أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - هل آن الأوان لتقسيم العراق ؟















المزيد.....

هل آن الأوان لتقسيم العراق ؟


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يصل البعض لقناعات بأن الحل لأزمات العراق المستمرة هو تقسيم البلد لثلاث دول وليس لأقاليم كما يريد البعض، لأن وجود ألأقاليم يبقي ألأزمات مستمرة ما بينها وبين الحكومة الإتحادية التي ستظل لأمد طويل بيد الشيعة بحكم التركيبة الديمغرافية للعراق وفي ظل عملية الشحن الطائفي التي تنعكس على صناديق الاقتراع وهو الأمر الذي سيدفع بالشيعة لانتخاب ممثليهم وكذلك السنة وأيضا الأكراد .
وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن نتائج أية انتخابات معروفة سلفا ومحكومة بمقاعد كل محافظة وممثليها وبالتالي فإن رئاسة الوزراء في الحكومة الإتحادية لن تخرج من قبضة الشيعة مهما كان ، لأن تواجدهم المكثف وشبه المغلق في أحد عشر محافظة يؤهلهم لذلك .
وقد يقول البعض بأن الشيعة أقلية في العالم ألإسلامي وهذا صحيح جدا لكنهم أكثرية في العراق ، وهذه الأكثرية تمنحهم بشكل أو بآخر أن يكونوا في مواقع سيادية كثيرة أهمها رئاسة الوزراء والتي كما أشرنا ستبقى لديهم لو نظرنا للأمر من الناحية الطائفية الصرفة والتي يسعى البعض لها.
وهنا علينا أن نقول بأن العزف على الوتر الطائفي في العراق يضر ألأقلية ويخدم ألأغلبية ، وهذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع ولا يترددوا في الاعتراف بها بحكم ما موجودة في أرض الواقع بحكم العوامل الديمغرافية التي أشرنا إليها من جهة ومن جهة ثانية وهي الأكثر أهمية تكمن بأن عمق ( العرب السنة ) في العراق مشغول الآن في القضية السورية وبالتالي فإن أية مناورة طائفية يراد من خلالها إشعال فتيل حرب أهلية لن يكون بصالح السنة مطلقا ، لأنها لن تكون داخل المدن العراقية التي لم تعد مختلطة كما كانت عام 2006 حتى عام 2008 ، بل باتت الآن المدن العراقية بل والكثير من المحافظات كانتونات لطائفة معينة دون سواها ، وهذا ما يجعلنا نقول بأنها ستكون حرب عسكرية بمفهومها المعروف للجميع .
لهذا أجد بأن العزف على الوتر الطائفي خطأ كبير يرتكبه الساسة من الطائفة السنية، وهم لا يراهنون على جمهورهم كما يشاع ( لأن لا يوجد من يضحي ليستفيد الآخر )بقدر ما إنهم يراهنون على الدعم الخارجي سواء من تركيا أو قطر ، وهذا الدعم مادي بالتأكيد لكنه سيجعل السنة يخسرون كثيرا ويتراجعون في الكثير من المواقع التي تواجدوا فيها بحكم الشراكة والتوافقية ، لأسباب عديدة أهمها بأنهم رجال مناصب ولديهم ألاستعداد التام للتخلي عن الكثير من مواقفهم في سبيل المنصب وتجلى ذلك بوضوح في تشكيل الحكومة عام 2010 وكيف تهافتت زعماء القائمة العراقية ( النجيفي والمطلك والعيساوي والهاشمي ) على تبوأ المناصب وتركوا جمهورهم يراوح مكانه وفشلوا حتى في إطلاق سراح معتقل واحد من معتقليهم الذين كانوا أبرز شعاراتهم في حملتهم ألانتخابية آنذاك ، وفشلوا حتى في عودة ضابط واحد من ضباط الجيش السابق .
واصطفافهم الآن مع العيساوي لا يمثل سوى موقف سرعان ما سيتراجعون عنه ولا يمكن لهم أن يستقيلوا من مناصبهم إحتاجا على ما يدعون من تهميش وإقصاء للمكون السني ، لأنهم غير قادرين على التفريط بمناصبهم مهما كان السبب ، بل هم أفشلوا مشروع سحب الثقة الذين طرح من قبل علاوي – البارزاني لأنهم لا يضمنون الحصول على مناصب في التشكيلة الوزارية الجديدة والتي لن تخرج رئاستها كما اشرنا من الشيعة.
