أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نادية علي - ارهاب انتخابي لكسب الناخب الفرنسي!















المزيد.....

ارهاب انتخابي لكسب الناخب الفرنسي!


نادية علي

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 21:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قبل يومين فقط من التصويت لحسم معركة الطريق الى الاليزيه ، تعيش فرنسا حالة فريدة من نوعها تكاد تكون الاولى فى تأريخها ، حيث كانت دائماً تتضح الرؤية من خلال استطلاعات الرأي كلما اقتربت لحظة الاقتراع ، غير ان الجديد هنا هو أن نسبة كبيرة من الفرنسيين لم تحسم الى غاية الان قرارها بين المرشحين العشرة لنيل شرف الوصول الى الأليمة ،  لكل برنامجه وشعبيته لكن التنافس الجدي محصورٌ  بين مرشح اليمين ساركوزي ومرشح اليسار فرانسو هولاند ، الذي يتقدم اليوم حسب استطلاعات الرأي بأربع نقاط على ساركوزي .

كانت الحملات الانتخابية حامية الوطيس بين المتسابقين ، وتصدرت الأزمة الاقتصادية والبطالة القائمة فى برنامج كل مرشح ، الا ان الارهاب أيضاً كان حاضرا بشكل واضح خاصة من قبل ساركوزي ، الذي حاول استغلال جرائم تولوز فى منصف مارس ، وقد بدا ذالك واضحا من خلال الدراما البوليسية التى جاءت فى بيان وزير داخليته " كلود جيان " حول تلك الواقعة  ، حيث اعلن الوزير فى قناة "BFMTV " الفرنسية : تأكيده مقتل الفرنسي من اصل جزائري "محمد مراح -24 سنة  " والمتهم بقتل  سبعة اشخاص في تولوز ومونتوبان منذ 11 اذار/مارس، حسب الرواية الرسمية، و هم مظلي فرنسي اولا في تولوز يدعى عماد بن زياتن، ثم مظلين اخرين في 15 اذار/مارس في مونتوبان هما عبد الشنوف ومحمد لقواد وأصاب ثالث بجروح خطرة، والجنود الثلاثة القتلى فرنسيون من اصل مغاربي والجريح من الانتيل ، وبعدها قتل رجل يهودي وأطفال يهود فى هجوم على مدرسة يهودية كماقيل  . 

وكان الوزير " كلود جيان " قد صرح للقناة الفرنسية "BFMTV "  : ان " محمد مراح " مات  بعدما أن  رمى بنفسه من نافذة الشقة وهو يطلق النار وقد عثر على جثته فى شرفة المنزل ، واكد ان أجهزة فيديو أدخلت إلى الشقة لكشف ما فيها، مضيفاً ان  الوحدة الفرنسية التى حاصرت الشقة لمدة اربع وعشرين ساعة ، قطعت الماء والكهرباء والاتصال عنه ، وانه قد تم التفاوض مع " محمد مراح " من اجل الاستسلام  ، وان عناصر الوحدة الخاصة استطاعت احداث حفرة فى الحمام لاستخدامها لضخ الغاز المسيل للدموع ، ثم بعدها خرج من الحمام وأخذ يطلق النار بعنف شديد  وفى كل الاتجاهات . 

موت " محمد مراح " أشعر الكثيرين بالارتياح لان الداخلية الفرنسية فى دراما خيالية ، كانت عثرت على ضالتها فى ظرف وجيز ، لكن التناقض كان واضحا فى هذه الدراما البوليسية التى كانت تداعياتها كبيرة  على مسلمي فرنسا، مع ان نصف الضحايا في تلك الواقعة مسلمون ،  وتلت ذالك مداهمات فى اوساط المسلمين وطرد لأئمة مساجد.  
،لماذا قتل "محمد مراح " ؟ ألم يكن القبض عليه ومحاكمته افضل  ؟ هو متهم وليس مداناً وحسب القانون المتهم بريئ حتى تثبت إدانته . و فى اعتراف رسمي فان الماء والكهرباء والاتصال قطعوا تماماً عن شقته. وحسب نفس الرواية فان اجهزة الكشف بينت انه كان مختبئاً فى الحمام وتوصلت الفرقة الخاصة لأحداث فتحة فى جدار الحمام فلماذا لم يسربوا الغاز المسيل للدموع  الى مكانه او يستمر الخسار عليه لمدة أطول حتي يضعفه الجوع والعطش ويستسلم؟  .
 
هذه الواقعة أعادت الى الواجهة فزاعة الارهاب الإسلامي ، وهي مفيدة لكسب أصوات اليمين المتطرف واليهود ، مع ان المجلسين الاعلى الإسلامى واليهودي فى اجتماع لهما رفضا اعتبار "جريمة " قتل اليهود دينية،  وطالبابتحقيق فورى ودقيق لكشف كل الملابسات، ومع ذلك فقد استغل القائمون على حملة ساركوزي الامر ، وشنوا حملة دعائية كبيرة لربط الامر بالمسلمين ، ما جعل الكثير من النقاشات تدور حول ولاء المسلمين لفرنسا وبدأت حملات التشكيك حولهم ، وذكّرنا ذالك باستخدام ساركوزي فى العام  2007 لورقة المهاجرين والتى أكسبته اصوات اليمين المتطرف وحسمت معركة الدور الثاني ضد مرشحة اليسار آنذاك سيجولين روايال . 

