مختبر السرد السياحى 1 : السرد السياحى والغياب العربى

احمد قرة

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 23:51
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

ربما تكون من ابرز السمات البارزة للدول الفاشلة هى قدرتها على خداع نفسها اولا ثم ممارسة خداع شعوبها بعد ذلك ، بان توحى اليها ان لديها ما لدى مثيلاتها من الدول الناجحة ، من هياكل ومؤسسات واجهزة ومختصين وايضا خبراء، رغم ان الواقع يكون عكس ذلك تماما ، فما لديها لبي سوى ماكيتات وهمية لتلك المؤسسات ومبانى لاجهزة مجوفة تحمل فقط يافطات باسماء تلك الاجهزة ، وموظفين تطلق عليهم اسم خبراء وهم لايعرفون الفرق بين حرف الالف وجوز الذرة كما يقول المصريين ، كل ذلك فقط كى تداوى نفسها وفشلها بخداع انفسها وشعوبها، ولعل برنامج مصر النووى وموقع الضبعة ، هى خير مثال لتلك الحيل والاعيب الذى لم يكن سوى سور اسمنتى يحيط بمكان يبدو مهجورا و علية يافطة يربون خلف تلك الاسوار الدجاج ، وغيرها نماذج كثيرة ، ربما يكون اكثرها طرافة هو ذلك التجمع الذى اعلن من خلال ما يعرف بالمركز العربى للاعلام السياحى الذى عقد الملتقى الرابع لة اخيرا فى فندق ماريوت القاهرة ، هو احد تلك النماذج التى لم تكتفى باطارها المحلى بل تجاوزتة الى الاطار الاقليمى ، فلم بقل لنا احد منهم اين هو هذا الاعلام السياحى العربى ومن هؤلاء الذين يمارسونة وما علاقتهم بصناعة السياحة وممارستهم لها كى يمكنهم من تقديم اعلامى سياحى متخصص، واين هى تلك المنتجات الاعلامية السياحية المعروضة ، واين الطريق اليها ، فمثلا فى مصر هل تلك الصفحات التى تتواجد فى الصحف الكبرى مثل الاهرام والاخبار والجمهورية هى اعلام سياحى ، وهل هؤلاء الصحفيين المشرفون على تلك الصفحات يعرفون تقنيات صناعة السياحة وخباياها ، فصفحة السياحة والسفر التى فى كل خميس بجريدة الاهرام ، ما هى سوى مقال تحصيل حاصل للمشرف على الصغحة وهو الصحفى مصطفى النجار ، والذى تحول من صحفى كان يتابع اعمال مجلس الوزراء الى مشرف على صفحة للسياحة ، فوجد ان الفرصة سانحة والجهل منتشر بشكل يكفى ، بل لقد اعتبر نفسة كخبير سياحى رغم انة ليس لدية هذا التاهيل لذلك الاعلام المتخصص ، وباقى الصفحة عبارة عن اعلانات مدفوعة الاجر واجتماعيات سياحية لاقيمة لها، وعلى نفس المنوال تجد كل ما يعرف بالصحافة السياحية التى ليست لها علاقة بالمهنة وتقنياتها ، اما من جانب مستوى الاعلام الحديث والرقمى ، فلا يوجد سوى القليل مما يقبلون هذا التحدى الذى يمثل افق الاعلام السياحى ، اولا بسبب عزوف خبراء السياحة العرب عن نقل خبراتهم مثلما يحدث فى المجتمعات الاوربية والامريكية ، بالاضافة الى التسلط السياسى الذى يقصر الاعلام السياحى على دمج اخبارة فى الخبر السياسى والاجتماعى، لذا فقد كان من الافضل لهؤلاء الذين اجتمعوا لتكريم مالا تكريم يستحق او للاحتفاء بما لاوجود لة كى يحتفى بة، ان يعملوا اولا على وجود اعلام سياحى ويجعلونة يولد اولا ثم بعد ذلك ينظرون لمستقبلة
، ومن هذا المنطلق كان اطلاقى لسلسلة تلك المقالات التى تحمل مختبر السرد السياحى ، والتى انشرها بشكل حصرى ووحيد لموقع الحوار المتمدن وقراءة اللذين هم صفوة المجتمع العربى ومفكرة ، محاولا ان اطرق هذا الباب الذى ربما لم يطرق من قبل ، فى محاولة عرض تقنيات هذا النوع من السرد الذى بطبيعة الفقة السياحى الذى يجمع مابين السياسة والاقتصاد والعلم والفن ، وكافة الاتجاهات السردية السياحية وتكتيكاتها العالمية ، ومدى اهمية توظيفها فى رسم الصور الذهنية للدول ، وايضا عدم اغفال تغيير الكثير من المفاهيم الجيوسياسية ، بعدما طويت الخرائط واصبح العالم الافتراضى للشبكة العتكبوتية ، شديد الالتصاق والتاثير فى العالم الموضوعى ، راجيا ان يكون ذلك اضافة للخروج من الكثير من الشرنقات السائدة على الفكر العربى

#احمد_قرة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل