أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - عوالم عديدة مفقودة














المزيد.....

عوالم عديدة مفقودة


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


عوالم عديدة مفقودة
عن رواية "پيدرو پارامو" ، خوان رولفو
بقلم: مايك جونثالث
ترجمة وتقديم: خليل كلفت

(عن مجلة: سوشاليست ريڤيو، أبريل 1994)

تقديم
سبقت رواية خوان رولفو "پيدرو پارامو" الصادرة فى 1955 رواية نجيب محفوظ "الطريق" الصادرة فى 1964 بقرابة عشر سنوات. وهناك تشابُهٌ عجيب محيِّر فى الحبكة بين الروايتين، فكلٌّ من البطلين يبحث عن أبيه بإرشادات من أمه ويكتشف فى النهاية أن أباه أبٌ لعدد هائل من البشر. ورغم شهرة كلٍّ من "پيدرو پارامو" – أىْ "الأب پارامو" – (بطل رواية خوان رولفو) و"سيد سيد الرحيمى" (بطل رواية نجيب محفوظ: "الطريق")، لم أقرأ محاولة لاستكشاف تأثير محتمل لرواية رولفو فى رواية نجيب محفوظ – المترجم
يعود خوان پريثيادو إلى قرية أمه امتثالا لرغبتها وهى تحتضر. وعندما يهبط داخلا البلدة الصغيرة كومالا فإنه لا يجد هناك البقعة البهيجة الخضراء الماثلة فى ذكريات أمه بل يجد بلدة ميتة مليئة بأصوات تحررت من أجسادها.
وتستحيل كومالا إلى نوع من المطهر تحيا فيه مجموعة من الأرواح المعذبة بإحساس أبدى بالذنب يمنع كل راحة أو نوم.
والأمر الذى يشتركون فيه جميعا هو أن الرجل الذى كان يسيطر على البلدة - پدرو پارامو - أفسدهم واستخدمهم. وليس كل ما هناك أنه هو وابنه استخدما كل شخص فى القرية لأغراضهما الخاصة - إنه أيضا "حكم على كومالا بالموت" بعد موت ابنه ميجويل.
ومكان الرواية هو المكسيك؛ أما زمنها فهو الأربعينات أو الخمسينات - وليس واضحا تماما على الإطلاق متى. والكاتب، خوان رولفو، لم يكتب سوى هذه الرواية وكتابا سابقا هو مجموعة قصص قصيرة. غير أن "پدرو پارامو" رواية رائعة، وهى كافية تماما لتبرير شهرة رولفو.
وداخل الرواية هناك عوالم عديدة مفقودة - تذكّرتْ أم خوان مكانا ينتمى إلى اليوتوپيا، أما الإنسانة التى يحبها پدرو پارامو، وهى سوزان سان خوان، فتلوذ منه بحلم بأركاديا (بفردوس) لا يمكنه دخولها.
وفى 1910 مرت المكسيك بثورة تمثلت غايتها فى القضاء على الطبقة التى كان پارامو ينتمى إليها. وكان هدفها الأساسى هو إعادة توزيع الأرض على صغار الزراع وانتزاعها من كبار ملاك الأرض.
على أن الثورة لم تظهر هنا إلا لفترة وجيزة. ذلك أن پارامو تخلص من القادة الثوريين عن طريق شرائهم وسرعان ما رحلوا. وهكذا فإن كومالا تتخلى عنها الثورة ويُلقى بها إلى خارج مجرى التاريخ.
بعد ذلك بأربعين سنة (فى 1955)، لم يفت رولفو، عندما كتب روايته، أن يلمّح إلى خيانة وانحراف وعود الثورة - وإلى الأرواح الفقيرة الميتة فى كومالا كضحايا لذلك المسار.
والرواية ليست سردا تقليديا. إنها، بالأحرى، جوقة أصوات يائسة ينشأ منها إحساس بتجربة مشتركة، رغم أن كل متحدث تستحوذ عليه عزلته. إنها أغنية لوعة شعرية مثيرة للمشاعر، ورمز قوى للموت الحى الذى هو النتيجة المنطقية للانعزال عن المسار الموَّار للتاريخ.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرف والغضب لا يكفيان [مراجعة لكتاب: نعوم تشومسكى:-الحيلولة ...
- الكتب معرفة ومتعة - الجزء الأول
- حول الأسلوب فى السينما - أندريه بازان
- جنوب أفريقيا عصر مابعد سياسة الفصل العنصرى (الأپارتهيد)
- إلا الرسول الكريم
- هل انتصرت الثورة المضادة فى مصر؟
- حروب القرن الحادي والعشرين مخاوف وأخطار جديدة
- بورخيس - كاتب على الحافة
- عالم جديد - الجزء الرابع - فيديريكو مايور
- عالم جديد - الجزء الثالث- فيديريكو مايور
- عالم جديد - الجزء الثاني - فيديريكو مايور
- عالم جديد - الجزء الأول - فيديريكو مايور
- بدلا من صَوْمَلَة سيناء
- طبيب الأمراض العقلية - ماشادو ده أسيس
- سوريا: الطريق إلى الجحيم
- حدث 25 يناير 2011: ثورة أم ليست ثورة؟ (مفهوم مختلف للثورة ال ...
- قبل تشكيل حكومة هشام قنديل
- أثبتت فحوصى الطبية الأخيرة خلوّ جسمى من سرطان الكبد (لطمأنة ...
- احتمالات الصراع الحالى بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإ ...
- ثورة 25 يناير 2011 فى النصف الأول من 2012 - القسم الثانى


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - عوالم عديدة مفقودة