أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - العروبة والقراءة














المزيد.....

العروبة والقراءة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


الكثير من الرفاق والأصدقاء,تزعجهم قلة القراءة في عالمنا العربي,لدرجة أنهم اعتبروا ذلك أزمة,أو مؤشر انحطاط حضاري,أو نتيجة انتشار الأمية والجهل,بل قل تجاهل المعرفة والإبداع,ولا مبالاة قاتلة لدى الإنسان العربي,وبدأت التحليلات تتناسل و تتكاثر على صفحات الجرائد والمجلات وحتى على شاشات التلفزة,التي ضجت بشكوى المثقفين والكتاب,الذين استحضروا المقارنات مع الأصدقاء والأعداء,والإحصاءات لما يقتنى من المعارض التي تقدم الكتب وما جد فيها من مواضيع مثيرة وحافزة على المصالحة مع متعة يتجاهلها الإنسان العربي,ويبررها بعض الدارسين بمحدودية الدخل,أو الإنشغالات اليومية بالقوت ولوازم الحياة المادية,سكن تمدرس لباس وغذاء,وتنقل,إضافة إلى الكثير من الكماليات التي تحولت إلى حاجات أساسية في العصر الحالي,كل هذه المقاربات تنشط وتزداد قوة باقتراب المواسم الثقافية ومعارض الكتاب,التي غدت تقليدا,إضافة إلى الجوائز الدولية والعربية,التي انتقلت إلى دول الخليج مشكورة عندما بدأت تهتم بما هو ثقافي,بدل الإهتمامات القديمة,من سهرات بادخة,لا علاقة لها بما هو ثقافي وحضاري,وهنا تنفس المثقفون الصعداء نسبيا,واشتدت المنافسات بظهور مجلات محترمة ,تعوض الباحثين والمهتمين وتجزل لهم العطاء,فنشطت الحركة الثقافية,اشتد التنافس بين العواصم العربية,ورغم ذلك بقيت مشكلة المقروئية مطروحة,وتعددت المقاربات وتعارضت,لكن هل لامست المشكل في عمقه؟
هل أدركت حقيقة علاقة الإنسان العربي بالكتاب؟هل كشفت عن هذا المركب العميق في الذهنية العربية؟
1فكرة الكتابة
لا يخفى على أغلب الباحثين العرب وغيرهم,أن الكتابة في عالمنا العربي اكتشاف حديث نسبيا,ولم يتم التعامل معه إلا بدافع التدوين,والتسجيل,ونظر إليه نظرة حماة الأسطورة للفكر الفلسفي باليونان,بحيث اعتبرت الكتابة تطاولا على سلطةالحكي,وسلطة الشفاهي,الذي تعايش معه العرب لزمن طويل,حتى كادت فكرة الكتابة تفشل,فأمية العرب,نظر إليها كامتياز بسرية غير معلنة حتى من طرف حراس طقوس الفكر الديني,الذين تنبهوا إلى خطورة التدوين والإختلافات التي صاحبته وأدت إلى ظهور تأويلات متناقضة للنص المقدس,مما حدا بالكثير من المؤرخين إلى البحث عن دوافع الكتابة لدى القدماء,إذ ربطت بموت الكثير من حفاظ القرآن,في المعارك والغزوات,حتى يتم قبول الإنتقال من الشفاهي إلى الكتابي,و ما ترتب عن ذلك من تحولات,فمنطق الكتابة حتما مختلف عن منطق التقاليد الشفاهية,مما ولد صراعا حول سلطة الكلام,هل هي شعرية شفاهية أم نثرية كتابية,وهنا نكتشف كيف المعركة اتخذت لها أبعادا مغايرة لتخفي العمق الرمزي للصراعات التي عاشها العالم العربي,قبل أن ينتقل إلى الإقرار بضرورة الكتابة التي تقتضي التحول الحضاري من عقلية السماع والإنصات إلى عقلية التأمل في المكتوب وإعادة صياغته وفق منطقه الخاص وحاجيات العصر الذي ينتمي إليه.
