قبقاب جديد بالاورزدي بشارع الرشيد

فالح المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    

بداية الحرب 1983

نزلت بضاعة جديدة بسوق بالاورزدي بشارع الرشيد القريب من الجسر ،
نزل-- قبقاب ابيض امزرّف ازرّوف صغيرة --
يخبل العقل
وصارت مدافع البياعة تضرب الرايح والجاي
لو اتلحك اتحصّل على قبقابٍ لو ما تحصّل ابد
الحك الحك –
قبقاب امسلفن بالسليفون موديل جديد وعالي وجعب خشب وكلشي يرهم وياه –
خبرني صديقي قحطان بن حجي فيصل
وراح يجيبلي لي قبقاب من اورزدي الرشيد ،
قحطان خوش شاب ويلبس اهدوم هلوه وهو رشيق وكلشي يرهم عليه ، يبتكر موديلات جديدة
آني ما يناسب جسمي ولا قدمي
طويلة وعريضة وماتتناسب بس خلي انشوف يمكن اتصير ، بعدين موديلات القبقاب انتهت منذ زمن بعيد ليش نزلت للاورزدي اخاف هاي دالغة مال الجيش الشعبي يمعود شنو آحنه ناقصين قباقيب
متشوف الفانتوم مال عمو خميني فوق بغداد تقصف ايّ شيء واذا راح ايشوفون هذا القبقاب بالاقمار الصناعية ؟؟
هسه تلكي ابو عنّون ايكوم ايزيّد كمية العرق الُمُسيّح ويكوم يشرب اكثر
لو يزيد لعب القمار بالريس سيس
وصلني القبقاب المسلفن بالكارتونة من اخت قحطان ووضعته تحت المخدة رائحته طيبة جداّ مثل عطور فرنسي ،بقيت احلم بأيّ مناسبة البس هذا القبقاب وهو وشويه اصغر من قدمي( الخلفية طالعة) كعب القدم وكُسع
تزلّط وتطلع تتمزلق اشون راح انحل هاي السالفة مو مشكلة احطله كراكيش واكبّره عند الاسكافي القريب من صباح ابو الجرايد مطعم الطليعة مقابل سينما الفردوس

راح اشتري سروال جديد يمكن يتغيّر شكل الكعب ؟؟ تمرنت على المشي بالقبقاب ذهابا وإيابا متنقلا من غرفة الى غرفة في بيتنا احاول اقناع اقدامي بالموديل الجديد ،ولا اعرف ايّ يوم لبست القبقاب وذهبت لباب الشرقي ونزلت بالنفق وسقطت متدحرجاً نحو الاسفل تعرقت الاقدام وتمزلقت فجأة وتمزق السروال الجديد واصبت بجروح وخدوشٍ
بعدها صار القبقاب تشريب بلا بصل وحكم عليه بالاشغال الشاقة –
ممنوع من زيارة البارات والشوارع
– خلف البيت مع بقايا الذكريات –




----

قحطان مواليد 59 او 60-- فقد اثناء الحرب مع إيران -- هو بن حجي فيصل التكمجي مقابل محل عملنا بباب الشيخ
حجي فيصل هو اخ غازي التكريتي الممثل العراقي المعروف – هذا لقب التكريتي ليس له علاقة( بصرّام )لامن بعيد ولا من قريب وهناك عوائل تكريتية تسكن بغداد منذ مئة سنة او اكثر وأنا كنت شاهدا هؤلاء اناس شرفاء وليس لهم علاقة بجرائم البعصيين ؟؟
حجي فيصل يربي الطيور الحمر فوق بيتهم ويوميا يطيّرها بالاعالي يعشق الطيور بشغف – وهو يسكن نفس الفرع قريبا من عمله بسباكة المعادن وفي هذا الشارع الصغير كان هناك بيتين فقط لاغير والباقي كلها محلات خراطة المعادن--
البيت الآخر كان يُلقّب العاني ولا اتذكر اسم الرجل لكن فقط كنت ارى بنته وهي كانت كبيرة السن واعتقد انها لم تكن متزوجة وتسكن مع ابيها –

وحجي فيصل رجل طيب القلب ويوميا تمرّ بنته عليه وكنت ارى كيف يتعامل مع بنته بكلّ ثقة وبكلّ حبّ وهي تذهب الى عملها –
منطقة باب الشيخ هي منطقة صناعية وسكنية وقريبة من مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وحسب ما سمعت عن الشيخ انه رمى حذائه من بغداد الى كيلان او بالعكس ؟ كنت ارى الكثير يأتون لزيارته حتى من الهند ومن باقي الدول وهو مرقد جميلا ويتوسط مناطق بغداد القديمة جدا وكان اهلي يبعثوني كي اجلب لهم شوربة عبد القادر وهي توزع يوميا ،، وكلّ واحد عنده مرادا يذهب لطلب الشوربة المليئة باللحم



هذه ذكريات لشخصيات اكلها الدود والنمل
كنت اتمنى ان اكتب عن شخصيات باب الشيخ بشكل اكثر وبتفصيل دقيق لكنني لااستطيع الغوص بتفاصيل ؟؟ فأنا ميالا( للتجريد) الكائات الحيّة والميتة – او اللجوء للكتابة الهزلية اجد نفسي فيها متحررا من كليشة القيود ؟
كلّ شخصية تحتاج رواية
من ابو عنّون الذي كان ينام مع اخوه مجبل في نفس محل العمل – يشربون العرق المسيّح بشكل مفرط وفي الصباح عندما اذهب لفتح الدكان يطلب مني ان اجلب له الشاي من ابو طارق الجايجي الكوردي من اهالي خانقين ؟ هذا الجايجي كان يتذمر كثيراً من رائحة كحول كوب مجبل اراه يقرء آيات قرآنية - مجبراّ ويغسل الكوب عدة مرّات بالماء المغليّ – مجبل متزوج وليس له اطفال وزوجته( حجية )
آخر مرّة رأيت جسده ممددا بسرير الانعاش
توقف القلب كلشي كوقف

#فالح_المشهداني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل