أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (58): مصر فى مواجهة الدولة الموازية















المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (58): مصر فى مواجهة الدولة الموازية


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعنا منذ الثورة الكثير من المفاهيم المتعلقة بوضع الدولة المصرية بما تعنيه من مؤسسات وسلطات تقوم أو يفترض بها أن تمارس تلك المؤسسات. وفى حين برز على السطح واستمر لفترة طويلة مفهوم الدولة العميقة، ظهر إلى جانبه وعلى مراحل تزيد وتقل مفهوم غياب الدولة وتراجعها، وصولا فى المرحلة الأخيرة لوضعية ومفهوم أكثر تطورا وربما يعبر عن مرحلة الصراع الحالية التى تمر بها الثورة المصرية وهو مفهوم الدولة الموازية. ولا أسعى هنا إلى تقديم تعاريف نظرية للمفاهيم السالفة الذكر، وربما عدم استخدام مفاهيمها النظرية المتعارف عليها، بقدر ما يعنينى ما تعبر عنه على الأرض وما تحدثه من آثار على مسار التطور الديمقراطى المصرى المأمول فى مرحلة ما بعد الثورة.

وبداية فقد استخدام مفهوم الدولة العميقة (أو مفهوم دولة داخل الدولة) بالأساس للإشارة لحمل مصر الثقيل من فساد فترة ما قبل الثورة، وما ارتبط بالفساد من آليات وروابط تمكن النظام من التغلغل إلى عمق الدولة والوجود فى مفاصلها الرئيسية وكافة مؤسساتها بما يمكنه تاليا من إعاقة عملية التغير المطلوبة ويجعلها تحدى لعملية الإصلاح. واستخدم المفهوم فى المجال العام للإشارة إلى الفلول باعتبارهم الأكثر ارتباطا بنظام ما قبل الثورة، والأكثر انتفاعا منه.

فى حين ارتبط مفهوم تراجع الدولة بظاهرتين أساسيتين: الأولى تتمثل فى زيادة مساحة البلطجة وما عرف بالإنفلات الأمنى الذى تزايد وتراجع فى دوائر متكررة خلال فترات مختلفة يمكن بدورها ان تؤشر لكثير من التطورات التى مرت بالثورة ومرت بقوى إعاقة الثورة سواء ممن شارك فيها وتغيرت مواقفه تاليا أو ممن عارضها منذ البداية. وقد ظهرت ملامح تلك الفترة واضحة فى تراجع دور الشرطة كممثل للدولة. وارتبطت المرحلة الثانية بتراجع الدولة عن القيام بأدوارها الأساسية فى مقابل عدد من القوى الموازية التى ظهرت على السطح مع الثورة وتطورت إلى ما نراه حاليا من حالة تدشين الوجود الفعلى لتلك القوى التى تقوم بما يفترض أن تقوم به الدولة ومؤسساتها الرسمية.

وبدوره ظهر تراجع الدولة واضحا فى عدة حالات مثيرة للاهتمام، ولكن تم التعامل معها على أنها حالات فردية، رغم ما للعبارة من سمعة واستخدام سيئ من فترة ما قبل الثورة. فوجدنا تحركات ضد احتفالات تقام فى جامعات أو مبنى تابع لمحافظة من المحافظات من قبل حركات ترفع شعارات إسلامية وترى أن الحفلات بما فيها من أغانى وموسيقى حرام، يتبعها رضوخ تلك الجهة لما فرض عليها من تحرك بذريعة تجنب التصعيد. دون أن تملك السلطة التعامل مع فكرة فرض جماعة ليس لها صفة حكمها على النشاط المحدد سلفا. وهو نفس ما حدث فيما يخص الحديث عن "تهجير" أقباط من مساكنهم كنتاج لجلسات عرفية تمت بعيدا عن الدولة ومؤسساتها أو بحضور رمزى للسلطة لا يملك حماية حق المواطن فى الأمان فى مسكنه. كانت تلك مجرد تحركات هنا وهناك ولكنها ظلت فى تواجدها كقمة جبل الجليد مجرد جزء صغير من جزء كبير تحت السطح، قد لا يظهر كله ولكنه أكثر خطورة من هذا السطح.

ومع تطورات الأوضاع ظل تراجع الدولة أو غض الطرف والتجاوز عما يحدث من بعض الأطراف فيما تكرر حوله الكثير من الجدل وزادت حوله الإشاعات التى لم تحسم، والتى تغذى بدورها التفسير التآمرى. فهل ما يحدث جزء من صفقة رئاسية، وهل ما يحدث جزء من تسديد دين انتخابى، أو أنه جزء من أجندة أكبر تتجه لها مصر وتهدد ليس فقط ثورتها ولكن تهدد بقاءها كدولة قومية مستقلة وذات سيادة. وهنا تحديدا ظهر الحديث عن الأوضاع فى سيناء كملف من الملفات المهمة والتى تتقاطع مع كثير من الشكوك المحيطة بعملية التحول التالى للانتخابات الرئاسية بصورة واضحة والتى ظل الجدل حولها إعلاميا ورسميا وشعبيا مربكا ومثيرا للقلق وعدم الاطمئنان كنتيجة لغياب الشفافية والوضوح والثقة.

ورغم أهمية كل ما سبق تعد الأحداث الأخيرة المصاحبة للمظاهرات التى وقعت حول محيط قصر الاتحادية، وما حدث بداية من يوم ٥ ديسمبر الماضى، الجزء الأوضح من جبل الثلج الذى لم يعلن عن كامل حجمه بعد. فقد ظهرت جماعات مسلحة من خارج مؤسسات الدولة وهى تقوم بالدور الأمنى -أو القعمى أن جاز القول- للدولة وبشكل علنى. وهو أمر يتجاوز الحديث القديم عن الدولة الموازية بمعناها الاقتصادى حيث تتواجد أنشطة اقتصادية غير رسمية وممارسات اجتماعية تنتج آلياتها غير الرسمية اجتماعيا واقتصاديا. نحن هنا أمام طرف ما يقوم بدور "أمنى" يعد بدوره من الأدوار التى يفترض أن تحتكرها الدولة لنفسها بوصفها اختصاص أصيل للسلطة الرسمية. ولم تكتفى مؤسسات الدولة الرسمية بغض الطرف فقط خلال تلك الأحداث، ولكنها تجاوزته إلى المساعدة والمشاركة فيه كما نقلت العديد من الشهادات والتصريحات المنقولة ممن شهد تلك الأحداث أو وقع ضحية لها. وشهدنا الكثير من الفيديوهات التى تكشف بشكل واضح عمن قام بالهجوم على الخيم التى كان يستخدمها المتظاهرون، وشهدنا الفيديو الشهير للتمويل الأجنبى الذى تطور من كنتاكى فى أيام مبارك إلى جبنه نستو فى العهد القريب. ولم يخرج من الخطاب الرسمى ما يوضح من قام بتلك الهجمات ومن يحاسب على الدماء المصرية التى سالت والقلق الذى سيطر على الجميع. وأصبحنا فعليا فى موقف عبثى ولكنه وسط عبثيته وربما بسبب هذه العبثية ذاتها تحول إلى موقف مخيف للغاية فى ذاته وفيما ينتج أن يتبعه من تطورات.

زاد من تلك الصورة العبثية حالة الحصار التى تعرضت لها مؤسسات الدولة، فرغم عدم التكافو فى القوى التى تقوم بعملية الحصار وطبيعة عملية الحصار من حيث استمراريتها وتماسكها ظلت الفكرة واحدة وهى أن مؤسسات الدولة محاصرة، وأن حالة الإنفلات الأمنى التى تم الإشارة لها مررا من قبل السلطة بوصفها عائق لحركة الإنتاج قد تجاوزت المصالح الخدمية إلى مؤسسات سيادية. ومن حصار للمحكمة الدستورية، لحصار لقصر الاتحادية، لحصار لمدينة الإنتاج الإعلامى. يضاف لها تحرك رسمى منفصل عن حركة الشارع سواء فى تعامله مع ما يتردد من تسريبات أو مواقف وشهادات، أو فى تعامله الرسمى مع المواقف الكبرى وخاصة الإعلان الدستورى وأحداث قصر الاتحادية وموضوع الاستفتاء على الدستور.

وصلت مصر إلى حافة الحرب الأهلية كما شعر عدد من المواطنين وأشارت إليه عدد لا بأس به من التحليلات من خارج مؤسسة الرئاسة التى ظلت بعيدة عن المشهد لفترة ليست قصيرة رغم خطورة الأوضاع، حتى ظهرت بحديث باهت من جانب، ومهدد ومتوعد من جانب أخر، ومتبنى لخطاب طرف محدد ضد طرف أخر. أعطى تعامل السلطة بكل مستوياتها شرعية لما قامت به السلطة الموازية والتى قامت بدورها بإرهاب المواطنين الآمنين تحت سمع وبصر السلطة الرسمية. وقامت "بالقبض" عليهم و"احتجازهم" فى مناطق تقع فى نطاق قصر الاتحادية أو قريبة منه وفقا لكل التقارير والشهادات المنشورة فى هذا الصدد.

لم ينتهى دور الدولة الموازية عند هذا الحد فعلى العكس من المرات السابقة تبدو معركة الدستور بالنسبة لتلك القوى معركة أساسية فى تدشين وجودها والظهور على سطح الأحداث بخطاب قائم على استبعاد كل مخالف فى التوجه ووصفه بكل العبارات السلبية سواء أكانت ذات طبيعة دينية أو وطنية. وظهرت تجليات تلك الدولة الموازية واضحة حول قصر الاتحادية، وانتقلت بوضوح أكثر إلى مدينة الإنتاج الإعلامى معلنه عن فرض حصار ممتد حتى تتحقق مطالبهم. ومرة أخرى لم تظهر الدولة كسلطة قادرة على التعامل مع هذا الملف، وربما ظهرت وبصورة أوضح غير راغبة على التعامل مع هذا الملف بالطريقة التى تعلن بها عن نفسها كسلطة دولة قادرة على الحسم وفرض حدود المقبول والمرفوض فى الصراع القائم.

