أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - الحقل الفلسفي الراهن وأهمية الاقتصاد والاقتصاد السياسي














المزيد.....

الحقل الفلسفي الراهن وأهمية الاقتصاد والاقتصاد السياسي


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر الاقتصاد السائد اليوم،نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين هو ما يسمى" بالاقتصاد المرن". ومعلوم أن الاقتصاد عموما قد مر بمراحل منها مرحلة الاقتصاد البدائي الذي يهدف إشباع الضروريات المباشرة؛ لذا شهدنا عدم ظهور النقد وعندما ظهر في فترة ما من هذه المرحلة كالمرحلة الزراعية فقد بقي هامشيا حيث استمرت علاقات المقايضة المبنية على ما نسميه في الحقل الانتربولوجي"بالعلاقات الأولية" التي هي بالكاد العلاقات المبنية على قيم الدم والقرابة؛ أما النظام الإقطاعي فقد عامل الإنسان كعبد منتج لصالح السيد؛ وفي النظام الرأسمالي هيمن الرأسمال وفائض القيمة الرأسمالية وبالتالي تسليع الإنسان وكذا اعتماد التعاقد اللاشخصي محل العلاقات والكرامة الإنسانية. وهناك مسلمة واضحة تقول أن الرأسمال إما أن يتم استثماره بشكل متوحش في مشاريع معينة، وإما أن يتم إقراضه للغير وفق قاعدة نسبة الفائدة والربح المتوحشين وبطبيعة الحال على حساب الحاجيات الإنسانية. فالسوق الرأسمالي هو إنتاج السلعة وتحديد قيمتها وسعرها لا من أجل تلبية حاجيات الإنسان، بقدر ما أن ذلك يتم لأجل الحصول على الأرباح التي هي منطق الرأسمالية وبالتالي اتساع نفوذ السوق والمؤسسات البنكية حيث أهمية النقود المجردة التي ليست بمثابة سلعة ولا خدمة بقدر ما أنها عبارة عن "دال" أو علامة ترمز إلى قيمة مجردة؛ بل ونسجل أن هذا الاقتصاد المرن، مسجلا أعلى درجات التجريد قد أصبح دالا بدون مدلول حيث أن الهدف والغاية أصبحا هما تحقيق التراكم الذي أصبح الإنسان جزء لا يتجزأ منه. هكذا تحددت العلاقات الإنتاجية باعتبارها علاقات سلعية هدفها تراكم السلع والأرباح على حساب على حساب إنسانية الإنسان وحقوقه. لذلك قلنا وما زلنا نقول أن قوانين السوق هي قوانين لا إنسانية، قوانين تعتمد قانون" علة الوجود" الذي هو الإله الرأسمالي الذي هو السوق؛ وفي هذا الإطار تم استغلال اللغة أو قل علاقة الدال بالمدلول؛ فالدولة مثلا في نظر الفلسفة التجريبية الانجليزية هي الجهاز الذي له قدرة تحديد اللغة بمعنى أن الذي يحدد العلاقة بين الدال والمدلول هو عامل القوة؛ في حين أن الفلسفة الاداتية ترى أن الذي يحدد العلاقة تلك هو التشييء الضامن لارتفاع الأرباح والفوائد؛ أما الفلسفة البراغماتية فهي الفلسفة التي تدعو إلى ضرورة التكيف وبمرونة مع مقتضيات الواقع، مرونة تقبل وتتبنى تعريف الأقوياء للغة وإعادة التعريف ذاك كلما اقتضت الضرورة ذلك لتأخذ معنى جديدا وبمشروعية جديدة. هكذا يقول بعض الباحثين أن "فلسطين" أصبحت هي "إسرائيل"، و"الضفة الغربية" هي"يهودا والسامرة" بمعنى أننا أمام ما يسمى بفلسفة المطلق التي لا تؤمن ولا تعترف إلا بمنطق القوة والدوس على حقوق المواطنين والشعوب؛ فإرادة القوة هي التي تفرض السبب والنتيجة، والدال والمدلول وبالتالي هي مصدر الدلالة أو اللادلالة.
إذا كان هذا هو حال الفكر الغربي المحكوم بهاجس الرفع من الإنتاج والارتفاع السريع للأرباح والفوائد، فتسليع المجتمعات العربية أصبح من المسلمات التي يصعب التخلي عنها. فكلا المجالين: الاقتصاد والاقتصاد السياسي يتطلبان من الفكر الفلسفي العربي إعطائهما الأهمية القصوى تحليلا وتفكيكا وتقدا وتركيبا لأنهما العمود الفقري لفهم لغة آليات وقوانين تسليع المجتمعات العربية ومنعها بمختلف الوسائل سواء العسكرية أو الأمنية أو المؤسساتية أو التربوية من إمكانية تحقيق التراكم المعرفي أو الحصول على درجة ما من درجات الوجود التي تمكنهم من الانتقال من أدنى درجات الوجود إلى ما هو أرقى وأهم.
فالوضع العربي إذن تحكمه فلسفات من قبيل العقل ألأداتي والبراغماتي ونهاية التاريخ وغيرها التي أقل ما يقال عنها أنها فلسفات معادية لكرامة الإنسان ومنزعجة من آليات وأهمية الديمقراطية ما دام حصول ذلك يعني، وباللزوم، أزمة اللوبي الغربي. وبلغة أكثر دقة، فالتغيير لا يسمح له بالوجود خارج دائرة اقتصاد النظام الرأسمالي. ومن هنا فالفهم الدقيق لدلالة وتوجهات الحراك العربي يقتضي كذلك استدعاء مستويي الاقتصاد والاقتصاد السياسي؛ اقتصاديا المنطقة غنية: الأرض الزراعية، البحر الممتد، الفوسفاط الكثير، الذهب النفيس، النفط، الموارد الحيوانية، الموارد البشرية؛ هذا المستوى يرتبط عضويا وجدليا بمستوى الاقتصاد السياسي الذي مؤداه خلق وتأسيس البنيات التحتية والترسانات القانونية والتشريعية لحصول الإنتاج وكذا مقاييس توزيع الثروة وتحديد الأجور والأسعار والضرائب. ومن هنا أهمية الفكر الفلسفي في كشف حقيقة الآليات المتحكمة في تحديد دلالة وجود الإنسان العربي والتي نحددها باعتباره آليات منها المهيمن ومنها المسيطر.لذا نقول أنه كلما بقي نشاط ونظام المستويين محكوما بقواعد وقوانين دائرة النظام الرأسمالي، كلما تكلمنا عما سمته الرأسمالية ب"الربيع العربي" وهو تعبير يحمل دلالة إصرار العقل الغربي على احتواء الحراك العربي وفق القاعدة الفلسفية التي نسميها "بقاعدة الاستبدال"؛ وعلى النقيض من ذلك ، كلما تمكنت الفلسفة من تكسير الدائرة الاقتصادية والسياسية للنظام الرأسمالي كلما تكلمنا عن ما نسميه "بالثورة" العربية.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة العربية وقضايا الوعي بمعنى وجود الحراك الجماهيري


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - الحقل الفلسفي الراهن وأهمية الاقتصاد والاقتصاد السياسي