إذن ما هو الحل ؟ هل نبقى في دوامة الأزمات التي يمكن لأي نائب ( طائش) أن يثيرها ويحشد خمسة آلاف يهتفون له على أنغام ( منصورة يا بغداد ) و( إحنا مشينا للحرب ) و( ياكاع ترابج كافوري ) و ( ياحوم إتبع لو جرينا).
مشكلة العرب السنة تكمن بأنهم يريدون دولة يهيمنون عليها ، يريدون رئيس جمهورية ورئيس وزراء ووزير دفاع وداخلية وقادة فيالق وفرق ودولة جارة يحاربونها ، وهذا حقهم الطبيعي فلتكن لهم دولة في محافظاتهم وعلمهم الذي رفعوه في الأنبار الموشح بالنجوم ، لهم كل الحق ، فهم لم يؤمنوا بالتغيير طالما إنهم يرفعون العلم السابق ، رغم إن نوابهم صوتوا على العلم الموجود حاليا وربما نسوا هذا في زحمة ألأزمات الكثيرة.
لتكن لهم دولة مستقلة تجاور دولة كردستان ودولة وسط وجنوب العراق ، وليتخذوا عاصمة لهم وعلما ونشيدا ، هذا الحل ينهي كل ألأزمات بما فيها أزمات الجنوب العراقي الذي يصدر ما يقدر بثمانين بالمئة من النفط العراقي وتصرف إيراداته لترميم محافظاتهم ودعم الإرهاب وسفرهم للخارج ، بينما البصرة تئن من وطأة الخراب، والعمارة لازالت ( مدينة معدان) والناصرية لا زالت مدينة ضباط الصف .
عندما يكون العراق بدوله هذه يستقر وليعمر كل منهم دولته ، وحينها لن تكون هنالك مشاكل سوى مشاكل الحدود الدولية التي يمكن أن تحل عن طريق الأمم المتحدة .
ولكن علينا أن نقول من الخاسر من هذه القسمة ؟ لا ليس الجميع خاسرا ، فثمة رابح كبير في هذه القسمة وفق مشروع بايدن ، الرابح من في أرضه الثروة ، والرابح من له إطلاله على الخليج العربي ، والرابح من سيتخلص من الأزمات الدائمة ، العالم الآن يختلف عن عالم القرن الماضي ، العالم الآن تحكمه العوامل الاقتصادية ، والدول تغير مواقفها وفق مصالحها ، وتركيا اليوم تتغير غدا ، وقطر موجودة الآن وقد تغيب قبل أن تنظم كأس العالم 2022 .
إنها ليست دعوة لتقسيم العراق ، لكنها دعوة لقراءة الواقع والخروج من صدمة سقوط نظام صدام الذي لازال البعض يحن اليه ولنا في قناة ( الفلوجة ) دليلا ، هذه القناة ( تبث أناشيد القادسية ) متناسية بأن من عمرة 30 سنة لا يعرف شيئا عن قادسية صدام هذه ، بل من عمرة 20 سنة لا يعرف من هو صدام ! هذه حقيقة يجب أن يعرفها السياسي السني سواء بالأنبار أو نينوى أو صلاح الدين ، حقيقة يهرب منها الجميع ولا يريدون الإعتراف بها،ويحاولون تخويف العراقيين بالجيش العراقي الحر ! أنا استغرب من أشخاص وصلوا لما وصلوا إليه بفضل سقوط نظام صدام وقيام الديمقراطية في العراق.
وأخيرا أذكر الجميع بالمثل العراقي الشهير ( أكل ووصوص ) كلكم تأكلون من خيرات العراق التي تعرفون من أين تأتيكم لكنكم لا تحمدون الله ولا تشكرونه ولا توصوصون ، ولا ترهنوا مستقبل محافظاتكم بأشخاص كما رهن صدام العراق بنفسه وشخصه.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدوري فاد بقرنا
- هل تؤيدون دولة كردية؟
- مسوكجي العائلة
- المطر وأجندات دول الجوار
- رزنامة أزمات 2013
- إنتخبوني رجاءً
- الدور الإسرائيلي .. المخفي والمعلن
- البطاقة التموينية والمبالغ النقدية
- أربيل والكويت
- متى يأتي الأسبوع القادم؟
- حجاج أردوغان
- ماذا ستفعل لو كنت رئيس الجمهورية
- وعود إنتخابية لعام 2014
- برزاني الله يحميك
- القائمة العراقية وهامش البقاء
- تكاليف صحة الرئيس
- البنى التحتية .. إمتحان القوى السياسية
- من يريد الهاشمي؟
- أزمة راقصات
- توزيع الدستور


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - هل آن الأوان لتقسيم العراق ؟