ورغم أن كل تلك الظواهر فى حد ذاتها مقلقة للغاية، إلا ان المهم فى تلك التحركات ما تقدمه لنا من صور "نحن- والآخر". فمن يتابع الشهادات الخاصة بأحداث قصر الاتحادية وما قيل "للمحتجزين" من تلك المجموعات يجد الكثير من خطاب التعامل مع الآخر، سواء أكان الآخر الدينى أو الآخر الذى يتم التعامل معه بوصفه معارض للشريعة أو كما يتردد معارض لشرع الله. أصبحنا أمام تقسيم لا يقبل النقاش ما بين الأبيض والأسود، حيث الخلاف وليس الاختلاف فقط يسيطر على الخطاب. الوضع ككل أشبه بجبل الثلج ونحن ومصر كالسفينة تيتانك إما أن ندرك جبل الثلج ونتعامل معه قبل الإصطدام وإما أن ندفع جميعا الثمن فأن لم نتعلم العيش معا كأخوة، فعلينا أن نفنا معا كأغبياء كما قال مارتن لوثر كينج.

أعرف ما سيقوله البعض من مقولات الحضارة الممتدة ومصر التى وقفت فى مواجهة الغزوات وصمدت وصعدت كل مرة من بعد الهبوط والمعاناة، ولكن الخروج من التحديات السابقة لا يضمن الخروج منها للأبد، قد يؤشر للقدرة ولكن بدون إستراتيجيات لن توجد الوسائل أو سيحتاج الصعود إلى فترات أطول ومعاناة أشد وخسارة أعظم من قدرتنا على التصور وربما من قدرتنا على التعايش معها. كنت ولازلت أكرر أننى أحتفظ شخصيا بصورة مختلفة لمصر حين كانت أكثر تسامحا، وحين سيطر الحب والحوار على الآراء، وحين كان بالإمكان أن نطلق على ما يحدث حوار ونقاش وليس تقاذف بالكره والرفض. ولكن الاحتفاظ بالصور الجميلة لا يعنى أن تشوه الواقع لا يؤثر عليها وعلينا، فالقبح قد يتجاوز قدرتنا على تذكر كيف كانت تلك الصور يوما. ومصر تلك التى تظهر صاخبه، وعدائية، ومليئة بالكره لا تعبر عن مصر الاعتدال ولا مصر السماحة التى تتميز بروحها قبل نيلها وتاريخها. مصر تلك التى تقوم على "نحن- والآخر" لا تشبه مصر التى نعرفها وتتناقض مع روح مصر التى عاشت وتفردت بقدرتها على الاستيعاب الخلاق، الاستيعاب القادر على إنتاج أفضل ما فى البشر من جمال، وليس تغذية القبح والعداء. معركة مصر الحالية ليس لها علاقة بالدين الذى يتم استخدامه بشكل سلبى فى لعبة السلطة والسيطرة، ولكنه صراع على روح مصر وطبيعتها المتسامحه فإما أن تنجو وننجو معها، وإما أن تصبح مصر أخرى سيكون علينا أن نربى الأمل من أجلها ومن أجلنا.



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (57): النجاح بين فيليكس ويامانكا
- على هامش الثورة المصرية (56): فيليكس وطائر النهضة
- على هامش الثورة المصرية (٥٥): كشف الحساب بين الن ...
- على هامش الثورة المصرية (54): نظارة الإخوان فى رؤية أحوال مص ...
- على هامش الثورة المصرية (53): الانتخابات الرئاسية وفرحة عبد ...
- على هامش الثورة المصرية (52): ألغام العلمين والإنتخابات الرئ ...
- على هامش الثورة المصرية (51): أبو إسماعيل ومسلسل إسقاط الدول ...
- على هامش الثورة المصرية (50): عقبات على طريق الثورة (٤ ...
- على هامش الثورة المصرية (49): عقبات على طريق الثورة (3. التا ...
- على هامش الثورة المصرية (48): عقبات على طريق الثورة (2. مصر ...
- على هامش الثورة المصرية (47): عقبات على طريق الثورة (1.الفهل ...
- على هامش الثورة المصرية (46): الحفيد وحديث الثورة
- على هامش الثورة المصرية(45): مصر ما بين العبث والسخرية
- على هامش الثورة المصرية (44): مصر الثورة والمرأة
- على هامش الثورة المصرية (43): اليابان ومصر ما بين فوكوشيما و ...
- على هامش الثورة المصرية (42): وقفات على هامش أحداث بورسعيد
- على هامش الثورة المصرية (41): مقولات على الهامش
- على هامش الثورة المصرية (40): مصر والحب فى اتجاه واحد
- على هامش الثورة المصرية (39): تساؤلات على هامش ذكرى الثورة
- على هامش الثورة المصرية (38): المحلف الهارب والمواطن المهان


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (58): مصر فى مواجهة الدولة الموازية