2تعب القراءة
الشفاهي يجعل الأذن أداة للتعلم وتحقيق المعرفة,وبذلك تهرب الذات لا شعوريا من الكتاب,وتعتبره جهدا يمكن تعويضه بالسماع وربما الحكي,كما كان في العصور القديمة,كما أن هناك منطقا شفاهيا,يتحايل على الكتابة,بحيث يكتفي القارئ المفترض بالسماع عن الكتاب,وتدوين المعلومات لاستعراضها حتى كتابة دون أن يتنبه لذلك إلا ذوي الخبرات السوسيولوجية للخطابات والكتابات ذات المصادر الشفاهية,وقد شجعت الوسائط الجديدة على انتشار قيم الشفاهي,ليحتل مكانه الصوتي,ليس في الشعر,أي القول الفني,بل حتى الكتابات الفكرية,صارت تدون كملخصات بلسان أصحابها وتوزع على المهتمين,وهي آلية اعتمدها الدعاة,والفقهاء,لما تلاقيه من استحسان من طرف من لايجيدون القراءة والكتابة أو الكسالى الراغبين في تلقي المعرفة شفاهيا عن طريق الأذن كما أسلفت وذكرت سابقا,يمكن أن أقدم نموذجا عصريا وليس تقليديا,مثلا بالنسبة للشعر هناك الأقراص المضغوطة,وهناك مقاطع شعرية بصوت صاحبها أو بصوت غيره,كما أن الروايات,صارت تتحول إلى أفلام ومسلسلات ,والمبدعون يدركون أن مشاهدة الفلم الروائي تختلف عن قراءة الرواية وحتى بعض القصص التي صارت تمثل هي الأخرى,قد يتساءل البعض قائلا,إن هذه الوسائط موجودة حتى في الغرب,ولم تؤثر على المقروئية؟
والجواب ضمني في السؤال,فهذه الوسائط لم تؤثر في المقروئية لأن حضاراتها تنتمي إلى أمم كاتبة وقارئة وليست أمية,والقراءة هناك ترسخت كقيمة وتقليد يومي,ألا تراهم في المقاهي والبارات والقطارات وحتى الشوارع يحملون معهم زادهم المعرفي,ولا يرقصون على إيقاعات لكلمات أجنبية لا يكلفون أنفسهم البحث في قواميس اللغة عن دلالاتها ومعانيها.
3متعة السماع
الأمم السماعية,تجد متعا فيما تسمع,وتشعر بالضيق أثناء القراءة,إلا المهتمين والباحثين الذين تخلصوا من رواسب ما هو شفاهي إلى حد ما,فهولازال موجودا بدرجات متفاوتة,فالكثير من الباحثين,ما أن يحصلوا على شهاداتهم حتى يتوقفوا عن القراءة,ويتفرغوا للكتابة متجاهلين,أن الكتابة نفسها تتطور بالقراءة,بل هناك من انتهت لديه نكهة المطالعة,بحجة انعدام الجدير بالقراءة,وكأنه صار الحكيم بوذا,فانفتحت له أبواب الحكمة وغدا الجميل فيلسوفا,على الناس أن تتعلم منه وتشد الرحال إلى قبته حيث يعتصم ويختفي عن أنظار الناس,أوليست هذه راسب من الرواسب الشفاهية في الحضارة العربة الإسلامية,التي تكلمنا عليها قبل قليل؟
خلاصات
قلة القراءة في مثل هذه الحالات,ووفق التاريخ العربي الإسلاميلا يمكنها أن تكون مزعجة ولا حتى مثيرة,مادام التخلف حاضرا ومحافظا على قيم الشفاهي,التي لا يمكن انقراضها بدون ضجة ورجة ثقافيةوتعصف بفكر الثقافة نفسه,ومختلف مؤسسات المعرفة,أو ما يفترض أنها تلقن الثقافة,أو على الأقل تعد النخب لها,
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب


المزيد.....




- مسرحية -أشلاء- صرخة من بشاعة الحرب وتأثيرها النفسي
- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - العروبة والقراءة