أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل كلفت - الاستفتاء مصيدة خبيثة.. مقاطعة الاستفتاء من ضرورات إنقاذ الثورة بقلم: خليل كلفت















المزيد.....

الاستفتاء مصيدة خبيثة.. مقاطعة الاستفتاء من ضرورات إنقاذ الثورة بقلم: خليل كلفت


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 08:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الاستفتاء مصيدة خبيثة
مقاطعة الاستفتاء من ضرورات إنقاذ الثورة
1: أخيرا اتخذت جبهة الإنقاذ الوطنى موقفها النهائى، وربما قبل النهائى فى حالة عدم تلبية شروطها الخمسة المعلنة، فقد دعت الناخبين إلى المشاركة فى استفتاء 15 ديسمبر 2012 والتصويت فيه ب "لا"، مع الاحتياط بالانسحاب فى حالة عدم تلبية شروطها التالية: أولا: ممارسة الإشراف القضائى على كل صندوق، ثانيا: ضمان الرقابة المحلية والدولية على إجراءات الاستفتاء من قبل المنظمات غير الحكومية، ثالثا: توفير الحماية الأمنية خارج وداخل اللجان، رابعا: إعلان النتائج تفصيلا فى اللجان الفرعية فور انتهاء عملية الاقتراع، خامسا: إتمام عملية الاستفتاء على الدستور فى يوم واحد فقط. وأعلنت الجبهة فترة تمتد إلى صباح يوم الاستفتاء لاتخاذ قرار الانسحاب إذا لم تتم تلبية الشروط كما تقدَّم. ويمكن القول إن أغلب هذه الشروط يمكن التلاعب بها بطريقة أو بأخرى وخاصة "الإشراف القضائى"، و "توفير الحماية الأمنية خارج وداخل اللجان"، "إعلان النتائج تفصيلا فى اللجان الفرعية فور انتهاء عملية الاقتراع"، وهى، بمعظمها، معلنة رسميا على كل حال كضمانات لنزاهة الاستفتاء. غير أنه يوجد شرط قاطع التحدُّد وهو شرط "إتمام عملية الاستفتاء على الدستور فى يوم واحد فقط".
2: وسرعان ما أطاح قرار رئيس الجمهورية واللجنة العليا للانتخابات، كما ورد فى موقعها الرسمى، بهذا الشرط القاطع التحدُّد، شرط "إتمام عملية الاستفتاء على الدستور فى يوم واحد فقط"، ذلك أن الاستفتاء سيتم إجراؤه على يومين بينهما أسبوع كامل، حيث جاء فى الموقع المذكور ما يلى: "طبقا لـقرار رئيس الجمهورية الصادر فى هذا الشأن تجرى عملية التصويت فى الاستفتاء على مشروع الدستور للمصريين داخل جمهورية مصر العربية على مرحلتين كالتالى: - المرحلة الأولى يوم السبت 15 ديسمبر 2012 وتشمل التصويت فى المحافظات التالية: القاهرة - الإسكندرية - الشرقية - الغربية - الدقهلية - أسيوط - سوهاج - أسوان - شمال سيناء - جنوب سيناء - المرحلة الثانية يوم السبت 22 ديسمبر 2012 وتشمل التصويت فى المحافظات التالية: الجيزة - القليوبية - المنوفية - البحيرة - كفر الشيخ - دمياط - الإسماعيلية - بورسعيد - السويس - مطروح - البحر الأحمر - الوادي الجديد - الفيوم - بنى سويف - المنيا - الأقصر – قنا". وكالعادة كان هناك نفى بعد تأكيد، وتأكيد بعد نفى؛ غير أن هذا صار أمرا مؤكدا الآن على كل حال.
3: وبالطبع فإن من الصعب أن نتنبأ بموقف جبهة الإنقاذ إزاء إهدار هذا الشرط وإزاء التلاعب بكل الشروط على كل حال، غير أنه يبدو أن الجبهة سوف تنتظر حتى صباح السبت لاتخاذ قرار باستمرار المشاركة أو الانسحاب. ويختلف هذا الموقف بالانسحاب حتى فى حالة اتخاذه عن موقف المقاطعة. أولا لأن الانسحاب يأتى هنا فى مواجهة عدم تلبية شروط معلنة وليس رفضا للاستفتاء انطلاقا من رفض المشروع على أساس طبيعة الجمعية التأسيسية التى قامت بإعداده، وطبيعة المواد التى تضمنها المشروع، وانطلاقا كذلك من إهدار أىّ ضمانات حقيقية لنزاهة عملية الاستفتاء التى تقوم على الهرولة العنيدة فى سباق ماراثونى مع الزمن. كذلك فإن تأخير الانسحاب المحتمل إلى لحظة بدء الاستفتاء بعد تعبئة الجماهير فى اتجاه المشاركة يجعل من المشاركة أمرا واقعا من الناحية العملية على العكس من موقف المقاطعة الذى كان من شأنه إعداد الجماهير فى وقت مبكر فى اتجاه لا يتطوَّع بإضفاء الشرعية على استفتاء خطير وبلا ضمانات من خلال المشاركة.
4: غير أن الأخطر من كل هذا هو أن يقبل زعماء وقيادات جبهة الإنقاذ المشاركة فى الاستفتاء فى ظرف تتمثل سمته الأساسية فى الهجوم الاستبدادى الواسع النطاق من جانب الرئيس وحزبه وجماعته وحلفائهم فى الإسلام السياسى على كل الجبهات من خلال العمل العنيد الضاغط والمتواصل على فرض دستور إخوانى سلفى مرفوض شعبيا على الشعب، والهجوم على القضاء والإعلام والصحافة وعلى المظاهرات والاعتصامات السلمية حيث يسقط القتلى والجرحى فى أكثر من موقع وبالأخص فى محيط قصر الاتحادية حيث جرى التعذيب الوحشى البشع الواسع النطاق لعشرات المعتصمين السلميِّين، وباختصار فى سياق الحكم المباشر لجماعة الإخوان المسلمين من خلال توظيف منصب رئيس الجمهورية لفرض أهداف مخططاتهم الرامية إلى الأخونة الشاملة و "التمكين" بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، بما فى ذلك استخدام الميليشيات الإخوانية والقتل والتعذيب.
5: ويأتى موقف المشاركة المموَّهة بشروط واهية رغم المظهر المتشدد فى مجرى موجة ثورية بعيدة المدى هى الكبرى منذ الموجة الثورية الأولى التى بدأت فى 25 يناير 2011 تحصرها جبهة الإنقاذ عن طريق المشاركة المشروطة فى إطار دستورى قانونى قاصر يوجِّه فى الحقيقة ضربة غادرة إلى الأفق الثورى الذى بلغته الحركة الجماهيرية الشعبية. فمنذ الإعلان الدستورى الرئاسى الصادر فى 21 نوڤمبر ارتفعت الموجة الثورية إلى مستوى رفع شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" و "يسقط حكم المرشد"، و"ارحلْ". كما واصلت هذه الموجة الثورية تصعيد أشكالها نضالها بمواصلة مليونياتها واعتصاماتها ومسيراتها وإضراباتها وانفتاحها على خيار الإضراب العام والعصيان المدنى. ولا يمكن إلا أن نشيد هنا بدور نضال القضاة فى سبيل استقلال السلطة القضائية فى حفز ودعم وتصعيد الموجة الثورية الحالية. والحقيقة أن استقلال السلطة القضائية أداة مهمة من الأدوات الأساسية لحريات وحقوق الشعب، ومقاومة جبروت السلطة التنفيذية التى لم تستقل عنها السلطة التشريعية فى يوم من الأيام طوال عقود عهود رئاسات الجمهورية المتعاقبة منذ انقلاب 1952 العسكرى، على حين حرصت السلطة القضائية على تأمين وتطوير استقلالها الأمر الذى جعلها، على العكس من السلطة التشريعية، عرضة لمذابح القضاء المتعددة الشهيرة وصولا إلى المذبحة الراهنة.
6: وبدلا من توجُّه الجماهير الثائرة الغاضبة إلى السير حتى النهاية فى طريق ثورة التحرُّر من الحكم الإخوانى السلفى وكابوس الدولة الدينية، يقوم زعماء جبهة الإنقاذ بتحويل معركة ثورية حقيقية إلى معركة دستورية تافهة يتمثل أقصى أفق لها فى التصويت ب "لا"، فى استفتاء يقوم بتخيير الشعب من خلال مصيدة الاستفتاء بين خيارين أحلاهما مرّ ويؤديان فى نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة. وإذا كان التصويت ب "نعم" يعنى استمرار الحكم الإخوانى السلفى بهذا الدستور الاستبدادى على طريق الدولة الدينية، فإن التصويت ب "لا" إنما يعنى استمرار الحكم الحالى على مدى فترة تصل إلى ما بين عام وعام وربع أو نصف عام حيث سيتمّ فى هذه الحالة إجراء استفتاء على مشروع دستور لاحق وفقا للإعلان الدستورى الجديد بعد عشرة شهور من الآن، وهذه فترة سوف تعقبها الفترة الكافية لانتخاب الپرلمان الجديد وانعقاده وربما انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفى ذلك الحين سيكون الوضع السياسى أكثر ملاءمة بما لا يقاس للإسلام السياسى الذى سوف يستغلّ هذه المدة للمزيد من الهيمنة والتمكين وأقل ملاءمة بما لا يقاس أيضا لقوى الثورة التى لن يتاح لها كل يوم أو عند الطلب مثل هذا المستوى المرتفع من النهوض الجماهيرى الثورى. وفى مثل هذا الحالة لا مناص من أن يكون الدستور اللاحق أسوأ بما لا يقاس من مشروع الدستور الذى يتم التصويت عليه فى الاستفتاء الوشيك.
