهري ... بين المعري وعبد الكريم كاصد
- ذكريات وشهادات حول -ذكريات- الجواهري
- وثيقة تاريخية تنشر لاول مرة : هكذا لجأ الجواهري الى براغ قبل ...
- احدثكم عن بعض سبعينات الجواهري في براغ ، وحولها..
- حين رد الجواهري على -العاوين- ونباحهم ، قبل 37 عاما


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - سلاماً كلهُ قبلُ ... كأن صميمها شعلُ