أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بوجنال - أزمة النظام الرأسمالي والحراك العربي - الحلقة الأولى -















المزيد.....

أزمة النظام الرأسمالي والحراك العربي - الحلقة الأولى -


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 00:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أزمة النظام الرأسمالي والحراك العربي
مؤشرا راهنية المنهج الماركسي
- الحلقة الأولى -
محمد بوجنال
لا شك أن الماركسية منهج طرحت وتطرح نفسها بأهمية أكثر كلما عرف العالم وخاصة الغرب منه أزمة من الأزمات بغض النظر عن حجمها؛ إنها البعبع المخيف وفي نفس الآن المستحضرة والمستثمرة على الدوام؛ بالدلالة تلك قال عنها المفكر المابعد حداثي جاك ديريدا بأنها المنهج "الموجود" دوما. فعلى الرغم من وفاة ماركس في القرن التاسع عشر، إلا أن التاريخ يبرز لنا حاجة العالم إليه كمنهج كلما حدثت الأزمات خاصة الخطيرة منها كالحرب العالمية الأولى وأزمة1929-1932 والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وانهيار المعسكر الاشتراكي والأزمة الراهنة،أزمة الانهيار المالي ناهيك عن الحراك العربي المسمى مكرا بالربيع العربي؛ وعليه ، فالتاريخ، بمعزل عن الأهواء والفكر الموضوي، يسجل العلاقة بين الأزمات وعودة ماركس على التوالي متمثلا في منهجه. وبطبيعة الحال ، هذا ليس بالاستدعاء الإختياري بقدر ما أنه استدعاء فرضته وتفرضه ضرورة وحاجة النظام الرأسمالي لحل ألغازه وأزماته. إلا أن الرأسمالية التي هي موضوع تحليل وانتقاد ماركس كانت تتجاوز كل مرة أزماتها مسجلة بذلك إعادة حصول النمو والتطور بفعل استغلال ثروات الدول المتخلفة وكذا فائض قيمة عمل العمال الذي استفادت منه جماهير الغرب بنسبة محددة لنصبح أمام مجتمعات الرفاهية واختفاء الأزمات وانخفاض نسب البطالة وهو الوضع الذي لا يصمد طويلا أمام حقيقة تزييف الواقع بفعل جشع المنطق الداخلي لنمط الإنتاج الرأسمالي، فتنفجر بذلك الأزمات تلو الأزمات.
وفي نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة عرف ويعرف نمط الإنتاج الرأسمالي وبالتالي العالم نفس الوضع متمثلا خاصة في ما يعرف بالأزمة المالية. ومعلوم أن كل أزمة من الأزمات تفرض على النظام الرأسمالي شكلا من أشكال المقاربات تستجيب عمقا لحاجيات النظام ذاك متبنية في ذلك إخفاء الأزمة والتظاهر بكون ذلك لا يتعدى كونه خللا عاديا ومؤقتا في الوقت الذي تعمل فيه جاهدة على ابتكار أشكال جديدة ومتوحشة للرفع من حجم استغلال الموارد الطبيعية والبشرية؛ أو قل في هذه المرحلة، نرى ارتفاع الاستغلال الوحشي في عمقه والمؤذب في شكله، أكثر فأكثر للعمال بمختلف أصنافهم، والتوفر على نسبة جيش احتياطي مريح وهو ما أدى، تبعا للمنطق الداخلي له كنظام، إلى ارتفاع حدة ودرجة الفقر والتفقير. فماركس يرى أن الرأسمالية كنمط إنتاج تخضع لقوانين طبيعتها الداخلية اي الحصول على الحد الأقصى من الأرباح وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالزيادة من استغلال واستعباد الشعوب. ومعلوم أنه كلما ارتفع الإنتاج، يقول ماركس، ازدادت الحاجة إلى المزيد من مصادر المواد الخام الأولية وأسواق توزيع السلع المنتجة وأسواق استغلال واستثمار الرأسمال المتراكم في كل أنحاء العالم واعتماد كل الآليات لمضاعفة نسب الأرباح من حروب واستعمار وتدمير لكل الأنظمة النقيضة، بل وحتى بين الدول الرأسمالية نفسها المتنافسة. ومعلوم أنه كلما استعصى حصول الحل يتأزم طرفي المعادلة؛ وفي هذه الحالة تحصل حتما، في نظر ماركس، الأزمة. ويبسط لنا انجلز ذلك بالمثال التالي: تقوم البيضة بحماية الجنين بداخلها إلى حين الاكتمال ليكسر، وفق القانون الطبيعي، البيضة والخروج منها؛ فإذا عجز الجنين عن تكسير البيضة يصبح مصير الجنين والبيضة هوالفناء. إنها نتيجة القانون الطبيعي المتوحش للنظام الرأسمالي. لكن فناء النقيضين لا يعني فناء المجتمع البشري برمته ما دام فناء بيضة لا يعني فناء كل البيض في الطبيعة. وفي هذا الإطار، فالواقع يؤكد دمار النقيضين في المجتمعات الرأسمالية وبأشكال متعددة يوما بعد يوم؛ منها الأزمات الاقتصادية حيث أن الأزمة تلك تدل على أن التناقض بين النقيضين: البورجوازية والطبقة العمالية قد بلغ مستوى أصبح يستدعي ويقتضي الثورة؛ لكن الملاحظ هو ضعف هذه الطبقة الأخيرة على مستويي التنظيم والقوة؛ لذا، يتدمر النقيضان على السواء ليحصل ما يسمى بالأزمة التي تتميز بالكساد الذي أصبحت تعانيه البورجوازية وكذا العجز عن تسويق وتصريف سلعها بفعل عدم قدرة الطبقة العمالية والمجتمعية على الاستهلاك فتصاب السلع بالفساد ويسرح العمال وتغلق المعامل وتعلن الشركات الإفلاس وترتفع نسبة البطالة وهو ما يعني اقتصاديا دمار الطبقة العاملة بدورها لأن هذه الأخيرة هي التي تمتلك قوة العمل التي وهي تنتج للبورجوازية وضمنا للمجتمع تعيش في الآن نفسه بقوة عملها هي كذلك. وكلما غاب ذلك عجزت وتعجز عن استهلاك قوة عملها التي ستنهار ليصبح المجتمع برمته محروما من إنتاجها. وإذا كانت الأزمات قد تلتها فترات انتعاش وتطور لبنية الإنتاج الرأسمالي، فإن بداية الألفية الثالثة قد عرفت أزمة حادة تميز خلالها الاقتصاد الرأسمالي بالفتور والانكماش الذي صاحبه ارتفاع كبير في نسبة البطالة التي أصبحت بمثابة ظاهرة لم يعد بإمكان دولة ما التخلص منها. ويمكن أن نضيف شكلا آخر من أشكال أزمة النظام الرأسمالي على سبيل المثال لا الحصر نظرا لكونه قد أصبح وضعا عاديا لم يعد يثير الاستغراب والمتمثل في الحروب التي تهدف بفعلها ومن خلالها البورجوازية الرأسمالية العالمية الكبرى البحث عن إيجاد حلول لأزماتها؛ فأينما اتجهت، مرحلة نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، تصطدم بوجود الحروب: في اروبا: البوسنة ،الهرسك...، في آسيا:اليابان ،كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية...،في افريقيا:فلسطين، العراق ،ايران سوريا...،في أمريكا اللاتينية. وخلال كل هذا يحدث الدمار والتخريب والضحايا بين الأطراف المتحاربة وهو الوضع الذي يشكل الفرصة السانحة للرأسماليين لإنتاج الأسلحة والتعاقد لإعادة إعمار ما دمرته وتدمره الحروب المصطنعة.
لقد سبق أن قلنا أن جشع المنطق الداخلي للنظام الرأسمالي أفرز أزمة خانقة أتت على الأخضر واليابس الذي أدى إلى ارتفاع حدة ودرجة الفقر والتفقير: تفقير لم تنج منه حتى أعتى الدول الغربية من قبيل الولايات المتحدة (مظاهرات وولت ستريت) وفرنسا (مظاهرات واحتجاج الضواحي) وانجلترا (مظاهرات الشوارع) ناهيك عن الوضع في اليونان والبرتغال واسبانيا وإيرلندا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا حيث يتم تسجيل وبلترة وإفلاس شركات ومشاريع ووحدات إنتاج الذي انعكس بالضرورة، بطبيعة الحال، على نسبة كبيرة من الساكنة التي تعرضت للطرد والتهميش والعجز عن تسديد الديون.
لقد نظر وأوضح ماركس في مختلف مؤلفاته بأن الأزمة، أي أزمة، تحدث وفق الصراع الداخلي المحدد وفق القوانين المحايثة التي تقتضي فعاليتها المنطقية التفجير وحصول الأزمة الذي يفسرها النظام الرأسمالي كاختلال بفعل عوامل خارجية عابرة. وبطبيعة الحال ، فالتبرير هذا يتناقض وطرح نظرياته القائلة بالعلاقات المنسجمة بين مكونات اقتصاد السوق وأن الأزمة ليست سوى خللا عابرا في الوقت الذي نجد استمراريتها وعمقها بالشكل الذي عرقل المصانع والأبناك والشركات ناهيك عن أخواتهم.
