|
الأسد يجتاح الكويت .. المخرج عاوز كده !
نادية على
الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 17:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فازت سوريا لاول مرة ببطولة غرب آسيا على العراق فى البطولة التى استضافتها الكويت ديسمبر 2012 ، وكعادتي اتابع جل المقابلات الرياضية خاصة اذا كانت فى تلك الأهمية ، غير ان ما لفت انتباهي منذ ضربة البداية ان مخرج المبارات كان يحرص على ان لا يظر الجمهور ، الذي هو عادة اجمل ما فى الملعب ، وتساءلت اذا كان هناك قرار من الاتحاد الآسيوي بإجراء المقابلة من دون جمهور ، الاً ان بعض اللقطات التى لا يمكن للمصور تجنبها ، مثل الضربات الركنية او الجانبية او ضربة المرمي كانت تظهر جزءا منه .
وكنت فى مقهي "عراقي " باريسي مجتظ بالمشجعين من اصول عربية ، كانت تشجع الفريقين كل حسب انتمائه او ما يعجبه ، و بدي الاستغراب واضحا فى الأحاديث الجانبية لكلا الطرفين من عدم مرومر المخرج. ولو للحظات بسيطة بالمدرجات الشبه مجتظة بالمشجعين ، فى سابقة غير رياضية لمقابلة نهائية للقب قاري خاصة انه بين فريقين يحتاج مشجعوهما للفرجة ، لتناسى مآسي بلديهما الغارقين فى بحور الدم والمعناة البشرية ، اذ لا صوت فيهما يعلو على صوت الرصاص والسيارات المفخخة ، وفى احسن الأحوال مسدسات كاتمات الصوت والأسلحة البيضاء للاستمتاع بذبح الاطفال والنساء لكي لا تنقص الذخيرة .
بدي ان الحضور منقسمون فى بعض الاحيان يعزون ذلك لنقص الكاميرات فى الملعب ، والبعض يقول هي قلة خبرة فى التصوير ووو...، مع ان القناة الناقلة " الجزيرة الرياضية " تمتلك احسن واحدث الأجهزة الفنية المختصة ، واكبر طاقم إعلامي ورياضي يغطي احسن البطولات العالمية ، وحتي انها تحظي باحتكار تغطية كأس العالم وكؤوس القارات الخمس ، فكيف تكون غير قادرة على نقل صور الجمهور فى إستاد الكويت ؟ ،
بعد تسجيل المنتخب السوري الهدف سمعنا صرخا كثيرا ممزوجا بفرحة للاعبين الذين توجهو للمدارج مما يوحى ان هناك جمهور غفير ، الاً ان المخرج ابدع فى عدم اظهارهم ورمز على سجدة للاعبين السورين لكي لا ترتفع كاميرات مصوره عن أرضية الملعب ، وحتي عند اطلاق صافرة النهاية واثناء تتويج المنتخب السوري كان التركيز على الشخصيات الحاضرة وإظهار جمال المضيفات وهنً يحطن بالاًعبين اكثر من الأبطال والجمهور .
لكن الاكثر دهشة من كل ذلك ان عدسة مصور الجزيرة التي طوال تسعين دقيقة لم تظهر الجمهور ، استطاعت فى اليوم التالى فى إبداع مستغرب نقتله عنها أخواتها " العربية " ومثيلاتها ونشر على اليوتوب، مرفقا بتصريح لا ينسب اللاعب بل لرابطة الاحرار المناوئين للنظام ، دون تأكيد او نفي من اللاعب وغابت عنا تغطية المؤتمر الصحفي للمدرب السوري والمعتاد بعد كل تتويج لأي مدرب ، نشر ما ادعت انه مسجل الهدف الوحيد " عمرو السومة " بعد تسجيله الهدف يتجه للجمهور ، وكما تدعي الصور يحمل علم الثورة ويهنئ أنصارها ويهديهم النصر وكانه لا يوجد فى المنتخب الذي يضم 22 لاعبا سواه .
بغض النظر عن ذلك التسجيل وإمكانية منتجته فان المدقق فيه ، يري ان ذلك الجانب من الجمهور الذي حظي بالتصوير ، كان مأموما بالنائب الكويتي السابق السلفي المتشدد " وليد الطباطبائي" ، وهو يحمل علم الثورة السورية- فى صورة جديدة من صور " الشاهد العيًان " ،مع السلفيين ان يعتبرون مشاهدة كرة القدم من ضمن المحرمات ، ويقولون عنها ان وسيلة ابتدعها الغرب لاغراق شعوبنا و شغلهم عن ديتنهم ، فاتمني ان يوضح لنا بأي فتوي استطاع حضور المقابلة وأين وجد سوريين سمر بملامح خليجية ، اذ يبدو من الصورة ان من يتوسطهم لا يمتلكون اوصاف سورية ( شقر ؛ بيض اي ملامح متوسطية ) ، وتحمل عنوان " المدرجات المخصصة للجمهمور المناوء للنظام السوري " وكأننا فى برنامج الاتجاه المعاكس ، ولسنا فى مباراة كرة قدم .
وفى الوقت الذي تناقلت المواقع الاكترونية نقلا الجزيرة ذلك التسجيل ، انهالت على اليوتوب صور وفيديوهات كان واضحا انها من المدرجات لكثرتها ووضوحها ، لتكشف لنا سر معاقبة الجمهور وعدم إظهاره اثناء المقابلة ، وتبين المدارج المخصصة للجمهور السوري مكتظة بالشباب وحتى النساء ، يحملون علم الجهورية السورية وابعد من ذلك يلبسون فأنيلات تحمل صورة "الرئيس السوري بشار الاسد " ، وكان واضحا من العدد الكبير ومن ملامحهم التى لا تدعو مجالا للشك بهويتهم ، انهم ارادو إرسال رسالة ان الاسد رمز لسوريا حتى الان مع انهم لسو فى دمشق بل بالكويت .
فى الحقيقة ما اوسخنا ... بل ما اوسخكم ؛ وصل بكم الحد الى تدنيس مقابلة رياضية ، من حقنا كمشاهدين ان نستمتع بها فى اجواء رياضية بعيدا كيد ودسائس السياسين ، ام انه فصل من تمزيق سوريا وتدميرها لدرجة انه لا يحق لها ان تفرح ؟ الم يكفي الجزيرة وأختها العربية ومنىيحذو حذوهم ما يفعلوه بسوريا من تضليل إعلامي ؟ ، كان له الدور الأعظم فى تمزيق البلد وإثارة الفتنة بين طوائفه ، واغراقه فى مسلسل من المذابح الطائفية لا تخدم الاً اعداء الانسانية وأعداء سوريا ، الى متي سيظل دور هذه القنوات قذرا وسخا ؟ ام هو اسلوب اخر لحسم المعركة بعد عجزت السواعد عن حسمها .
عجبا للمستوي الذي وصل اليه إعلامنا العربي الذى اصبح لا يمتلك أدنى مقومات المهنية ، حتى اثناء نقل مقابلة رياضية كان واضحا منها ، ان ما يحرص عليه أبطالها هو رفع راية الوطن عالية متناسين ما يجري فى بلدهم ، وكأنما يسعون اليه بأقدامهم ان يكتبو للتأريخ ان سوريا للجميع ، وان التتويج فى دفاتر الفيفا يسجل باسم سوريا الدولة وليس لهيئة او تنسيقية ، مع الدولة ممثلة بالاتحاد السوري هي من يدفع رواتب المنتخب والإطارات الفني ونفقات الفريق ، الا يحق لها بعد كل ذلك ان تفتخر باول تتويج هو غصبا عن الجزيرة سيدونه التاريخ لهم .
اما لهؤلاء الإعلاميين بحسرة اقول : الم يحن الوقت لنقفو مع أنفسكم لحظة صدق وتصحو ضمائركم من خداع المشاهدين؟ ، الان يستحق منكم المشاهد نقلا عادلا دون تزييف لمبارات رياضية ؟ و هل كان ضروريا نقل المعركة للملعب ؟ اين هى حرية الرأي والتشجيع ؟ الا تعيبون على النظام السوري منعكم من نقل الاحداث وتدعون حجب الحقيقة ؟ او هو من منعكم من نقل الصور فى الكويت ؟ عجبا هل اجتاح الاسد الكويت !!!
#نادية_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مندلاوي : طالباني أنت أم أمريكاني...؟!
-
نعاج السنة ... نظف اعقالك!
-
صحفيون بلا أفواه !
-
يحكي ان ...مذبحة هنا ومحرقة هناك !
-
الاتحاد الخليجي ..خرج ولم يعد !
-
خوف على سنة لبنان ...اهلا اهلا القاعدة فى لبنان !!!
-
ما اوسخنا ... نقتل القتيل ونمشي فى جنازته
-
مصر تتشيع...الله!! هو فيه إيه ؟
-
من قلب الطاولة على ساركوزي ؟؟
-
الأنتي ساركوزي وحسم صراع الاليزيه
-
ارهاب انتخابي لكسب الناخب الفرنسي!
-
عودي الى بلادك
-
كفى......قطر - STOP QATAR -
-
جمعة التآخي أم الطوفان؟
-
سوريا بين مستنقع المخربين وآمال الوطنيين
-
الثورات العربية و الشاهد العيّان !
-
مجلس الغرب يريد إسقاط العرب !
-
الثورات العربية و سيناريوهات الحرية !
المزيد.....
-
قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا
...
-
أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق
...
-
الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي
...
-
موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق
...
-
الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC
...
-
بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى
...
-
كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول
...
-
واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ
...
-
البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|