7: وهنا يتضح أن القضية الكبرى لا تتمثل فى المشاركة فى هذا الاستفتاء أو مقاطعته بل تتمثل فى خيار الاتجاه عن طريق الفعل الثورى وحده إلى إزالة خطر الدولة الدينية الإخوانية من طريق الثورة المستمرة أو، على العكس من ذلك، فى خيار إحباط وإهدار الموجة الثورية الكبرى الحالية؛ الأمر الذى ينطوى فى حالة التصويت ب "نعم" كما فى حالة التصويت ب "لا" على نفس النتيجة الواحدة: فتح الباب واسعا أمام خطر الدولة الإخوانية بكل ويلاتها وكوارثها. ورغم تمثيل زعماء الجبهة داخل نفس الطبقة الرأسمالية التابعة الواحدة لقطاعات معادية للحكم الإخوانى السلفى وراغبة فى الوقت نفسه فى الانتقال بسرعة إلى الاستقرار الملائم لهذه الطبقة ككل عن طريق تصفية الثورة الشعبية فإنهم، مهما كانت نواياهم ومشاعرهم وتوجُّهاتهم كأشخاص وشخصيات، يتجهون إلى خيارات معتدلة تصبّ من حيث محصلتها العملية فى إهدار الموجة الثورية الكبرى الراهنة وإحباطها وبالتالى فى معاداة الثورة والإسهام فى تصفيتها.
8: ومهما كانت نتيجة الاستفتاء، ومهما كان موقف زعماء جبهة الإنقاذ، فإن من المأمول أن يتواصل الفعل الثورى الجماهيرى الراهن لتخليص وتحرير الشعب المصرى من شبح الدولة الإخوانية لتستمر الثورة فى مواصلة نضالاتها فى سبيل تحقيق أهدافها فى الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
9: يسقط حكم المرشد! يسقط نظام الإخوان المسلمين والإسلام السياسى! يسقط رئيس الجمهورية! تسقط أخْونة الدولة والمجتمع! يسقط نظام انقسام الشعب والحرب الأهلية! يسقط الدستور الاستبدادى الذى يُراد فرضه على الشعب على جثة ثورته وكرامته وحرياته وحقوقه ومستقبله! يسقط استفتاء 15 و 22 ديسمبر على مشروع الدستور الاستبدادى! قاطعوا مصيدة الاستفتاء كضرورة من ضرورات إنقاذ الثورة!
12 ديسمبر 2012




#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة تتسع وتتعمَّق والحركة الجماهيرية تتجاوز قيادات جبهة ا ...
- الكتب معرفة ومتعة - الجزء الثالث
- إلغاء الإعلان الدستورى إلغاء مشروع الدستور مقاطعة الاستفتاء. ...
- يسقط حكم المرشد.. والتراجع كارثة
- الكتب معرفة ومتعة - الجزء الثانى
- الكتب معرفة ومتعة - كتاب إلكترونى 1
- ادوار الخراط وإبراهيم أصلان وجمال الغيطانى مقال عن مجموعة قص ...
- عملية -عَمُود السَّحَاب- وأقدار مصر وسيناء وغزة بقلم: خليل ك ...
- روبرت ڤالزر (مقالان: 1: سوزان سونتاج، 2: كريستوفر ميدل ...
- كتاب سيد عويس: التاريخ الذى أحمله على ظهرى
- غزة وما بعد غزة
- بعيدا عن تأسيسية الدستور ودستور التأسيسية ضرورة الإطاحة السل ...
- كيف كتب دوستويڤسكى رواية الجريمة والعقاب؟ -إعادة قراءة ...
- مارسيل پروست (مقالان: مقال: أناتولى لوناتشارسكى، ومقال: أندر ...
- مصر وبلاد النوبة تأليف: والتر إمرى، ترجمة: تحفة حندوسة مقدمة ...
- مصير العالم الثالث تحليل ونتائج وتوقعات توما كوترو و ميشيل إ ...
- الأساطير والميثولوچيات السياسية(1) راؤول چيرارديه عرض: خليل ...
- تفسير الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى لآية الله والعلماء
- زيارة جديدة إلى -مزرعة الحيوانات- رواية -مزرعة الحيوانات- چو ...
- عوالم عديدة مفقودة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل كلفت - الاستفتاء مصيدة خبيثة.. مقاطعة الاستفتاء من ضرورات إنقاذ الثورة بقلم: خليل كلفت