الغريب ان العزف على هذه الأوتار الحساسة لم يؤت أُكله حسب اخر استطلاع للرأي منشور يوم (20 مارس 2012 ) ، والذي أعطى المرشح الاشتراكي "هولاند" ثلاثين فى المائة وحل "ساركوزي " ثانيا بستة وعشرين و" ماري لوبن " وهى يمين متطرف جاءت  ثالثة و"ملانشون" يسار رابعا و"فرانسو بايرو" وهو وسطي حل خامسا ، وفى قراءة لهذه النتائج نرى انه فى الدور الثاني سيكون الاختبار الحقيقي ، لورقة الارهاب وربطها بالمسلمين حيث انه فى حال صدقت التكهنات سيكون لليمين المتطرف والوسط مجتمعين نسبة خمسة  وعشرين فى المائة ، وهى نفسها التى استقطبها "ساركوزي " فى العام  2007 تحت شعار " خطر الهجرة " .
 
وفى الجهة المقابلة لساركوزي ،  ظهرت لباقة المرشحين ودورهم الاخلاقي فى التنديد بجرائم تولوز والتعاطف مع أسر الضحايا ، لكن يؤخذ عليهم عدم فضحهم استخدام  " ساركوزي" لها انتخابياً ، ومع اقتراب ساعة الحسم ظهرت على السطح انقسامات فى اليمين عموما ، واعلن" جاك شيراك " دعمه لفرانسو هولاند فى سابقة من نوعها ، وتخلى جزء كبير من مجموعة "كلان شيراك " زوجة جاك شراك عن دعمهم لساركوزي ، وجاءت الضربة القوية من الوزيرة السابقة فى حكومته " فضيلة أمرا" وهى جزائرية الاصل وتملك شعبية كبيرة فى الضواحي ، وقد اعلنت انسحابها وتخليها عن ساركوزي  ودعمها للمرشح الاشتراكي .

على العموم سيكون يوم الأحد القادم يوما صعبا على  الجميع ، والأصعب فى مابعده حيث يبدأ التأثير الحقيقى للحملات الانتخابية ، وتبدأ حسابات التحالفات الا ان الملاحظ فى هذه الايام ان " ساركوزى " وحملته تبدو عليهم الهزيمة ، ويبدو القلق كبيرا على وجوههم لان لعنة فترته الرئاسية مازالت طاغية على الأجواء ، فمثلا فى اغلب ضواحي باريس ذات الكثافة السكانية، يستخدم  الناخبون عبارة : لا تسألونا نصوت  لمن بل اسألونا سنصوت ضد من ، فى إشارة لرغبتهم في معاقبة الحكومة الحالية والرئيس ، خاصة أن ساركوزي استقطب العداء فى اغلب  الجالية المسلمة التى ترى انه يستخدمها كورقة لكسب أصوات المتطرفين مع انها أكثر عددا منهم .

الغريب ان "ساكوزي" نفسه فى مهرجاناته الاخيرة ، استخدم  مراراً في حديثه عن المرشح الاشتراكي ، عبارة ماذا سيفعل "هولاند" ؟  وفى موضوع البطالة يقول : هولاند لا يستطيع ان يفعل كذا وكذا ، وكانه يقطع ان هولاند فاز بالماضي ، و بدا ذالك جليا حيث ان "ساركوزي "اكثر من  استخدم الأفعال على انها مستقبل دون ان يشعر ، وكانه يعترف بالهزيمة و  ان "هولاند هو الرئيس المقبل لفرنسا ، وهذه النقطة عادة يتفاداها المرشحون لكى لا يعطوا الانطباع  امام انصارهم نفسيا بالهزيمة ، ولكي لا يبدو عليهم الفشل امام من لم يحسمو قرارهم بعد ، 
وفى اوساط مناصريه نلتمس نفس الإحساس بقرب الهزيمة ، و تحل ورقة  ارهاب الناخبين وتخويفهم  محل التركيز على الحلول الملموسة لإرضائهم ، فبماذا يمكن ان نسمي ذالك الاسلوب لنيل الأصوات ؟. 

 

 



#نادية_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودي الى بلادك  
-  كفى......قطر - STOP QATAR -
- جمعة التآخي أم الطوفان؟
- سوريا بين مستنقع المخربين وآمال الوطنيين
- الثورات العربية و الشاهد العيّان !
- مجلس الغرب يريد إسقاط العرب !
- الثورات العربية و سيناريوهات الحرية !


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نادية علي - ارهاب انتخابي لكسب الناخب الفرنسي!