ولفهم طرح ماركس الأزمات لا بد من استحضار تمييزه بين سطح مجال الأزمة المتمثل في القول بالمصادفة والظروف العابرة، وعمق مجال الأزمة المتمثل في النهب واستغلال فائض القيمة.
فعلى مستوى سطح الأزمة نجد الاحتجاجات والتظاهرات ضد الإفراط في الانتاج والاستغلال وتدني الوضع الاجتماعي من شغل وصحة وتعليم ونقل وسكن وحقوق والذي ترجم ويترجم نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة في الأزمة المالية خاصة.
أما على المستوى العميق ، يرى ماركس أن الأزمات علاقات محايثة للنظام الرأسمالي؛ وما الأزمات التي عرفتها فرنسا وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية سوى المؤشر الواضح على صدق تحليلاته التي من أهم ما ركز فيها عليه نجد الأبعاد المالية للأزمات وخاصة المضاربات منها؛ بمعنى اعتبار ماركس موضوع النقد موضوعا هاما في حصول الأزمات والمضاربات المحايثة لفلسفة الإفراط الرأسمالي؛ علما بأن كل الحلول المقترحة لتجاوز الأزمة، في نظره، تعتبر مؤقتة وملطفة من حدة الأزمة تلك بمعنى أنها، وفي نفس الوقت، تسرع من حدتها وبالتالي أشكال العنف الناجم عنها؛ لذا، فبعد مرحلة المضاربات وارتفاع نسبة القروض،يقول ماركس، تحصل عودة الإنكماش باعتباره لازمة السوق الرأسمالية التي تتجسد في ما يسمى بالأزمة المالية.
وعموما يمكننا القول أن المنهج الماركسي ،خاصة في كتاب "رأس المال" قد أصبح يحظى اليوم، بداية الألفية الثالثة، بإعجاب وتثمين نسبة كبيرة من المفكرين والمناضلين من جهة، ومن جهة أخرى بالقلق المتزايد للنظام الرأسمالي إزاءه بفعل ما يمثله من تهديد لفلسفته أدى إلى اشتداد الصراع اليوم بين الدول الرأسمالية ذاتها لامتلاك مشروعية الاستغلال والسيطرة على الأسواق وامتلاك القدرة والقوة لحمايتها وصلت حدود الصراع المستميت من أجل تطوير الأسلحة النووية بالنسبة للبعض، وامتلاكه بالنسبة للبعض الآخر.
هذه المرحلة الرأسمالية الراهنة وهي تصارع من أجل البقاء عملت وتعمل في نفس الآن على تسخير كل مؤسساتها التعليمية والتربوية والثقافية والإعلامية لتمييع المنهج الماركسي من خلال مختلف مؤلفاته وخاصة منها مؤلفه الثمين " رأس المال" الذي يعتبر محتوى فصوله محتوى هاما لفهم أزمة النظام الرأسمالي ومآله في بداية الألفية الثالثة. ومن هنا نقول براهنية المنهج الماركسي في تشخيص وتفكيك وتحديد أزمة النظام الرأسمالي نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.
محمد بوجنال
-المغرب-



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال الشوارع في المغرب طاقة مغذورة
- في الحاجة إلى انتقال العالم العربي من- الواقع /القانون- إلى ...
- التاريخ، الكرامة، الوحدة العربية بين حراك ضعيف واستبداد محصن
- الحراك العربي بين ثقافتين متخاصمتين
- في سلعنة وتسليع الدين
- العدالة كما تريدها فلسفة الان باديو
- التعاقب الحكومي في المغرب وعجز عقل النخبة
- الحراك العربي ومفهوم الثورة
- في مفاهيم:الحراك، الانتفاضة -المغرب كنموذج-
- الحقل الفلسفي الراهن وأهمية الاقتصاد والاقتصاد السياسي
- الفلسفة العربية وقضايا الوعي بمعنى وجود الحراك الجماهيري


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد بوجنال - أزمة النظام الرأسمالي والحراك العربي - الحلقة الأولى -